حسنًا فعل الملخوم اللخمي إذ أفاق من لخمته متأخرًا فكتب في مقالته الخامسة عن خالد موسى الذي ظل يوسوس بمقالته في نقد افتراءات الدكتور محمد أحمد محمود على النبوة الإسلامية. وكعادة الحداثيين الماركسيين في الشكوى من الإرهاب الفكري والتكفير ذكر الملخوم اللخمي أنه: «على الرغم من لغة أستاذ «يقصد الأستاذ» خالد الأدبية الرنانة، فالقارئ الحصيف يلاحظ بوضوح نزعة الترهيب، والتعالي، والوصاية «ويلاحظ أن هذا الكاتب غير الحصيف عكس ترتيب المفردات، فمنطقيًا ينشأ التعالي أولاً ومنه تتولد الوصاية، ويترتب على مخالفتها الإرهاب!» التي تسم غالب خطابات الإسلامويين «صيغة الإسلامويين مخالفة للميزان الصرفي!» حين يكون الحديث، والحوار حول الإسلام. فقد ترسب عبر السنين في وعي، وفي لاوعي أفراد الجماعات الدينية، أنهم وحدهم حماة الإسلام، والمؤهلين، والموكلين «يريد المؤهلون والموكلون!» بالتحدث باسمه، في وجه عامة المسلمين، وأبناء المسلمين «أبناء المسلمين هم من عامة المسلمين فذكرهم هنا هو من قبيل التكرار واللغو!» من أمثالي غير المنضوين تحت لواء هذه الجماعات. وعلى الرغم من أن هذه النزعة تستبطن الوصاية على عقول الجماهير، لكنها أيضًا عريضة اتهام جماعي للكل في أخلاقه وتدينه». ومعنى كلام هذا الكويتب الحداثي الغثائي أن أي كلام للإسلاميين عن الإسلام هو استعلاء ووصاية وإرهاب. أي أن حديث الإسلاميين عن الإسلام كله سيئ، وينبغي أن يحارَب وأن يوقف. وكفى بذلك موقفًا إقصائيًا من طرف هذا الحداثي وقبيله حيث من عادتهم السيطرة على أدوات الإعلام لمحاربة الإسلام ومنع أي صوت للإسلام من أن يتسرب منها! والحقيقة أن عريضة الاتهام التي أشار إليها الكويتب ليست جماعية موجهة للأمة كلها في أخلاقها وتدينها، وإنما هي موجهة بالخصوص إلى أمثال هذا الحداثي الماركسي المنبوذ، الذي انبرى يدافع عن الملحد محمد أحمد محمود، وإساءاته إلى الجناب الأعظم جناب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنعم وبارك وقطع دابر شانئيه أجمعين وفي مقدمتهم هذا اللئيم محمد أحمد محمود. ومن أمارات كذب الحداثي الخسيس اللخمي أنه بعد أن دافع مليًَا عن صاحبه الملحد المعقد نفسيًا محمد أحمد محمود عاد ليستدرك ويقول في لغة الحداثيين المائعة: «وأقول ابتداءً، لست هنا في مجال الدفاع عن أحد، لا من الأحياء، ولا الأموات، ولا من الملحدين، ولا من المؤمنين، ولا من اللا أدريين، ولا ما بينهما «الصحيح أن يقول ما بينهم!». فالعالم الذي نعيش فيه مليء بكل هؤلاء» وهذا استطراد نفاه استطراده التالي الذي قال فيه: «أقول استطرادًا «كلامك كله استطرادات وما عندك موضوع محدد أصلاً!!» أن «يقصد إن!» مسألة الإيمان والإلحاد هي عملية اختيار حُر، لا يمكن فرضها عبر فوهة البندقية، «هل هنالك من قال بذلك أيها الخرَّاص المتقوِّل؟!» والإيمان إن لم يكن إيمان إختيار «يقصد اختيار!» يصبح إيمان فطري «يقصد إيمانًا فطريًا!»