«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الإعلام السابق ورئيس لجنة النقل بالبرلمان عبد الله مسار في حوار الاعترافات

وصف الأستاذ عبد الله مسار وزير الإعلام السابق ورئيس لجنة النقل بالبرلمان، العمل السياسي بأنه عملية أخذ وعطاء وكله مؤامرات، وأضاف: يبقى فيه الصالح ويغادر الطالح والموقع السياسي زائل. وأشاد مسار بقرار رئيس الجمهورية بتغيير عربات الدستوريين من لاندكروزر إلى جياد، وتساءل ماذا لو كانت «الأتوس» هي عربات الدستوريين طالما كان ذلك هو توجه الدولة في تقليل الإنفاق الحكومي، ودعا مسار الشارع السياسي والأحزاب إلى إحداث تنازلات وصولاً للوحدة وذلك للمخاطر التي تهدد البلاد وعدم التفريط في المصالح العامة، وقال إذا ظل السودان تحكمه نخبة مختارة من أناس حركة إسلامية أو غير حركة إسلامية، فهذا طريق غير صحيح، وكذلك مجموعة تأتي لتحكم سواء أكانت مجموعة عرقية أو دينية أو طائفية فهذه قطعاً مرفوضة، وقال مسار إن الحوار السياسي يمضي وفقاً للتفاهمات التي أجمع عليها الكل من ثوابت وبرامج، ذلك لأن الرئيس خلق أرضية سياسية من خلال التحولات التي سبقت الحوار السياسي من تعديلات وزارية وتعديلات في هياكل المؤتمر الوطني، وقال مسار إنه إذا الشعب السوداني جاء بالترابي منتخباً ليحكم السودان «حبابو عشرة». وأضاف قائلاً: أنا أشارك بحزبي في الحوار باعتباره قضية تهم كل الشعب السوداني، لأن الوطن فيه قضايا تحتاج إلى الحوار، وأنه إذا لم نصل إلى حكم يتراضى عليه أهل السودان ستظل مشكلات السودان قائمة، وأضاف: أنا اتفق مع المؤتمر الوطني في ثلاثة أشياء مصلحة البلاد.. والدور الذي يتوجب القيام به من أجل الوطن.. ومصلحة حزبي، ومضى في القول لم أكن اهتم بالوظيفة ولو كان ذلك لما تقدمت باستقالتي من الحقيبة الوزارية، وقطع بأنه لا يوجد حزب في الساحة الآن يدعي أن له جماهير لأن المعيار الأساسي هو الانتخاباتو وقال انتهى مقياس هذا له جماهير وذلك ليست له جماهير، وقال هناك جيل جديد لا يعرف الأحزاب التقليدية، وهناك مناطق تجد فيها الموالين للأحزاب الكبيرة أعمارهم فوق الثمانين.. «الإنتباهة» جلست في حوار معه تطرق لكل هذه القضايا حيث بدأت بالسؤال:
في ضوء الوثبة والمائدة المستديرة كحدثين مهمين أين يقف الحوار السياسي الآن؟
حقيقة هناك ثلاثة أشياء تمت سبقت الوثبة منها التعديل الذي طرأ على الحكومة من خروج قيادات ودخول قيادات أخرى شابة، كذلك طرأ التعديل على المؤتمر الوطني حيث جاءت قيادات جديدة، ليأتي من بعد ذلك الحوار السياسي، وبالتالي فالرئيس بهذه التحولات قد خلق أرضية سياسية، وحقيقة كل الاجتماعات الخاصة بالحوار تمضي وفقاً للتفاهمات التي أجمع عليها الكل لتأتي المرحلة القادمة والتي هي النقاش في الحوار ثم نتائج الحوار في ضوء الآليات الخاصة بذلك.
فالحوار له ثوابت وبرنامج طُرح وأفكار تحددت وخطى سارت ولقاءات مع الأحزاب وجهد مبذول.
