غاب عن أرض الوطن لما يقرب من عشر سنوات، وعاد إليه لحضور مناسبة اجتماعية في أسرته بالسودان. التقيناه في صالة المعاملات وطلبنا منه أن نجري معه دردشة خفيفة عقب الانتهاء من معاملاته، فرحب بذلك، وجلسنا معه لنتعرف على انطباعته عن السودان بعد الغياب الطويل.. فكانت حصيلة اللقاء ما يلي: ٭ ماذا تقول بطاقتك الشخصية؟ حامد صباح الخير حسن من أبناء مدينة أم روابة، خريج جامعة القاهرة الفرع، أعمل في شركة لاستيراد المعدات الزراعية بوظيفة مدير مالي، متزوج والحمد لله ولي خمسة أبناء ثلاثة منهم خريجون والآخران مازالا في مراحل التعليم الثانوي، اغتربت منذ أكثر من ربع قرن وأعمل في مدينة الرياض بالسعودية. ٭ ما هي الأسباب التي دفعتك للاغتراب؟ كان همي الأكبر توفير الحياة الكريمة لي ولأسرتي، ثم بعد ذلك كان همي تعليم أبنائي وتربيتهم تربية سليمة، وأحمد الله كثيراً إذ نجحت في ذلك، فأبنائي وبناتي تخرج بعضهم في الجامعات والبقية في الطريق بإذن الله. ٭ ما الذي لفت انتباهك في السودان بعد الغياب الطويل؟ لفتت انتباهي النهضة العمرانية الهائلة والانفتاح الاقتصادي الكبير الذي يشهده السودان، كما لفت انتباهي المستوى التعليمي المرتفع، فلا توجد أسرة لا يكون من أفرادها خريج، ولكن رغم ذلك فإن نسبة البطالة مرتفعة جداً ولا بد من إيجاد الحلول لها. ٭ ما هي انطباعاتك الأخرى عن الحياة في السودان؟ هنالك اختلال في التوازن الطبقي في السودان، فهنالك بعض الناس يعيشون حياة مرفهة وعلى مستوى عال، وهنالك من يعيشون تحت خط الفقر، وهنالك العمال المهرة الذين يتقاضون أجوراً مرتفعة، ومن الأشياء التي لفتت انتباهي الازدحام الشديد في الشوارع، وصحة البيئة متدنية جداً وتحتاج إلى إصحاح عاجل. ٭ عند زيارتك لجهاز المغتربين ما هي انطباعاتك عنه ومستوى التعامل وتقديم الخدمات فيه؟ التعامل كان جيداً ولكن أيضاً هنالك ازدحام شديد، وهنالك أيضاً ملاحظة وهي كثرة فتيات مكاتب الخدمات في الصالات، وأعتقد أنه من الأصلح أن تكون هنالك صالة خاصة لهن، أما تقديم الخدمات فلا توجد خدمات حتى تقدم، فالمغترب همه الأكبر أن يقضي معاملاته بسرعة دون مضايقات. ٭ ما هي الملاحظات العامة التي كونتها عن السودان عامة؟ هنالك الكثير من الملاحظات ولكنها شيء طبيعي في ظل هذا العالم المتغير دائماً، فالكثيرون قد تغيرت طباعهم وهمهم التكسب بالطرق المشروعة وغيرها، كما أن من المحاسن أن العلاقات الاجتماعية مازالت بخير، ولكن أسوأ ما في الأمر أنه لا يمكن إنجاز أية معاملات في الأجهزة والدواوين الحكومية بسهولة ويسر. ٭ أخيراً كلمة توجهها لرفاقك المغتربين؟ أنصح إخواني المغتربين بالعودة للوطن في كل سانحة يجدونها، وعدم الغياب الطويل عنه حتى يتواصلوا مع الأهل والأصدقاء والجيران، فالحياة تسير بسرعة ولا بد لنا من التعامل معها، ولكن للوطن حق علينا، مع خالص شكري لصحيفة «الإنتباهة» والعاملين بها.