٭ ولا تعليق.. لأن التعليق يجعلك تستريح.. والجمهورية الجديدة يبدأ تكوينها. ٭ والجيش يكافئ - مالياً ومعنوياً - الجنوبيين في الجيش وهم يغادرونه إلي دولة عدو!!. ولا تعليق.. ٭ والجيش يستوعب الشماليين العائدين من جيش باقان وعرمان.. وآخرين التحقوا بجيش الحركة كراهية في الشمال وجيشه.. وقاتلوا جيشه بالكراهية هذه. ٭ والذين مازالوا يحملون مشاعرهم هذه. ٭ وهؤلاء يستوعبهم الجيش حتى يصبحوا جيشاً للحركة داخل معدة القوات السودانية. ٭ والدهشة تجعل مثقفاً أجنبياً يحدث مسؤولاً سودانياً ليقول: أنا دارس لتاريخ العالم، وفي التاريخ كله - المواطنون الذين يقاتلون في صفوف العدو ضد دولتهم - يعجزون - بعد السلام عن العودة إلى وطنهم. ٭ يمنعهم العار.. والقانون.. والخوف.. بينما الناس عندكم الذين يقاتلون الدولة في صفوف العدو لا يكتفون بالعودة بل يصرخون في وجه الدولة يطالبونها بدفع «مستحقاتهم». ٭ والخرطوم تدفع للذين قاتلوها بشرف - من الجنوبيين - والذين قاتلوها بنذالة.. من الشماليين.. كيف؟!. ٭ المسؤول قال : لا تعليق. ٭ وست صحف تابعة لعرمان وباقان في الخرطوم تلقي على الدولة أرواثها وأبوالها ليل نهار.. ولخمس سنوات. وبعد الانفصال - توقف - لأنها أصبحت تلقائياً تابعة لدولة أخرى وعدو. ٭ لكن العاملين فيها يصرخون مطالبين الخرطوم بتعويضهم.. ويهددون!! ٭ بينما صحف أمس التي تحمل الخبر ذاته تحمل تحقيقاً عن جوبا وهي تصادر المحلات التجارية لألف وخمسمائة شمالي.. وتجعلها لأجانب.. ٭ لا تعليق.!! ٭ وفي الأسبوع ذاته كانت لندن تصادر «تصادر.. نعم» فيلماً كبيراً وبرقابة قبلية!! لأن الفيلم يصف العائلة المالكة بأنها مجموعة لصوص.. مجرد جملة واحدة. ٭ بينما الشتائم في الخرطوم تضطر نائب الرئيس - القليل الكلام - لإصدار تصريح عن «معاملة من يسيئون للرئيس والمسؤولين بشدة»!! ٭ الإساءة للرئاسة تصبح هواية ولا أحد يصرخ. ٭ ولا تعليق ٭ ونحدث هنا قبل شهر عن تهريب عملة السودان من الجنوب عن طريق كردفان ودارفور. ٭ والصحافة تحدث أمس عن تهريب ضخم لعملة السودان عن طريق كردفان ودارفور.. ولا سائل ولا مسؤول. ٭ ولا تعليق!! ٭ ونحدث قبل شهور عن أن أحد قادة الشعبي يصرح بأنه ليس سودانياً وأن والدته المسيحية تعيش الآن في إثيوبيا.. بينما هو يقود حزباً سودانياً فصيحاً هنا. ٭ والرجل يعلن الشهر الماضي حصوله على جنسية دولة الجنوب. ٭ ولا تعليق.. ٭ لكن من يقوم بالتعليق هو «معرض».. يعتبر من أغرب ما عرفه السودان. ٭ وأنت تنهض من النوم في الصباح والسرير والمرتبة أشياء يقدمها لك المعرض الذي يقام منتصف هذا الشهر في أرض المعارض. ٭ وتستاك والفرشاة والمعجون يقدمها المعرض سودانيات!! ٭ وتستحم وتوصيلات المياه، والصابون صناعات يقدمها العرض هذا. ٭ وآنية الشاي، وملابسك، والأثاثات الجيد.. والتلفزيون الذي يضج سودانية يقدمها المعرض.. ٭ والعربة التي تستقلها للعمل يقدمها المعرض.. سودانية!!. ٭ وصديقك في المستشفى والمستشفى سوداني.. والعقاقير وأدوات الجراحة سودانية يقدمها المعرض. ٭ وطعام الإفطار.. الآليات التي زرعت والتي حصدت والتي طحنت ونقلت كلها سودانية.. يقدمها المعرض. ٭ والطريق من حولك.. بيوت وعمارات.. مقامة بأدوات سودانية يقدمها المعرض. ٭ وطائرة .. طائرة نعم.. والمحراث وكراس التلميذ واللبن والمطبعة و... وكل ما يخطر ببالك يقدمه المعرض.. سودانياً له عمامة. ٭ والبيض تحمله وأنت تجوب المعرض حتى ترمي به عوض الجاز حين تبحث عن شيء في المعرض ولا تجده.. وعوض الجاز صاحب المعرض أمام الباب. ٭ وأمس الأول أستاذ الطيب مصطفى يكتب عن دكتور غازي حديث معجب.. ٭ ونهم أن نكتب عن الرجل لنقول إن دكتور غازي يحمل غطرسة يستحقها تماماً.. ونكرهها تماماً. ٭ ودكتور الجاز يصبح هو حكاية إنقاذ البلاد أيام معركة البترول. ٭ والآن معركة أخرى للجاز عن الصناعة. ٭ رجال.. ورجال. ٭ والمعرض يكتمل تماماً حين يخصص جناحاً لأغرب مخلوقات الأرض. ٭ وهناك في الفترينات يضع مجموعة من الرجال الذين يديرون السياسات أعلاه. ٭ السياسات التي نعجز عن التعليق عليها.. وتعجز أنت ونكتفي بعدم التعليق. ٭ بريد أستاذ إسحق - نشلوني.. وفي حقيبتي جوازي وجواز السفر الآخر لزوجي. و«صاحبنا» سوف يرمي بهما على الأرض. نداء لمن يعثر على جواز باسم أميمة حسن عبد الرحمن. أو اسم عباس الخضر.. التكرم بايصال الجوازات إليك بجريدة «الإنتباهة».. وقد تعطل سفري.