أين يقع عبدالله مسار كخلفية سياسية وكحاضر سياسي؟
أنا كسياسي موجود من خلال حزبي الذي أرأسه وهو له تنظيم، وأشارك من هذا المنطلق في الحوار باعتبار أنه قضية تهم كل الشعب السوداني، لأن الوطن فيه قضايا كثيرة تحتاج إلى الحوار، وأنا أعتقد أن الشعب لم يشارك بعد في حكم السودان في كل الفترات الماضية، فالذين قادوا البلاد كانوا عبارة عن مجموعة نخب تحكم السودان بمفاهيم مختلفة سواء من زوايا فكرية أو طائفية أو عسكرية، وكان ذلك في كل الحقب السياسية التي مر بها السودان، وبالتالي فهذه هي واحدة من الإشكاليات الأساسية، مضافاً لذلك كله الأمراض التي جاءت من بعد ذلك، من صراعات قبلية وصراعات اقتصادية وفساد وحركات مسلحة، فكل هذه الأمراض تراكمت وجعلت من السودان وطناً جريحاً، وبالتالي عندما نريد الخروج من هذه الحالة وهذا الواقع كان لا بد من الحوار السياسي ليقود إلى اتفاق على كيف يحكم السودان، ويقود أيضاً لآليات حكم السودان وفقاً لتراضي أهل السودان، ففي هذا الإطار أنا موجود ومشارك سياسياً، ولذلك أعتقد أنه إذا لم نصل إلى حكم يتراضى عليه إهل السودان ستظل مشكلات السودان قائمة.
كيف هي علاقتك الآن مع المؤتمر الوطني، هل هي استصحاب أم انخراط أم مساندة.. كيف هو شكل هذه العلاقة؟
الذي بيني وبين المؤتمر الوطني هو اتفاق أي حزب مشارك في السلطة واتفاق على برامج، والاتفاق الذي بيني وبين المؤتمر الوطني هو حول ثلاثة أشياء الأول مصلحة السودان وكيف تكون، وثانياً أين تقع مصلحة الحزب الذي أمثله، وثالثاً ما هو الدور الذي يتوجب علينا القيام به في إطار العمل الوطني، وبالتالي ففي إطار هذه الأشياء الثلاثة أنا موجود بكثرة سواء أكان في المؤتمر الوطني أو في غيره.
أما إذا كانت المسألة وظيفة، فأنا لست مهتماً بالوظيفة ولو كان كذلك لما كنت قد تقدمت باستقالتي من الوزارة، فأنا أعتقد أن هناك مخاطر كبيرة تهدد السودان تحتاج إلى وحدة أهل السودان وإلى تنازلات من الشارع السياسي، وتحتاج إلى تقريب وجهات النظر بين السودانيين، فالتدافع بالشكل العنيف داخل السودان هو غير مفيد، وكذلك التدافع بالشكل المرن هو أيضاً غير مفيد، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك شكل وسط وأقف أنا هنا مع مجتمع الوسط، ولذلك فأنا مع العمل السياسي الوسط الذي يقود إلى الحفاظ على أساسيات ومرتكزات السودان، وأيضاً عدم التفريط في مصلحة أهل السودان، وبهذه الطريقة أنا موجود كسياسي وكمواطن سوداني وكشخص أشغل أي منصب.
