مواصلة لسلسلة مشكلات الكلام لدى الأطفال والتي تناولناها عبر زاوية الأسبوع الماضي والتي عالجنا فيها مشكلات التأتأة والتلعثم ضمن الاضطرابات التي تصاحب الطفولة ويصبح لها تأثير كبير على الصحة النفسية لدى الطفل وقد تؤثر تأثيرًا كبيرًا على شخصيته مستقبلاً خاصة أن الكلام هو الناقل لأفكارنا ومشاعرنا وأن أصواتنا التي تحمل الكلام ذات دلالات نفسية بالغة في عملية الاتصال والتواصل الإنساني والأصوات الجميلة محببة وهي جواز مرور لقبول الشخصية، أما الأصوات القبيحة فلها تأثيرها السلبي ويكفي أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر الأصوات في قوله: «إن أنكر الأصوات لصوت الحمير» فالتلاوة لها حلاوة عبر الأصوات الجميلة والطرب والغناء وكذلك الكلام اليومي بهذا يظهر أهمية صحة الكلام وأبعادها على التفاعل النفساجتماعي.. هل جرب أحدنا أن يقول كلامًا ولا يجد فهمًا لكلامه «ضجر وغضب وتوتر قد يصل مرحلة الهياج» هذه باختصار هي الخصائص النفسية لاضطرابات الكلام والتي قد ترتفع أو تنخفض تبعًا لحجم الحالة. عرفنا عبر التواصل الاجتماعي أشكالاً عديدة لمشكلات الكلام والتي ذكرنا منها التمتمة والتهتهة وهناك أيضًا النخنخة كما درجنا عليها شعبيًا وبرغم الطرافة التي استقبلها بها مجتمع السودان إلا أنها تمثل عبئًا ثقيلاً على صاحبها بل مصدرًا للانسحابية عند الأطفال كالخجل ورفض التعبير وقد تكون سببًا لصعوبات في التعلم أو صعوبات أخرى في تكوين المفهوم وحل المشكلات والتفاعل.. إلخ عليه لا بد من معرفة هذه المشكلة وأساليب التغلب عليها. ماذا نعني بالخنف: هو اضطراب الرنين الأنفي بإضافة نغمات أنفية أثناء نطق أصوات ليس فيها هذا الرنين أو نقص في هذا الرنين في الأصوات التي يجب أن يوجد بها هذا الرنين وتبعًا لذلك ينقسم هذا المرض من أمراض الكلام إلى: 1- الخنف المفتوح 2 - الخنف المغلق وفي الخنف المفتوح يظهر في جميع أصوات اللغة أثناء نطق المريض لها بينما في الأحوال العادية لا يظهر هذا الرنين بوضوح إلا في صوتي «نون»، «ميم». أما الخنف المغلق فإنه يتمثل في خروج الصوتين السابقين «نون»، «ميم» دون أن يصاحبهما الرنين الأنفي بالدرجة المناسبة. فهناك سبب عضوي يؤدي إلى الخنف يتمثل في عدم غلق الصمام اللهائي البلعومي أو عدم كفاءة عمل هذا الصمام فيسمح بتسرب الهواء من التجويف الأنفي فيؤدي إلى زيادة في النغم الأنفي في أصوات لا تحتاج إلى هذا النغم ويحدث هذا الخلل في عمل الصمام اللهائي البلعومي نتيجة لما يلي: 1 وجود شق خلقي بالحلق سواء كان في الجزء الرخو فقط أو في الرخو والصلب معًا. 2- قصر في الجزء الرخو من سقف الحلق وقد عرفنا أن نسبة طول الجزء الرخو من الحلق إلى الجزء الصلب 1: 2 وأحيانًا يقل طول هذا الجزء عن الطول الطبيعي فيؤدي هذا إلى خلل في عمل الصمام اللهائي البلعومي 3- ضعف أو شلل أو إصابة لعضلات اللهاة مما يؤدي إلى عدم كفاءة عمل الصمام اللهائي البلعومي.