بصفة عامة يمكن القول إنه رغم وجود عقبات وقضايا مثارة بشأن ضبط التسلح إلا أن مدى النجاح في تحقيقه يتوقف على وجود نواحٍ إيجابية كثيرة وسيكون الارتباط الأساسي بالقدرة على حل المنازعات والمشكلات القائمة وأهمها مشكلة الشرق الأوسط وكذلك التوصل إلى حل سلمي تقبله كل الأطراف في إطار من العدالة والشرعية وبشكل موازٍ ليُتيح ضبط التسلح لكل الأطراف دون زيادة أمنية لطرف على حساب طرف آخر مع الحد أو تقليل مستويات التهديد مع توفر حسن النوايا لدى كل الأطراف والثقة في بناء مستقبل مشرق بالسلام العادل والدائم بالمنطقة، وفي تصور الكثيرين أنه لا بد أن تكون هناك خطوة تمهيدية تفتح المجال أمام جميع الأطراف للعمل الجاد على تحقيق الهدف من عملية ضبط التسلح في المنطقة بما يعني إعلان مبادئ تلتزم به كل الأطراف العربية وغير العربية المشاركة وبما يحقق ضمان الربط بين خطوات السلام وخطوات ضبط التسلح في توافق وتنسيق وهو في رأي الكثيرين إجراء ضروري لدعم فاعلية الثقة المتبادلة التي ستولدها التسوية السلمية بما يهيئ المناخ المناسب للوفاق بين الأطراف الإقليمية بقبول إجراء ضبط التسلح تتمثل هذه الخطوة وتتمخض عن إعلان مبادئ بين العرب وإسرائيل في إطار سليم متفق مع عملية السلام بما يفتح الطريق السوي أمام عملية ضبط التسلح ويتضمن ذلك إعلان نزع السلاح وتتفق في ذلك على كونها استكمالاً لالتزامات التسوية السلمية في إطار عملية السلام العادل والدائم وتكون القاعدة الوطيدة والضرورية التي تُبنى عليها، أي اتفاقيات نزع السلاح، فكلٌّ مكمل للآخر، ومن بين تلك الالتزامات والمبادئ الهامة الالتزام بأن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة التدمير الشامل والالتزام بقبول التعاون بين دول المنطقة خلال مفاوضات ضبط التسلح في إطار مبادئ العدالة والتكافؤ من أجل تحقيق اتفاق حول عدم الإقدام على أعمال تخل بالتوازن الإستراتيجي بالمنطقة في مجال أسلحة التدمير الشامل وقبول التفتيش الدولي وكذلك الامتناع عن أي أنشطة تهدف لإنتاج أو تخزين الجراثيم والسموم الضارة بمقومات الحياة وقبول التفتيش الدولي والحفاظ على البيئة الإقليمية نظيفة بعدم إجراء أي تجارب تؤدي إلى تلوثها والدعوة مفتوحة لدول الجوار الجغرافي بمنطقة الشرق الأوسط للانضمام إلى هذا الإعلان والالتزام به وذلك بتوسيع دائرة الأمان المحيطة بالمنطقة وذلك وفقاً للاتفاق حول هذه المبادئ المعلنة تكون الخطوة التالية العاجلة للتوصل إلى اتفاقات لنزع أسلحة التدمير الشامل بكاملها في المنطقة كلها وذلك في إطار التسوية السلمية الشاملة، وتُعتبر هذه أكثر الخطوات إيجابية فأكثرها اتفاقاً مع سياسة العرب حول ضرورة ضبط التسلح وسرعة التخلص من مخاطر التهديد الناجمة عن امتلاك أسلحة تدمير شامل فهي بمثابة الدعامة والركيزة الأساسية لإرساء قواعد السلام في المنطقة العربية وذلك من منطلق وجود وانتشار أسلحة التدمير الشامل في العالم الثالث والشرق الأوسط بوجه خاص يمثل أهم الأخطار التي تواجهها المنطقة العربية بما تفرضه من تهديد إقليمي قوي للأمن القومي من قبل الدول المالكة لتلك الأسلحة الأمر الذي يحتم استمرارها وتصاعد سباق التسلح بشكل يعرقل جهود التسوية ويوقف النمو الاقتصادي ويحطم الآمال والطموحات نحو الاستقرار والأمن والسلام وذلك كله من أجل امتلاك قوة ردع قادرة على مواجهة أخطار التهديد الجسيم وهنا على الناس جميعاً أن يعوا تماماً أن جهود أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية تماماً من أسلحة التدمير الشامل ما هو إلا هدف يرقى إلى مستوى الواجب الوطني والقومي على ضرورة توفر عنصرين أساسيين هما ضمان أن يضم الاتفاق كل أنواع أسلحة التدمير الشامل وضمان أن يسري الاتفاق على كل دول المنطقة دون استثناء.