ماذا تقولون في الذين يصفونكم بأنكم أحزاب بلا جماهير؟
حقيقة لم تكن هناك انتخابات تم إجراؤها حتى نحدد ذلك، فلا يوجد حزب في الساحة الآن يدعي أنه له جماهير لأن المعيار الأساسي هو الانتخابات، فإذا كنا نتحدث عن طائفية وبيوت فهذه ناحية أخرى، ولكننا إذا ما تحدثنا عن أوزان فهذه الأوزان مقياسها الذي يكمن أن تُقاس به هو مختلف تماماً،. فمقياس التبعية انتهى الآن وغير موجود، أيضاً انتهى مقياس هذا له جماهير وذاك ليست له جماهير، فهناك جيل جديد لا يعرف الأحزاب التقليدية، فهناك مناطق كثيرة تجد فيها أن الموالين للأحزاب الكبيرة هم فوق الثمانين من العمر، ولهذا فعلى الذين يقودون العمل السياسي الآن دراسة المتغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمعات، والآن المتغير الجديد يقول إن هناك مجموعات كبيرة من الشعب السوداني ليست لها انتماءات بالأحزاب التقليدية، ونحن في هذا الزخم سنضع برامجنا ونطرح أفكارنا ونقدم رؤانا ونقف مع القضايا الوطنية والقومية، ونؤدي رسالة كبيرة نكسب بها الشارع السياسي، لذلك فما يحدد جماهيرك والالتفاف حولك هو البرنامج وقدرتك على الوجود في الشارع السياسي، وعلى تنفيذ برامج تتفق مع مصالح الشعب، لذلك فأي مقياس حقيقي لن يكون إلا عند دخول الانتخابات.
ماذا عن الحكومة الانتقالية التي يتردد الحديث عنها بقوة الآن؟
هذا كله سابق لأوانه، فالآن هناك حديث حول حكومة قومية وحكومة انتقالية، فالحوار قد تنتج عنه لجنة للدستور وقد تنتج عنه انتخابات جديدة أو حكومة تكنوقراط، وهذا الحوار ليس له سقف معين حسب ما طمأننا بذلك إخواننا في المؤتمر الوطني، وطالما ليس هناك سقوف فالنتائج حتماً هي ستكون وفقاً للتراضي الوطني، وبالتالي يجب ألا نسبق الحدث حتى تأتي النتائج بصورة طبيعية.
يتحدث الناس حول بعض الأحزاب المشاركة في الحكومة وذلك بأنها لا ترغب في توحيد الإسلاميين أي دخول حزب المؤتمر الشعبي، مضافاً إلى ذلك أيضاً بعض أهل المؤتمر الوطني أنفسهم ممن لا يرغبون في ذلك، كيف تنظر لهذا الحدث وأنت حزب مشارك؟
أنا أتحدث عن كل الطيف السياسي المكون للحكومة، فأقول إن قضيتنا في النهاية ليست هي صراع حول الأحزاب، فالقضية تكمن في كيف نحكم وطننا ونحقق له الاستقراروالرفاه والأمن، ولكن لا بد أن ننظر لحكم النخبة، فإذا ظل هذا السودان تحكمه نخبة مختارة من أُناس حركة إسلامية أو غير حركة إسلامية فهذا طريق سيكون حينها غير صحيح وغير مجدٍ، وبالتالي لا بد من حكم يأتي بتراضي أهل السودان، ولكن مجموعة تأتي لتحكم سواء أكانت مجموعة عرقية أو دينية أو طائفية فهذه قطعاً مرفوضة.
هل تقبلون بالترابي في السلطة مرة أخرى؟
نحن لا يهمنا أي شخص بل ما يهمنا هو البرنامج الانتخابي، فإذا جاء الشعب بالترابي منتخباً ليحكم السودان فحينها نقول (حبابو عشرة)، لأن السودان ليس ملكاً لأحد.
في إطار توحيد الكيانات السياسية، هل ستعودون لحزب الأمة (الأم)؟
إذا تغيرت أفكاره والتقى معنا في البرنامج والأهداف التي نتحدث عنها، وفي تغيير السلوك، وفي ألا يصبح هناك حكم فرد ولا سيطرة لطائفة ولا بيت، فحينها نقول ليست هناك مشكلة، فنحن لسنا متعصبين لمواقف محددة بل لأفكارنا.
هل دار بينكم حوار من هذا النوع حتى ولو على مستوى الحد الأدنى؟
ليس بالشكل الذي يمكن أن نطلق عليه أنه حوار، لأن هناك من يريد العودة بعقارب الزمن، أي الدخول في بيت الطاعة، وهذا من المستحيل بالطبع.
