الشهيد عبد السلام سليمان كان يسير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم لذلك نجح في ميدان الدعوة وظيفة الأنبياء التي كان من طبيعتها التوجيه الدائم والسرية وكان ظاهرة إنسانية تستحق الدارسة، قال عنه بروفسير عبد الرحيم علي أخونا عبد السلام قد استشهد ومعه أسرار كثيرة لا يفهمها أحد من أحوال الناس ومن قضائهم لأنه كان حفيًا بذلك ويتصدَّى له وكان قد وهبه الله قدرة على مواجهة هذه الأعباء. وقال عنه أحمد عبد الرحمن محمد «الشهيد عبد السلام له مقدره كبرى على الإنجاز فهو لا يعرف أنصاف الحلول وأحسب أننا فقدناه في مجال نحن أحوج ما نكون فيه للرجال من أمثاله وفي مجال القيادة والدعوة والعمل العام عاشرت الكثيرين ولكنني وجدت في عبد السلام نموذجًا فريدًا. وقال عنه محمد حسن طنون: مضى عبد السلام في سبيل السلام، مضى مع المصطفين الأخيار الأبرار لأنه نظر فاعتبر وعرف فاعترف وسلك فملك وعمل فحقق وجاهد فصدق مضى إلى ربه مقبلاً غير مدبر فنعم عقب الدار. العميد معاش محمد إبراهيم عبدالجليل المشهور «بود ابراهيم» في حوار أجراه معه فتح الرحمن شبارقة بمنزله بجبرة عقب خروجه من السجن نُشر بتاريخ الخميس18 أبريل 2013 في جريدة الرأي العام قائلاً أنا صاحب فكرة حتى عندما دخلت القوات المسلحة دخلتها صاحب فكرة وبالتأكيد أغادر القوات المسلحة التي أكنّ لها احترامًا شديدًا جدًا سأظل على نفس الفكرة وعلى نفس النهج الذي ارتضيته منذ أن كنت طالبًا في الثانوي العام مدافعًا عن الحق وأنشد دولة الكرامة والعزة والدين وعلى هذا الفكر سنمضي إن شاء الله والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وأي زول يفكر في من أين يأتي الرزق أنا أعتبر ذلك نوعًا من الشرك وأنا صاحب فكرة وجئت من هذا الشعب وإلى الشعب وسأكون شغال بين إخواني في السودان ليس في مجال «البيزنس» أو مجال آخر إنما في المجال الدعوي في المجتمع ونحن نعبر عن أمة تبتغي الحق وتقود الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى إلى المجتمع الفاضل والدولة الفاضلة. ود إبراهيم يمضي يمنة ويسرة على خطى الشهيد عبد السلام سليمان وهما قادة رساليون شوامخ وأسود في ثياب رجال عرفتهما صناديق القتال وميادين العزة والفداء فما بين رسالة القائد الرسالي مسافات من العشم التواصلي متفردًا لا يدرك كنهها إلا الراسخون... وهو بحر لا يخوض لجته الا المتبتلون الواصلون ما وصله الله القاطعون لما قطعه اهل وخاصته فإذا كان ذلك كذلك فلقد زرع الشهيد عبد السلام ورفاقه بأياديهم المتوضئة بذور فكرة الأمة التي انبتت أشجارًا طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فاشرأبّت المشروعات الإستراتيجية العملاقة «مدينة جياد الصناعية، سد مروي، وسد الرصيرص، والبترول السوداني الذهب...» شامخة كنخلات الشمال تحكي عظمة الإنسان السوداني المتوكل على الله المتوشح بعباءة الإيمان المزاوج بين الأصالة والمعاصرة مستفيدًا من التجارب الإنسانية في الدول التي سبقته في هذا المجال وازدانت فكرة الأمة بلوحة مضاءة بشموع العز والشموخ وتوشح المشروع الوطني المروي بدماء الشهداء الزكية بثوب الفخار. ما بين هذا وذاك أن الاحتفالات التي أقامها الأهل والإخوان وعشيرة الهم المشترك لود إبراهيم وإخوته فرحًا بعفو الرئيس واظهارًا لنعمة الله عليهم سعت المعارضة والمتسربلون بعباءة الدين المتربصين... وشذاذ الآفاق وآخرون يعلمهم الله لتوظيفها بمكر وخبث ودهاء حتى يتسنى لهم تحقيق اجندتهم الخاصة وتنفيذ اهدافهم عبرها وتلويث سلاح ود إبراهيم وتشويه صورته وتاريخه وإفساد مجاهداته وحرقه ونسوا أن الخبر الذي ورد بإحدى الصحف بمغادرة ود ابراهم لقيادة كتائب المجاهدين قد أشعل المشهد السوداني حماسًا وأرعب وأرهب الوحوش الكواسر الساعية لالتهام السودان والجبهة المتمردة والمعارضة الغافلة لأنه صاحب فكرة وقضية ومن صُناعها فيكفيه شرفًا استشهاد أبنائه قادة «السائحون» في أب كرشولا ويزيده شرفًا وفخرًا وتيهًا. المرحلة المفصلية الحرجة التي تمر بها بلادنا أحوج ما تكون لضبط الإيقاع السياسي والتنفيذي والإعلامي والتفكير في ما كان وما يكون بإجراء عملية جراحية لمؤسسات الحكم كافة مركزيًا وولائيًا لتمضي مسيرة الشهداء لمبتغاها و تستوي سفينة الأمة التي تصارعها أمواج المؤامرة العاتية على الجودي. قال تعالى «وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان».