أكثر من سبع سنوات قد انصرمن.. واتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل على دفة مركب المزارعين بالنظام الأساسي للاتحاد انتهى أجل هذا الاتحاد.. ولم يتم انتخاب اتحاد آخر.. وما بين قانون اتحادات المنتجين ولائحة الاتحاد «المقرشة» بقي على رصيف شارع مزارعي الجزيرة.. اسماً لا رسماً .. ولا وجوداً.. ولا مضموناً ما يسمى باتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل.. الذي رئيسه عباس الترابي.. وسكرتيره الأمين أحمد الفكي وأمين ماله صلاح المرضي رئيس اتحاد عام مزارعي السودان.. فالاتحاد الذي لا علاقة له بقاعدة المزارعين.. ولا القاعدة «المحيطة» لها علاقة بالاتحاد.. أصبح أرشيفًا لذاكرة تاريخ اتحاد مزارعي الجزيرة.. فقيادات الاتحاد انفضت من قاعدة المزارعين.. هجرتهم إلى مؤسسات يتدفق منها المال.. مخلفة وراءها «فنان» الأرض للمسغبة والجوع والإعسار ومطاردة البنوك... ولوا هاربين إلى الخرطوم حيث حركة المال.. توزعوا بين المؤسسات.. ممثلين للمزارعين.. أو أعضاء مجالس.. باسم «فقراء» المزارعين في الجزيرة والمناقل كل واحد منهم حصل على «ضرع» وعلى صيد سمين.. فتحولوا من «مزارعين» إلى رجال أعمال.. اصبحت لهم شركات زراعية.. واملاك وأطيان.. ومن بقي منهم في الجزيرة من قيادات عليا.. أو وسيطة بالشركات الزراعية.. العاملة في التقاوي والبذور وأعمال الري.. والهندسة الزراعية.. طبقة أخرى لطبقة«أثرياء» صعدوا إلى دنيا المال.. باسم المزارعين.. فالكل من قيادات عليا وقيادات وسيطة.. ابتعدت عن المزارعين ومشكلاتهم.. بل هجروا حتى دار المزارعين بود مدني.. الدار التاريخية.. التي كانت تكتظ بالمزارعين.. فدار المزارعين بشارع النيل بمدني.. أصبحت خاوية على عروشها.. ينعق فيها البوم.. فقيادة الاتحاد التي جعلت الخرطوم «مقراً» لها.. حتى اجتماعات مجلس إدارة المشروع.. أصبحت في الخرطوم.. بدلاً من «بركات» حيث رئاسة المشروع... والتي حددها قانون 2005 مقراً لرئاسة المشروع.. فالقادة الكرام.. توزعوا ما بين.. شركة الأقطان.. ومصرف المزارع.. ومؤسسات التمويل.. فالمشروع والمزارعون ليس هماً من همومهم فهم «مشغولون» بشركاتهم والتي لولا المزارعون.. لما تملكوا «لستك» كارو .. فقيادات الاتحاد.. أصبحت تشكل طبقة أثرياء وسط قاعدة فقراء.. طبقة «إقطاع» تملك وسائل الإنتاج لتمتص عرق المزارعين الفقراء المعدمين.. في مشروع يتهاوى .. بسبب «قانون» هز مناكبه.. فنشوء مثل هذه الطبقة الطفيلية بالتأكيد سيكون خصماً على المشروع والإنتاج.. فهذا الاتحاد أسهم في تدهور المشروع.. فعجز عن تطوره وترقيته.. اتحاد حصد كل شيء.. في قياداته ومن حولهم.. من صفيقة وحارقي بخور.. فما التفت يوماً لقضايا الإعسار.. وتسهيل التمويل.. وتدريب المزارعين.. ودعم المزارعين اجتماعياً.. بل غابت قياداته.. حتى عن مشاركة من يعرفون.. من «القواعد» اجتماعياً.. بالطبع فإن العاصمة.. التي منها «يديرون » ضياعهم.. قد أخذتهم.. فمالهم بالمزارعين وقراهم التي سكنتها الملاريا.. والبلهارسيا والتايفويد أحسب أنه آن الأوان لحل هذا الاتحاد، حان وقت رحيله.. ليذهب إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.