ماذا تقول المياه التي تجرى تحت الجسر هنا تحديداً
حتى الآن، هناك حديث كثير تشهده الساحة السياسية ولكن في هذه الناحية تحديداً هو حديث بدون نتائج.
بوصفك أحد رجالات حزب الأمة الكبار في السابق، أي قبل الانفصال،.. ماذا تقول في الصادق المهدي؟
حقيقة حزب الأمة القومي نفسه لا بد من أن يغير الكثير من مفاهيمه، فإذا كان يعتقد أن العربة مازالت مليانة والعفش كثير يكون حينها قد أضاع وقته، فانتهى زمن أن يتحرك الناس بالإشارة، فهناك متغيرات كثيرة حدثت، وهناك قبائل كثيرة شقت عصا الطاعة وحملت السلاح ضد الدولة نفسها، وهناك مجموعات عرقية كثيرة أيضاً تحولت من مربع إلى مربع آخر، وكذلك هناك اتجاهات فكرية كثيرة أيضاً موجودة في السودان، وبالتالي لا طريق للسير وفقاً للمفاهيم القديمة، بل الطريق هو للتماشي مع المتغيرات.
أنتم أقرب إلى مَن مِنْ كل هؤلاء؟
نحن أقرب لأفكارنا فقط، ولن ندخل في بيت طاعة مرة أخرى لأي شخص، فنحن متحررون تماماً.
ولا حتى المؤتمر الوطني؟
لا مؤتمر وطني ولا غيره، فنحن كما قلت نتفق مع من يتفق معنا في أهدافنا وبرامجنا، لأننا منفتحون ولا يوجد هناك شيء نخاف عليه.
ما هو تقييمك لمسألة فتح المنابر والحريات؟
قطعاً هي مسألة إيجابية، وأنا أعتقد أن الحريات الموجودة في السودان ومتاحة كبيرة، وحرية التعبير واضحة هنا ويلمسها الكل في الداخل والخارج، ولكن لا بد أن نحافظ جميعاً على هذه المسائل، وذلك من خلال اتباع منهج السلوك القويم المتمثل في الحرية المنضبطة.
هل يعتقد عبد الله مسار أنه أبلى بلاءً حسناً عبر المشاركة وقدم الكثير في الساحة السياسية الوطنية لكن ذلك بلا مقابل؟ وهل ينظر لنفسه انه مظلوم ومهمش من ذوي القربى سياسياً؟
أقول ان العمل السياسي هو عبارة عن اخذ وعطاء، وفي العمل السياسي يمكن ان ترتفع الى اعلى ويمكن غير ذلك وهذا طبيعي جدا، والعمل السياسي كله مؤامرات وضرب تحت الحزام، ولكن أعتقد ان الصالح سيبقى والطالح سيغادر، ولذلك فأنا رصيدي هو الشعب السوداني، وبالتالي عندما أجد من هذا الشعب الاحترام والتقدير فهذا يكفي بالنسبة لي، فالموقع السياسي هو موقع زائل فهو يأتي ويذهب.
بالرجوع إلى قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة حول تغيير عربات الدستوريين الحالية بعربات جياد، فهل الدستوريون في اعتقادك جاهزون للتنفيذ الفوري لمغادرة اللاندكروزرات؟
أنا أعتقد ان هذه المسألة هي لا تحتاج لقرارات طالما كان ذلك هو توجه الدولة كلها وذلك بالسير في هذا الاتجاه، فهذا شيء جيد حتى ولو لم يصدر الرئيس هذا القرارات، وأنا أقول لأي دستوري هنا هل تريد تقديم خدمة أم في النهاية المسألة هي عبارة عن (أُبهة).. فماذا لو رجع الدستوري وركب عربية (أتوس) على سبيل المثال، فطالما توجه الدولة جميعه يسير نحو تقليل الانفاق فهذا جيد ولكن شريطة أن يذهب ذلك لمصلحة المواطن. فهناك مواطن في دارفور يسير عشرة كيلوات من اجل ابحث عن صفيحة ماء لكي يروي ظمأه، فكيف نقارن ذلك بشخص هنا في الخرطوم، فكيف اذن يتساوى هذا مع ذاك؟
عودة علي الحاج المرتقبة ماذا تمثل لكم وهل أزمة دارفور مرتبطة بشخص علي الحاج؟
أزمة دارفور لا ترتبط بشخص علي الحاج، ولكن علي الحاج او غيره من القيادات او أى مواطن سوداني في الخارج يعود للوطن فإن هذا يجد الترحيب.
