تعلمتُ منه الكثير المثير: نظم الكلام، التفكير خلف النظر، فطنة المسلم وشجاعته في الفعل والترك.. تعلمت منه كل شيء، لكن: عجزت أن أكون مثله يمشي بعلمه بين الناس ولا يتركه حبيس الدماغ. إنه الأُستاذ والأخ الكريم (الصادق كيال المحامي)، الذي أكن له التقدير الخاص. وإني لأغبط في حضرة حروفه الندية أيما غبطه، إذ يكتب بشجاعته المعهودة، وبعباراته الصادقة، وبأسلوبه الشفيف في كثير من شواغل الفكر والفؤاد، ويحسن الطرح والعلاج، وها هو اليوم يقول: إن ما يدور في إفريقيا الوسطى من حرب ممنهجة ضد المسلمين يقع تحت بند التطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مما يتطلب حراك المجتمع الدولي العاجل للكشف عن الجناة المعروفين وتقديمهم للعدالة، وحماية الضحايا لكن للأسف المجتمع الدولي كالعادة في صمته المريب (ينفرج) بلا حراك، كما أن المسلمين في ثباتهم العميق، وحتى عبارات الشجب المشروخة لم تخرج من أفواههم، وأيضاً منظمات المجتمع الدولي تراقب دون أن تفعل شيء، رغم أن ما يسمى بمحكمة الجنايات الدولية لها مكاتب في إفريقيا الوسطى، وميثاقها المختل يسمح لها بالتدخل لأن إفريقيا الوسطى دولة مصادقة على هذه الاتفاقية الانتقائية التي تُفعّل ضد الأفارقة المسلمين لاستعمارهم، لكنها تُعطّل إذا كان الطرف المُدان من دول الاستكبار والبغي. ما نخشاه هو أن يتكرر ما حدث في رواندا من إبادة تحت نظر ورعاية القوات الفرنسية التي تجرد المسلمين من أبسط أسلحة الدفاع عن النفس وتتركهم تحت رحمة مليشيات اللا دينيين، لذلك يجب أن نتعظ، ونجابه هذا التحدي بالجهاد. الصادق كيال المحامي (2) ثم إن من أروع ما كُتب تعليقاً على حديثنا عن الأنتي بلاكا والدعم الفرنسي كان: لماذا نلوم فرنسا؟! وهي تعمل وفق مصالحها وتدور حيث دارت.. ماذا عن أولى القُربى!! رابطة العالم السوداني.. أين السعودية والإمارات والذين لدواعي الشهرة يدعون قيادة العالم إسلامي. أم أن أولى تخليص العالم إسلامي من الإرهاب المتمثل في حركتي إخوان وحماس!! ما فعلته أموال هاتين الدولتين من مجازر في رابعة والنهضة يختلف عما تفعله الأنتي بلاكا بإشراف فرنسا.. ما الفرق؟!! وليس بخافٍ الدعم الأخير الذي وجدته الحركات في دارفور وجنوب كردفان.. من أين جاء!! إن فعلت فرنسا فليس بعد الكفر ذنب.. لكن ماذا عن قيادة العالم الإسلامي؟!! عوض خليفة منتدى يثرب الفكري