وسبورة الرياضيات السياسية تقول إن جبريال تانق لم يُعدم... «وقربة» الحكاية التي ترسلها جوبا الى الخرطوم تخر منها مياه كثيرة. {.. ولعبة الاستخبارات التى ترسل الخبر المزيف بدقة لعبة نقصها.. { لعبة صراع الذكاء القاتل.. { لكن لعبة الأحزاب هنا والدستور هي لعبة الغباء القاتل.. «2» { ونهاية الأسبوع الماضي نحدث هنا أن الأحزاب تعد دستوراً بديلاً للدستور الإسلامي. { وأن الدستور البديل هذا يتهم الله سبحانه بأنه قاسٍ وأنه لا يراعي حقوق الإنسان. { .. بعدها بيومين كان الترابي في القاهرة يعلن أن الإسلام ليست فيه حدود ولا دستور. { بعدها بيوم كان ضجيج رابطة المرأة «عن التنوع».. { والمقصود كان هو أن يقول البعض إن السودان المتنوع لا يصلحه دستور إسلامي. { بعدها بيوم كانت ندوة التلفزيون تضم خلف الله الرشيد وسالم والحواتي وأستاذاً من النيلين كلهم يقول الجملة ذاتها. ... إن الدستور الإسلامي لا يصلح.... لأن السماوات عاجزة عن إنصاف التنوع والاختلاف. { و... و.... { اللعبة كان ينقصها الإخراج الذكي - لكن الذكاء قسمة. { .. { والندوة .. أهل القانون الضخام فيها يرسلون الكلمات الكبيرة التي تهز أصبعاً محذراً أمام عين المشاهد - حتى يستمع وهو ساكت.... «هسسس». { والندوة تتحدث عن «دستور مدني» { ... والعلماء الأربعة في الندوة - وكلهم كان يعرف مثلما يعرف وجهه في المرايا - أن دساتير الكرة الأرضية ليس فيها شيء يسمى «دستور مدني». { وأن اللفظ هذا ليس إلا «جملة سياسية» يخصف بها البعض على عورته بعد أن يأكل الشجرة المحرمة.. { .. كل شيء إذن كان هناك. { .. لكن البعض يستخدم ذكاءه كذلك ليقول ما يقول مطمئناً لأنه يعلم أن المشاهدين .. الملايين منهم - لا تزيد معرفتهم بالدستور عن معرفة المتحدث هذا بالله سبحانه.. {..... «3» { .. ومدهش أننا كنا نسمع البعض من المحاضرين هؤلاء وهو يحاضر يوماً وبإعجاب عن حقيقة أن { الدستور المرن في البلاد الشرقية يتعرض لسلسلة من التعديلات تلغيه تماما.. { وتلحقه بقصة تابوت ملكة الهند. (في الهند القديمة كان الملك العاشق يقيم قصراً فخماً جداً حول تابوت الملكة التي توفيت. { والملك يظل كل يوم يأمر بإلقاء شيء بعيداً لأنه لا يليق بجمال القصر. { .. ثم يأمر يوماً بالقاء صندوق صغير - بعيداً.. { كان الصندوق هو تابوت الملكة..) { بينما الدستور الأمريكي الجامد يظل شيئاً يتكون من سبع مواد فقط. { لكن المواد السبع هذه مثل طوق حديدي - لا يتم شيء قط خارج حدودها. { حتى عن الانفصال.. وجواز قيام دولة الجنوب كان البعض يحاضر بإعجاب عن أن أمريكا (دولة تتمرد وتنفصل عنها عشر ولايات في الربع الأول من القرن التاسع عشر. { لكن الدستور يجعل الولايات الباقية (3 ولايات فقط) تعلن الحرب على الولايات العشر، لأن الدستور لا يعترف بالانفصال. { والولايات الثلاث تجلد العشر الأخرى وتعيدها للبلد الواحد. { لكن أمريكا تؤيد الآن انفصال كل بلد آخر. { والسؤال الأحمق وحده هو الذي يسخط - ويقول - لماذا؟ { إذ الجواب البسيط هو : - ولماذا لا تفعل أمريكا ما فيه مصلحتها؟ { المنطق ذاته هو الذي تتعلمه الخرطوم الآن. { الآن كلما جاء من حكومة الجنوب من يطالب الشمال بقبول شيء اسمه الحقوق - يقول البعض : ما دام الجنوب يطبع عملته السياسية المزيفة في طرف الشارع ويشتري بها منا .. وما دمنا نحن نقبل التعامل بهذه العملة فلماذا لا يظل الجنوب يطبع .. ويطبع { ونقص غداً حكاية الترابي والمسكوت عنه. { وحكاية السنوسي والمسكوت عنه. { وحكاية استخبارات الجنوب والمسكوت عنه. { وكل هذا ليس إلا هوامش لحكاية تقسيم لحم السودان.