ماذا عن الصراع القبلي الذي بدأ يطل برأسه في دارفور؟
حقيقة الصراع القبلي هذا له ثلاثة اسباب، اولها خارجي وثانيها صراع نتيجة موروثات تحتاج الى دراسة، والثالث صراع سياسي مبطن، فهناك من يريد أن يكون دور في السلطة المركزية، وهناك من يريد أن يكون له دور مع الحركات، وهناك من له طموحات واتجاهات عديدة.
لملمة الأزمة الدارفورية من وجهة نظرك كيف تكون؟
حقيقة هناك أشياء مهمة هنا، منها وجود قيادات قادرة على العطاء والخدمة والبذل هناك في تجرد ونكران ذات، وقيادات يجمع عليها أهل دارفور، اي قيادات غير مفروضة عليهم وليست لها قدرة على العطاء، وايضاً لا بد من برامج تنموية وخدمية واضحة من المركز، ولا بد من ان تتحول الاموال لصالح خدمات الناس، زراعة ورعي وخدمات صحية ومياه، وغير ذلك من الخدمات التي يجب ان تراعي جانب العدالة في التوزيع، وشيء آخر في سبيل حل الأزمة وهو ضرورة وجود قوات نظامية توقف اي انفراط امني سواء أكان قبلياً او تمرداً او الى غير ذلك. فلا بد من هيبة الدولة لأن المواطن الآن في دارفور أقوى من الدولة لذلك لا يخافها.
والشيء الآخير هو أنه لا بد ان تكون هناك علاقات خارجية مع دول كثيرة جداً لها أثر على هذه القضية، كما انه لا بد من حل الصراعات العسكرية بالحلول السياسية.
أين تقع هنا السلطة الإقليمية وما هوالمرجو منها؟
السلطة الاقليمية بالنسبة لي هي جهاز رابع، وهي في شكلها الظاهر مستوى من مستويات الحكم، ولكن في القانون هي ليست مستوى من الحكم، ولذلك من الأنفع والأفيد لهذه السلطة التي جاءت باتفاقية أن تعمم هذه المسألة على السودان كله، فلا بد ان تكون مستوى من الحكم يشارك فيه كل أهل السودان، اي اقليم دارفور واقليم كردفان وغير ذلك من المناطق، او تعمل على إرجاع هذه السلطة الى وضعها الطبيعي، اي تكون المسألة على مستوى الولايات، فهذه السلطة الاقليمية لدارفور عزاؤها انها جاءت عبر اتفاقية، ولذلك هي الآن في وضع شاذ، فهي ليست مستوى حكم ولا هي سلطة إشرافية، وهذا يجعل دورها ضعيفاً، ولذلك فهي تحتاج الى تكييف دستوري.
ماذا عن الصراع بين موسى هلال وكبر؟
هذا يجب أن يعالج داخل المؤتمر الوطني، لأن الاثنين مؤتمر وطني، فموسى هلال يقول ان هناك قضايا تتطلب اجراء تحقيق وبالتالي على الدولة ان تحقق في ذلك.
هل نحن محتاجون لأزمات جديدة؟
لسنا محتاجين ولكنها صارت واقعاً، فالصراع هنا معروف وفيه اتهامات متبادلة، وبالتالي لا بد من اجراء التحقيق هنا حتى يعرف الناس من المخطئ ومن الصائب، واذا تعذر اجراء التحقيق فيجب ان يكون الحل هو ابعاد الشخصين المذكورين من مواقع القرار، فالحل هنا هو داخل المؤتمر الوطني وليس غيره.
