كثيرًا ما دأبت الحركة الشعبية على تصعيد الأحداث وإثارة التوترات على طول الحدود مع الولايات المتاخمة لها وليس بعيدًا عن الأذهان الأحداث التي جرت وتجري الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور بالرغم من إبداء حسن النية من قبل حكومة السودان لإقامة جوار بينها وبين دولة الجنوب مبني على علاقة تحكمها المصلحة بين البلدين فيما سعى رئيس حكومة الجنوب سلفا كير إلى ذات المسعى فكانت الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخرًا على رأس وفد رفيع المستوى، وبحسب المؤشرات فإن الزيارة كانت ناجحة غير أن هناك أسئلة تفرضها تجارب سابقة حول إقامة علاقات مع دولة الجنوب فهل يستطيع سلفا كير أن يمسك بزمام الحركات المتفلتة حتى لا تنسف ما تم التوصل إليه وهل يستطيع أن يكبح جماح هذه التفلتات التي أفسدت الكثير من الود ومنعت تدفق الاقتصاد تحت جسر الدولتين؟ كل هذه الأسئلة تطرح نفسها وغيرها في ظل الحرب العشوائية التي تخوضها الحركة الشعبية ضد السودان ومازالت تمارس خروقاتها الأمنية مع كل الولايات الحدودية والتي من بينها ولاية النيل الأبيض فكانت منطقة جودة الفخار هي الهدف الذي حاولت مجموعات تابعة للحركة الشعبية أن تعبث بأمنها وتُدخل الرعب في مواطنيها العزل حيث تحدث سليمان جودة من منطقة الجبلين بأن التحركات الأخيرة للحركة الشعبية قد تصيب مساعي المصالحة وإعادة الود بشيء من الإعياء أضف إلى ذلك توغلهم داخل منطقة جودة في الفترة السابقة وقد أجبروا المواطنين على دفع رسوم إقامة بمنطقتهم، وأكد جودة أن القوات المسلحة أجبرتهم على التراجع وامتصت غضب المواطنين وهدّأت من روعهم بعد الفزع الذي دخل المنطقة، وأوضح مصدر أمني ل »الإنتباهة« فضل حجب اسمه أن العمليات التي تقوم بها الحركة الشعبية من حين إلى آخر القصد منها خلق توتر بين البلدين وجعل من الولاية جنوب كردفان أخرى مؤكدًا أن القوات المسلحة لن تتوانى في رد المعتدين وأشار المصدر إلى أن عمليات السلب والنهب التي تقوم بها المجموعات المتفلتة أصبحت مصدر رعب للمواطنين الذين يقطنون بالأطراف وكشف مقربون بمحلية الجبلين أن الأوضاع تتجه نحو الانفجار مشيرين إلى أن الاتحاد الإفريقي عندما قرر أن تتراجع دول الجنوب ثلاثة كيلومترات خارج حدود دولة الشمال لم تنصع للأمر بل أكد المراقبون أن على دولة الجنوب أن تتراجع عشرة كيلومترات جنوبًا أي بعد حدود »56« وحتى المعسكرات التي بداخل الحدود لم تشرع الحركة الشعبية في إزالتها وتنفيذ قرار الاتحاد الإفريقي أما منطقة التبون التي هي على وشك أن تصبح كردفان أخرى قد تحدث عنها حسن بأن الشظايا التي تطلقها الحركة الشعبية من حين إلى آخر قد أثرت بشكل مباشر على اقتصاد المنطقة في الزراعة والتجارة وكذلك في الثروة الحيوانية التي تتعرض لنهب في الأسبوع أكثر من مرتين ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على المواطنين وأصحاب المشروعات الزراعية وما يثير الغضب أنهم يعتدون على الرعاة والمرزارعين داخل الحدود السودانية أو داخل حدود »1956« وأن ما حدث قبل يومين أكبر دليل وهو قتل أحد الرعاه من أبناء التبون داخل حدودنا وتم إحضار الجثمان إلى مركز شرطة التبون وغيرها كثير، أضف إلى ذلك التوتر الذي يسود المنطقة مع أننا طالبنا بتمشيط الحدود حتى يتقهقر هؤلا النهابون إلى داخل دولتهم ولكن لا حياة لمن تنادي، وأضاف حسن أن أغلبية أصحاب المشروعات قد هجروا مشروعاتهم الزراعية لعدم توفر الأمن والاستقرار، يبقى القول ورغم كل هذه الخروقات فإن زيارة رئيس دولة الجنوب إلى الشمال لا بد أن تكون قد استصحبتها.