، مثل إيمان العوام «الإيمان كله فطري ومُستكِنٌ في أعماق الضمائر الآدمية منذ عهد الذَّرِّ سواء في ذلك إيمان العوام، وإيمان الخواص، وإيمان خواص الخواص. وأنت أصلاً لا تدري أيها الحداثي ما الإيمان فلم تتحدث عنه؟!». واستشهد الكويتب الحداثي مرة ثانية بقول الله تعالى: «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ». على أنه يبيح للناس الكفر. وكان قد استشهد بهذه الآية في مقالة سابقة من مقالاته ليدل بها على المعنى نفسه. فهو يحب هذه الآية حبًا جمًا! ولكنه ما أحبها إلا بعد أن قام بقطعها عن نهايتها لأن النهاية لم تعجبه ولم تخدم غرضه المشبوه. وهذا نص الآية الكريمة بكاملها: «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا». وقد وجهت الآية الكريمة هذا القول الحديد إلى الكفار على سبيل التهديد والوعيد. وقال الإمام ابن عاشور في شرحها: «والأمر في قوله فليؤمن وقوله فليكفر للتسوية المكنى بها عن الوعد والوعيد». أي إياكم أن تكفروا وإلا حل بكم العذاب المهين. وقال الإمام القرطبي في شرحها: «وليس هذا بترخيص وتخيير بين الإيمان والكفر، وإنما هو وعيد وتهديد. أي إن كفرتم فقد أعد لكم النار، وإن آمنتم فلكم الجنة». وهكذا يفهم الآية بمعناها القويم كل من رزقه الله تعالى بلب سليم. ولا يفهم الآية بهذا المعنى السقيم الذي استنبطه منها اللخيم إلا كل حداثي ماركسي أثيم لئيم. وفي مقالته الخامسة بدا الملخوم اللخمي ملخومًا أكثر من ذي قبل. فبعد الفقرة السالفة التي ما كاد يتمها في التهجم على الدكتور موسى واتهامه بالإرهاب انصرف الكويتب اللخمي ليردد ما جاء في حديث الملحد الذي يدافع عنه وهو الدكتور محمد أحمد محمود الذي انتحل منطقًا هروبيًا جبانًا فقال إنه لن يحاور الدكتور موسى إلا إذا قام هذا الأخير بشجب مادة معينة في القانون الجنائي الإسلامي السوداني. ومع أن الكثيرين الذي علقوا على طلب الدكتور محمود هذا استهجنوه ورأوا فيه علامة خور وعجز، إلا أن الملخوم اللخمي تبناه وأعاد تلاوته مستنكرًا على الدكتور موسى دعوته إلى حوار فكري ديمقراطي، وجابهه قائلاً: «لكن يا خالد السؤال الذي يبرز هنا، ما هي شروط و متطلبات هذا الحوار الفكري؟! هل يتم هذا الحوار في بيئة تسود فيها تهم التكفير المجانية، وسلاح الردة مسلط على رقاب الناس بلا ضوابط؟!». وردًا على هذه التهم المجانية التي يبذلها ويبتذلها الحداثيون الماركسيون عن تكفير الناس لهم، نسألهم: من هو الذي كفركم؟ ومن هو المشغول بكم أصلاً سواء من العلماء أو الدعاة أو القراء؟ وما هو سلاح الردة أو سيف الردة المسلط على أعناقكم؟ وكم عنقًا من أعناقكم احتزه واجتزه حتى الآن؟! الجواب الصادق يقول: ليس سوى عنق الضال المضل الذي أنشأ ببلادنا المسلمة مذهبًا غنوصيًا ومحضنًا وبيلاً للإضلال محمود محمد طه. وهو المذهب الذي تطوح فيه كثير من المفسدين الضالين المحاربين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين من أمثال الضال المضل والفاسد المفسد الدكتور محمد أحمد محمود. ومن أمثال قيادات الحزب الجمهوري التي تحولت إلى العمل في خلايا الاستخبارات الأمريكية وأدت أدوارًا قذرة خلال حرب العراق. إنه لم يصدر حكم واحد بالردة، في غضون عقود طويلة في بلادنا. وفي تاريخ الحضارة الإسلامية لم ينفذ حد الردة إلا مرات قليلة تحصى على أصابع اليدين، أشهرها الحد الذي نفذ في الظلامي الكبير المدعو بالحلاج، والمهرطق الضلالي الكبير المدعو بالسُّهرودي. فلا تستعطفوا الناس أيها الحداثيون بحد الردة. وقد عشتم أكثر دهركم في بلاد الإسلام، ولم يُشْهَر في وجه واحد منكم تحديدًا اتهام بالردة، ولا سيق واحد منكم إلى النطع.