بماذا تنصح الأحزاب الحاكمة والمعارضة في هذا الظرف تجديداً؟
انصح بأن هذا الحوار يجب أن يؤدى الى نتائج، والنظر للدول التي من حولنا مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا ماذا صار لها؟ فهل نحن نريد ان نكون كذلك، فأحزاب الحكومة والمعارضة يجب ان تتراضى على برنامج يحكم السودان، فالمؤتمر الوطني والأحزاب الاخرى عليها ان تناقش القضايا بجدية حتى يتراضى الجميع على برنامج حكم، وفي هذا الوقت يجب أن نقدم خيار الناس ونُصلح من وضعنا الاقتصادي، ونراجع مكامن الفساد ونوقفها، وكذلك مراجعة مسائل استغلال النفوذ وإيقافه.
ففي الحوار الجاري لو أن أحزاب الحكومة تمترست وأحزاب المعارضة ايضاً تمترست، فالنتيجة ستكون تمزيق السودان وضياعه.
هل تقف مع المشير لدورة رئاسية قادمة؟
نعم أقف معه، لأنني حتى الآن لا أرى بديلاً مناسباً خلافه، فالإنصاف يقول لا بديل غير ذلك.
هل تعتقد أن الحوار مع قطاع الشمال هو مضيعة للزمن؟
لا أعتقد انه مضيعة للزمن، ولكن اقول ان الوسيط ليست له القدرة على تحديد الأجندة التفاوضية، فالوسيط اما ان يتجه باتفاقية جبال النوبة والنيل الأزرق ويسير عليها، أو يقول انه يريد التحاور في القضايا السياسية المعنية، وبالتالي فالأجندة هي التي تحدد شكل الحوار، فمن حق عرمان ان يطالب وكذلك من حق غندور ان يقول ما يريد من هذه المفاوضات، ولكن في النهاية الوسيط عليه أن يحدد مواقفه بناءً على التفويض، ففي إطار تفويضه عليه أن يقود التحاور، فالقضية الآن جميعها هي قضية الوسطاء، فهم لم يستطيعوا تحديد الجدول وأجندة التفاوض. وعليه اقول انه اذا لم يصل الطرفان لاتفاق فالنتيجة النهائية ستكون هي تدخل أممي تحت البند السابع في دارفور وجنوب كردفان، لأن الصراعات التي تدور في دارفور لتوليد مزيد من الفوضى لتقود الى وجود أجنبي جديد، فهناك لعيبة في الخارج هم وراء العديد من المخططات، وأنا أنبه الجميع إلى ان ما يدور في افريقيا الوسطى ليس بعيداً عنا.
ما هي النصائح والإرشادات في السياسة الخارجية للسودان وفي السياسة الداخلية؟
حقيقة لا بد من تحسين علاقاتنا الخارجية، وذلك من خلال الانفتاح الحقيقي على الدول التي لها إمكانات وباستطاعتها مساعدتنا، وهذه العلاقات لا بد أن نراعي فيها الأقرب ثم الاقرب.. أما على الصعيد الداخلي فلا بد من تقوية أجهزة الرقابة، وهذا البرلمان هو من الأجهزة التي يجب أن تكون قوية، فدور البرلمان الفاعل هو مراقبة الجهاز التنفيذي مراقبة حقيقية.
هل تعتقد أنه يؤدى دوره هنا؟
لم يقم بهذا الدور بالصورة المطلوبة، وبالتالي يجب ان يحاسب الجهاز السياسي بقوة، حتى لا يضطر إلى ان يذهب الناس من حساب البرلمان الى حساب العدالة.. فالبرلمان ليس له طريق غير المحاسبة والتدقيق والوقوف على التشريعات التي لم تر النور لمدة طويلة، ومساءلة الوزراء عن طريق القطاعات، كما أن البرلمان عليه أن يُقدم رؤى في كيف تُدار البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.