لا تدعهم يعرفون عنك سوى سعادتك ولا يرون منك إلا ابتسامتك، فإن ضاقت عليك ففي القرآن جنتك. وإن آلمتك وحدتك فإلى السماء دعوتك! وإن سألوك عن أخبارك، فأحمد الله وابتسم... وإذا رأيت نملة في الطريق فلا تدهسها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرحمك كما رحمتها.. وتذكر أنها تسبِّح لله فلا توقف هذا التسبيح بقتلك لها. «تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» (الإسراء:44) يقول عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما: على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل. إذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه لتخيفه وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر... وإذا اعترضتك قطة في وسط الطريق فتجنب أن تصدمها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يقيك الله ميتة السوء... إذا انتهيت من غدائك أو عشائك فقل الحمد لله الذي أطعمني وسقاني من غير حول مني ولا قوة، وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب. حتى قبل أن تدل أحداً على قراءة هذا الموضوع أنو به خيراً لعل الله يفرج لك بها كربة من كرب الدنيا والآخرة. وتذكر دائماً: افعل الخير مهما استصغرته فلا تدري أية حسنة تدخلك الجنة. ابتسم.. فرزقك مقسوم وقدرك محسوم... وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها بين يدي الحي القيوم أسأل الله أن يتقبل عملك ويشرح صدرك ويزيل همك. ولا تهتم ولا تغتم. سأل رجل مهموم حكيماً: أيها الحكيم لقد أتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم؟ فقال الحكيم: سأسألك سؤالين وأُريد إجابتهما. فقال الرجل: اسأل. فقال الحكيم: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟ قال: لا. فقال الحكيم: هل ستترك الدنيا وتأخذ معك تلك المشاكل؟ قال:لا.. فقال الحكيم: أمر لم تأتِ به، ولن يذهب معك.. الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم فكن صبوراً على أمر الدنيا وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض يكن لك ما أردت. يقول ابن الجوزي: «لا يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإن الناس مجبولون على الزلات والأخطاء فإن اهتم المرء بكل زلة و خطيئة تعب وأتعب، والعاقل الذكي من لا يدقق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وجيرانه وزملائه كي تحلو مجالسته وتصفو عشرته». صحيح أن المياه تعود لمجاريها في معظم الأحيان.. لكنها لا تعود دائماً صالحة للشرب. بالمختصر: لا تجرح أحداً وتقول حصل خير. قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الأخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ. «نهج البلاغة، الحكمة 12» وتأكد أن كل يوم تعيشه هو هدية من الله، فلا تضيعه بالقلق على المستقبل. أو الحسرة على الماضي، فقط قل: «توكلت على الله وفوضت أمري إليه». گلّ شيء في هذه الدّنيَا إما أن: يتركك. أو أن تتركه. إلا الله إن أقبلت إليه أغناك، و إن تركته ناداك. «إذا وجدت غباراً على مصحفك فأبك على نفسك فمن ترك قراءة القرآن ثلاثة أيام منْ غير عذر سُميّ هاجراً! لا تَشّغُل فِكْرِك.. فَلَرُبَّمَا ساءتك أَوَائِل الأمُوْر وسَرَّتْك آَخِرِهَا كَالْسَّحَاب أَوَّلِه بَرِق وَرَعْد وآَخِرُه غَيْث هَنِيْء ودَاوَم عَلَى «لا إِلَه إِلا أَنْت سُبْحَانَك إِنِّي كُنْت مِن الْظَّالِمِيْن» فَسَّرَهَا عَجِيْب والْلَّه بَعْدَهَا لِلْدَّعَوَات مُجِيْب.. وَلا تَنْسَ «حَسْبُنَا الْلَّه وَنِعْم الْوَكِيْل». آخر الكلام: لا تمش للصلاة وأنت تنتعل حذاءً من جلد الأصلة أو النمر فأنت لا تدري في أي الظروف قتل صاحب الجلد الذي كان يرتديه خلقة لا تباهياً وتفاخراً. وتذكر إنك تمشي على كفن مخلوق كان من المسبحين.