بغض النظر عن أي شيء ومهما كانت الآراء سالبة أو إيجابية تجاه الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم.. إلا أننا نظل نقول كلمة الحق.. أنه رجل إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى وفهم ومضمون. عبد الرحمن الخضر... مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن كل رعاياه بالولاية يوم الموقف العظيم يوم لا ظل إلا ظله... وهنا الدور يتعاظم والمسؤولية تتضخم ولا تكون هنا أمام الرئيس فحسب.. إنما تكون أمام الله سبحانه وتعالى.. ولا حول ولا قوة عندما تكون المسؤولية أمامه عزَّ وجلَّ. بعض المسؤولين تنسيهم وظائفهم واستوزارهم هذه المسؤولية ويعتقدون أن الأمر كله.. سلطة وجاه وحسب ومظهر ومظاهر وتظاهر.. وينسون أنهم ملاقو ربهم الله الواحد الأحد.. فتُغمِضْ الوظيفة عيونهم وتحجِّر قلوبهم، وهذا مجاز بالتأكيد أن قلوبهم تصبح لا تخشع ولا تحن ولا تشفق.. وهنا يتغير السلوك ويمدهم الله في طغيانهم.. المسؤولية أمام الله كبيرة. بعض هؤلاء النفر تحلل لهم خيالاتهم كل الحرام وغير المستباح من الأفعال، فلا يعتقدون أن الذي يجرى من حولهم ويصدر عنهم هو حرام إنما شطارة وبهلوانية.. وأن المسكين الذي أمامهم مغفل وبليد ليس من حقه أن يطالب أو يتمنى، وأنه لا يستحق كما عليه المسؤول من نعم ورغد.. وينسى أن النعيم الذي هو فيه هم فيه سواسية كأسنان المشط.. إلا أن أوضاع الدنيا جعلت هذا مسؤولاً على المال العام وذلك طالب له. الدكتور عبد الرحمن الخضر حين يمرض ويذهب عن حكومته أياماً لا أفكر فيه كشأن تفكير بعض الناس أنه مريض وكفى.. ولكن في كثير أقول أنه ابتلاء من الله بوجه آخر... ورحمة منه تعالى له.. وهو بالتأكيد تخفيف لكثير من الذنوب التي يمكن أن يغترفها الإنسان بقصد أو بدون قصد... أن يكون هناك شخص مظلوم في مكان ما يتبع لرعيته وهو لا يدرى يدعو عليه مباشرة يصيبه الله بأذى من دعوات ذلك المظلوم الذي ليس بينه وبين الله سبحانه وتعالى حجاب ولا دروع بشرية ولا حاشية.. المسؤول الذي يتحمل هذه الأمانة لا يكون كالشخص العادي.. فاذا لم يفهمها لغير وجه الله ستكون عليه حسرة وندامة في الدنيا إن لم تلحق به تكون في أبنائه، وملحقاته... قد تصل حتى تجارته ورزقه، وفي الآخرة تنتظره حساباً وعقاباً... وربما قادني الحديث طويلاً عن الحق والباطل ومسؤولية المسؤول أمام الله إذا أخفق وظلم وتنكر وتنصل عن الذي أود أن أقوله مباشرة. أظنكم تابعتم مأساة الممثلة القديرة فايزة عمسيب والفنانة التي قدمت كل عمرها لإسعاد الناس والتخفيف عنهم بحمل قضاياهم ومشكلاتهم في قوالب كوميدية فيها كثير من الحلول.. ويصفق الناس وحين ينتهى العرض يذهبون من حيث أتوا وتطفأ الأنوار وتسدل الستائر.. لكن تبدأ المأساة بعد العرض بضياع العمر ويحدث العجز لمن قدموا العرض والإبداع. هذا هو الذي حدث لهذه الفنانة التي أصبحت بعد كل هذا العمر بلا مأوى شأنها شأن النطيحة والمتردية.. وهي أرفع من ذلك بكثير لما قدمته من إبداع شارك به السودان خارجياً وعرفه الجميع.. ليس من المهم أن يعرف الناس تفاصيل القصة ولكن المهم أن يعرفوا الحادثة.. والمأساة أن ينتقل خبر هذه الفنانة في صورتها البائسة وهي ملقاة على الارض بأغراضها في الشارع العام.. وهي شخصية معروفة غير العشرات اللاتي مهملات في الطرقات والأزقة والأماكن العامة. المهم قصدت أن أقول أن يصرِّح الأخ الدكتور عبد الرحمن الخضر مجرد تصريح بتمليك الأستاذة فايزة عمسيب بيتاً في الخرطوم عوضاً عن الذي فارقته دون رغبتها فهذا يحمد لهذا الوالي الذي ربما أُحجب عنه الكثير من مثل هذه الحقائق والوقائع التي يعيشها الناس كل الناس يومياً.. ولا حياة لمن تنادي. استجابة الدكتور هذه والله نزلت برداً وسلاماً على الناس، وتغيرت الدعوات له عند الله خيراً بدلاً من أن يكون بعضها شراً يلحق به.. والخضر هذا والله أشهد له بكثير من الجوانب الإنسانية والأخلاقية الحميدة التي تجعلك تحترمه وتقدره.. ربما الحديث جاء هذه المرة عن عجالة وحتماً سنعود بإذن الله لذات الموضوع عندما نعلم أن فائزة «سكنت».