جريمة بشعة شهدتها إحدى مناطق أم درمان وأبشع ما في هذه الجريمة أنها وقعت ومضى زمن طويل عليها حتى تم اكتشافها، وهي جريمة نفذها رجل في الخمسين من عمره بقتله لزوجته بضربها ضرباً مبرحاً حتى الموت أمام أنظار طفليه الاثنين اللذين لم تتجاوز أعمارهما ثلاث وأربع السنوات وقت ارتكاب الجريمة وتعود حيثيات القضية في يوم استيقظ فيه الجميع صباحاً وبعد عدة ساعات حدث خلاف بين الاثنين تطور الأمر الذي قاد الزوج الذي يمتلك قوة وجبروت بصفع زوجته وضربها ضرباً مبرحاً حتى فقدت وعيها وكانت في حالة إغماء وغياب تام عن الوعي ولم يحرك هذا الأمر أي عطف بداخل الزوج رغم صمت الطفلين اللذين صارت الواقعة وحادثة ضرب الزوج لوالدتهما أمام أعينهما بل تملكهم الخوف والرعب من والدهم وصاروا في صمت يتابعون مجريات تنفيذ جريمة قتل والدتهم في صمت والتي لم تكتمل لحد الضرب والإغماء بل تطور الأمر بأن زاد ضربه لها حتى فارقت الحياة متأثرة بجراحها دون رحمة وتأثير لما حدث بل تمادى في الأمر بأن خطط لعملية إخفاء معالم الجريمة وذلك ايضا كان أمام مرأي طفليه اللذين يراقبان الأمر في خوف بأن قام بقذف الجثة بداخل المرحاض وحتى لا يظهر شيء من معالم هذه الجريمة قام بردم بئر المرحاض واستأجر جرارًا أحضر به« دور تراب» قام بردم بئر المرحاض وعندها اعتقد أنه انتهى من الأمر وأنه أخفى كل معالم الجريمة ظاناً أنه لا يتمكن أحد من الوصول إليه لعدم وجود دليل ضده وأن أبناءه صغار في السن لا يمكنهم الإفصاح عن ما شاهدوه بعد أن أخافهم الوالد.. وفي تلك اللحظة جاءت أسرة الزوجة القتيلة في البحث عن ابنتهم المقتولة عندها ضللهم الزوج مدعياً أنها خرجت عن المنزل ولم تعد ولا يعرف إلى أين ذهبت ومتى ستأتي وحتى يزيل الزوج الجاني الشبهات عنه قام بالبحث مع الأسرة عن زوجته دون جدوى وتم الإبلاغ عنها بكل الأقسام دون جدوى او وجود خيط يقود للجاني الزوج وبعد عدة أشهر من الحادثة قرر الزوج الهجرة لإحدى الولايات لينتهي أمر الجريمة إلى الأبد وليبدأ حياة جديدة بمنطقة جديدة لا يعرفه فيها أحد وليقوم بتربية أطفاله بها لكنه لم يخطر بباله أن يأتي يوم من الأيام وتكتشف فيه جريمته ويقدم للعدالة وفعلاً نفذ الجاني ما خطط إليه وأخذ كل ما يخصه من منزله وأطفاله الصغار لجهة بعيدة جدًا بإحدى الولايات ليبدأ حياته من جديد وهناك استأجر له مسكناً مع أبنائه فكانت المفاجأة المخبأة له وفي يوم من الأيام التي كان المتهم أيقن من استقراره مع أبنائه بأن أرسل الأب ابنته الصغرى لشراء سيجارة له من أقرب دكان بالمنطقة وهناك شاءت الأقدار أن يكتشف أمر الزوج بأن تصادف وجود أحد أفراد المباحث بذلك المتجر أثناء قيامه بعمله وعندها جاءت الطفلة الدكان لشراء السيجارة كما أمرها والدها وكانت ثيابها متسخة ويتضح من هيئتها إهمال ذوي منزلها من تنظيفها هذا الأمر لفت أنظار وانتباه فرد المباحث الذي سألها أين والدتك لماذا تتركك متسخة هكذا وعندها ردت الطفلة ببراءة دون أن تعرف قيمة ما أدلت به من معلومات قائلة إن والدتي قتلها والدي بمنطقة أمدرمان وأنه رماها في بئر المرحاض ودفنها بالتراب الأمر الذي أدهش الفرد الذي سال الطفلة عن مكان الزوج وموقع منزلهم الذي ارتكبت فيه الجريمة وعندها قام بالاتصال بالرئاسة بالخرطوم عن حادثة قتل وقعت بذلك المنزل وعلم أن الزوجة مدون بشأنها بلاغات اختفاء الأمر الذي قاده لاتخاذ إجراءات قانونية للقبض على الزوج واستخراج أمر تفتيش المنزل وفتح المرحاض بأمر من النيابة فكانت المفاجأة بأن تم العثور على جثة الزوجة بكامل هيئتها بدون أن تتعرض لشيء، تم أخذها للمشرحة واستخرج قرار التشريح أرفق ضمن البلاغ الذي دوِّن في مواجهة الزوج المتهم تحت المادة 130 من القانون الجنائي المتعلقة بالقتل العمد ورفعت الأوراق للمحكمة التي بعد فراغها من سماع الحيثيات في القضية من شهود الدفاع والاتهام تمت إدانة الزوج تحت المادة 130 وتم تخفيف الحكم بالاكتفاء بدفع الدية بعد أن اتضح أن الزوج يعول هؤلاء الأطفال وبعد السداد تم الإفراج عنه.