تفشت ظاهرة عصابة «المواتر» بولاية الخرطوم التي تستقلها مجموعات متفلتة بغرض خطف الشنط النسائية أو الهواتف أو سرقة النقود، فيقوم أحد أفراد العصابة بمراقبة الفتاة «الضحية» حتى تتم مداهمتها ونهبها، وفي حال تمنعها أو مقاومتها فإنها ستتعرض للضرب والرمي على الأرض دون رحمة، وتنفذ تلك الجماعات جريمتها في أوقات القيلولة عند سكون النهار، أو في وقت متأخر من الليل وغالباً ما تقع جرائمهم بالأحياء الطرفية. ٭ جريمة سلوكية لذلك اتجهت الشرطة لوضع ضوابط ومراقبة مكثفة للحد من تلك الظاهرة التى أرعبت المواطنين وأفقدتهم الطمأنينة خاصة بعد ارتفاع نسبة البلاغات المدونة في محاضر الشرطة بمختلف أقسام الولاية، التى كانت تدون في مواجهة العصابات تحت مسمى «النيقرز». تشارك في هذه العصابات المتفلتة بعض الفئات الشبابية التي غالباً ما تتخذ هذه الأنشطة لملء أوقات فراغها أو إشباع حاجتها النفسية، وإبراز قوتها وسط أصدقائهم بمعنى التباهي الذي يقود للوقوع في الجريمة، الأمر الذي يتطلب من الأسر مراعاة سلوك أبنائهم داخل وخارج أسوارالمنازل، ويتطلب أيضاً من الشرطة نشر عدد كبير من الأفراد بمناطق الأسواق ووسط الأسواق وتفعيل الدوريات ودوريات المواتر خصوصاً. ٭ نماذج للجريمة: دونت سجلات الشرطة العديد من بلاغات جرائم خطف الشنط النسائية، وذلك عندما تعرضت فتاة كانت داخل ركشة متجهة إلى منزلها لعملية نهبٍ قاسيةٍ من قبل عصابة شبابية، كانوا يستقلون موتراً وبدورهم قاموا بالسير قرب الركشة إلى حدٍ كبيرٍ، وقتها هدأت سرعة الركشة حتى سارا في خطٍ واحدٍ، وتمكن الشباب من خطف شنطة الفتاة التي تمسكت بها حتى سقطت أرضاً ما سبب لها الأذى والجروج والكدمات على وجهها وقام سائق الركشة بمحاولة القبض على المتهمين لكنه فشل في ذلك، وبعد التحري معه ومراقبة رجال الشرطة لسائق الركشة لاشتباههم به اكتشفوا أن عملية السرقة كانت مخططاً لها وهو شريك معهم، وبعد تحر طويل أرشد على بقية المتهمين الذين تمت إحالة ملف قضيتهم إلى المحكمة. وفي بلاغٍ آخرٍ تمكنت شرطة قسم الخرطوم شرق من القبض على متهمين يستقلون ركشة عند محاولتهم خطف شنطة إحدى الفتيات بالطريق العام.. وكانت عدة حالات خطف شنط للفتيات قد حدثت في الفترة الأخيرة. وقامت شرطة محلية الخرطوم بمراقبة ورصد الأماكن التي تحدث بها هذه الحالات حيث تمكنت من ضبط اثنين من المتهمين درجوا على خطف الشنط النسائية. وفي حادثة منفصلة تم ضبط أحد المتهمين يقود موتراً بعد أن خطف موبايل من أحد المواطنين. تقوم شرطة محلية الخرطوم بحملات للقبض على المتهمين المتورطين في هذه الأنشطة، وتم اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة المتهمين بالقسم الشرقي الخرطوم، كما أصدرت محكمة جنايات بحري الحكم السجن شهراً و«50» جلدةً، في مواجهة متهمين سرقا شنطة فتاة، وقاما بأخذ محتوياتها «1500» جنيه، وجهاز موبايل وبطاقات شخصية، وتعود تفاصيل البلاغ إلى أن المتهمين خططا لسرقة الشنطة من الفتاه وذهبا حينها إليها وهما يقودان الركشة بعد أن شاهداها تتحدث بالموبايل واستنجدت حينها، وتم القبض عليهما واقتيدا إلى قسم الشرطة واتخذت ضدهما الإجراءات القانونية. ٭ شباب العائلات: وسبق أن حذر برلمانيون من خطورة ما سموه بعصابات النيقرز في الخرطوم، وطالبوا بحسم الظاهرة بالبحث عن مخابئهم للقضاء عليهم، واعترفوا بإصابة مواطني الولاية بالهلع من خلال وجود عناصر تلك المجموعات وهم يرفعون السواطير، بينما أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان مالك عبد الله حسين أن ظاهرة النيقرز تشكل عبئاً كبيراً على شرطة الخرطوم، إلا أن وزير الداخلية «عبد الواحد يوسف» نفى نفياً قاطعاً وجود أية عصابات نيقرز بالخرطوم. ووصف وجود مجموعات تعتدي بالخطف والضرب على المواطنين بأنه تطور لجريمة النشل، كاشفاً عن ضبطهم لأشخاص يمارسون الإعتداءات المسلحة كهواية، أغلبهم من الأحداث «القصر»، وقال خلال حديثه أمام البرلمان إن بينهم أبناء عائلات ميسورين، وكشف عن وجود دوريات بالدراجات البخارية للحد من الظاهرة. ٭ تحديات شرطية: أكد مصدر شرطي ل « الإنتباهة» أن هناك خططاً معينة مكثفة للحد من الظاهرة ،لافتاً إلى أن إدارة الشرطة وفرت عدداً من المواتر والعربات لتكثيف الجهود ونشر أفراد الشرطة حول مختلف مناطق ولاية الخرطوم، خاصة الطرفية لانتشار هذه الجريمة فيها، وأشار إلى أن العصابات اتخذت أساليب تحاول بها تضليل الشرطة وذلك باستغلالهم مواتر وركشات دون لوحات، الأمر الذي تطلب من إدارة المرور بذل مزيد من الرقابة، وأضاف المصدر أنه تم القبض على عدد من العصابات المتفلته والتي تضمنت أعداداً من الشباب في الصفوف الدراسية لكن ممارستهم لمثل هذه الجريمة للهواية وملئ الفراغ، وقال إن أفراد العصابة غالباً ما تكون أعمارهم ما بين «16 20» عاماً. ٭ شرطة الولاية.. حسم وردع الفريق محمد أحمد علي مدير شرطة ولاية الخرطوم أكد في حديث خاص ل«الإنتباهة» أن ولايته وضعت هدفاً إستراتيجياً هو القضاء على كل أشكال الجريمة بالعاصمة، وأضاف أنه تم التنسيق مع الأجهزة العدلية من نيابة عامة وجهاز قضائي للقضاء على ظاهرة العصابات المتفلتة، وأشاد بالتعاون الكبير بين أجهزة الشرطة والعدالة موضحاً أنه تم إنشاء محاكم ونيابات خاصة لحسم الظاهرة من خلال العقوبات الرادعة.