مرض الحصبة مرض فيروسي معدٍ سريع الانتشار ويوجد بصورة وبائية في الأماكن الفقيرة المزدحمة والأماكن التي يوجد بها أعداد كبيرة من الأشخاص غير المحصنين ويكون أكثر خطورة في الأطفال الذين أعمارهم أقل من سنة والبالغين أيضًا، ويتسبب مرض الحصبة في إحداث عدد كبير من الوفيات لذا يعتبر من أخطر أمراض الطفولة المستهدفة بالتحصين خاصة أنها تسبب الوفاة للأطفال أقل من خمس سنوات بالرغم من وجود لقاح فعال وآمن منذ العام «1960»، إلا أن الحصبة مازالت من الخمسة أمراض التي تصيب الأطفال والتي تحدث الوفيات في الأطفال أقل من خمس سنوات في العالم، وقد لاقت الحصبة اهتمامًا كبيرًا من قبل وزارة الصحة العالمية بإعطاء الأطفال جرعات تطعيمية خاصة عند تفشي وباء في أحد البلاد أو إصابة أحد الأطفال حيث يجب تطعيم كل الأطفال وذلك لسرعة انتقال العدوى.. «الإنتباهة» اهتمت بالأمر وأجرت الحوار التالي مع د. مجدي صالح مدير برنامج التحصين بوزارة الصحة الاتحادية فإلى مفاده: كيف يمكن أن نعرِّف الحصبة؟ وما هي علامات وأعراض المرض؟ إن أعراض الحصبة واضحة جدًا إلا أنها تتشابه مع بعض أعراض الأمراض الأخرى كالنزلات، فهي تُحدث للطفل المصاب حمى مرتفعة تدوم بين يوم إلى سبعة أيام مع رشح واحمرار بالعيون ودموع و سعال إضافة لحدوث بقع حمراء فاقعة وتوجد نقط بيضاء صغيرة في منتصفها «نقاط كوبليك» داخل الفم. هل من عرض آخر؟ نعم حيث ينتقل الطفح الأحمر إلى خلف الأذنين وفي العنق ثم ينتشر إلى الوجه وفي خلال اليوم التالي ينتشر في بقية الجسم واليدين والرجلين. ثم ماذا بعد ذلك؟ يبدأ الطفح في الاختفاء بعد أربعة أو خمسة أيام وربما يُحدث بعض التفسخ عند بعض الأطفال. هنالك بعض الإصابات التي تشكو من حبوب صغيرة بالجلد؟ نعم فالحصبة تحدث طفحًا بالجلد وهذا الطفح قد يحدث معه حويصلات أو بثور أو حكة. فترة العدوى متى تكون؟ تحدث العدوى من المريض بالحصبة للسليم في الفترة ما قبل أو بعد أربعة أيام من ظهور الطفح. هل للإصابة بالحصبة أي مضاعفات؟ مضاعفات الحصبة تحدث في «30%» من الحالات وأكثرها خطورة هي الإسهال «ويشمل الدوسنتاريا والإسهال المستمر» كما تسبِّب أيضًا الالتهاب الرئوي، وتحدث الإصابة بالحصبة قروحًا بالفم، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تسبب أيضًا التهابًا بالأذن والتهاب العيون الشديد «الذي ربما يقود إلى تقرح القرنية والعمى»، وإذا ما استمرت الحصبة دون علاج فهي تحدث التهابًا في الدماغ غير أنه يحدث مرة في كل ألف حالة، والسبب هو سوء تغذية المصاب خاصة عند حدوث الإسهال والحمى العالية وتقرُّح في الفم حيث لا يقوى المصاب على تناول الأغذية. كيف تعالج الحصبة؟ مرض الحصبة ليس له علاج إلا العلاج الداعم ويعتمد على متابعة بروتوكول العلاج المتكامل لأمراض الطفولة، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن إعطاء فيتامين «أ» للأطفال أقل من خمسة أعوام يقلل الوفيات بنسبة «23%». كيفية الوقاية من المرض؟ الأجسام المضادة المكتسبة من الأم تبقى حتى عمر ستة إلى ثمانية أشهر في جسم الطفل، وبالتالي يبدأ تطعيم الحصبة في عمر «9» أشهر. تتم الوقاية عن طريق إعطاء جرعتين من لقاح الحصبة الأولى في الشهر التاسع والثانية في عمر «18» شهرًا، فإذا لم يُعطَ اللقاح في العمر المطلوب فسوف يتراكم عدد الأطفال غير الممنعين وبالتالي يصبحون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، حتى وإن كانت التغطية عالية «100%»، وقد أصبحت السياسة المتبعة في السودان هي إعطاء جرعتين من لقاح الحصبة الأولى في عمر تسعة أشهر والثانية في عمر «18» شهرًا وتدعيمها بالحملات. ما هو الوضع الراهن للمرض في السودان؟ عانى السودان من عدد من أوبئة مرض الحصبة قبل إدخال لقاح الحصبة ضمن جدول التحصين الروتيني في العام «1985»، وشكل مرض الحصبة أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفيات وسط الأطفال أقل من خمس سنوات، إلى أن بدأت الوزارة في تطبيق إستراتيجيات القضاء على الحصبة في السودان منذ العام «2004» حيث انخقضت الإصابة بمرض الحصبة والوفيات الناجمة عنها بنسبة كبيرة خاصة عقب تنفيذ الحملات وارتفاع نسبة التغطية بلقاح الحصبة في التطعيم الروتيني. إذًا هلا افصحت لنا عن إستراتيجيات القضاء على مرض الحصبة؟ بالوصول والمحافظة على تغطية روتينية عالية بلقاح الحصبة «95%» أو أكثر وسط الأطفال الأقل من عامين والقضاء على مرض الحصبة يتم بتنفيذ حملات لحاقية ««Catch-up تستهدف الأطفال من عمر تسعة أشهر إلى خمسة عشر عامًا و متابعة « Follow-up» كل سنتين إلى خمس سنوات باستهداف كل الأطفال المولدين عقب الحملات اللحاقية إضافة إلى تقوية تقصي الحصبة وإثبات الحالات معملياً ومن ثم المعالجة القياسية لحالات الحصبة. ما هي إستراتيجية القضاء على مرض الحصبة؟ يعتبر التطعيم ضد الحصبة عن طريق الحملات داعمًا للتطعيم الروتيني بالوصول إلى الأطفال الذين لم يطعموا من قبل ويتيح فرصة ثانية للحالات التي لم تتكون لديهم مناعة بعد، مما يساعد في تقليل حدوث الانفجارات الوبائية لمرض الحصبة لذا لا بد من تحقيق المحافظة على تغطية روتينية عالية بلقاح الحصبة تصل إلى «95%» أو أكثر وسط الأطفال الأقل من عامين.