٭ نال الدكتوراة في اللغة العربية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وحصل على ماجستير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وماجستير لغات سودانية وإفريقية من جامعة الخرطوم، وبكالريوس الآداب في عام 1980م، ويعمل أستاذاً مساعداً بجامعة أم درمان الإسلامية، كما يعمل أستاذاً مساعداً بجامعة البحر الأحمر، ومدير مركز ثقافة البجا بجامعة البحر الاحمر.. هو الدكتور أونور سيدي محمد.. التقاه «برلمان الشرق» فكان هذا الحوار. ٭ بداية حدثنا عن مركز ثقافة البجا؟ يعتبر المركز جسماً من أجسام جامعة البحر الأحمر، وهو ضمن مراكزها البحثية، وهو المركز المختص بالمكون المحلي لثقافات البجا وبتراث ولغة البجا والحياة العامة التي تعيشها مناطق شرق السودان، والمركز متخصص في تراث البجا، وكلمة تراث تعني هنا الشعر والحكم والأمثال والثقافة واللغة بمعناها الأشمل، وكل هذه الاشياء محفوظة في صدور الناس إلى يومنا هذا باللغة البجاوية التي لم تكتب بعد. وقد قام المركز بمحاولات لكتابتها لحفظها وحفظ تراثها من الضياع، والمحاولات مستمرة، ونحمد لجامعة البحر الأحمر أنها اهتمت بهذا المكون المحلي دون سائر الجامعات الأخرى في السودان، لضمان عدم ضياع ثقافة كاملة بهذا الحجم، فاللغة البجاوية وتراثها يعتبران تراثاً إنسانياً، وتهتم به اليونسكو وجهات كثيرة، والاعتراف بالتنوع الثقافي هو مفتاح التطور والازدهار للأمم، والمثال واضح من خلال دول جنوب شرق آسيا، فجميل أن نعترف بالتنوع الثقافي مع ارتباطنا القومي الكبير بالوطن وثقافته وتراثه، والمركز قدم ونفذ كورسات للناطقين باللغة البجاوية وكورسات لغير الناطقين بها، وأصدرنا عدداً من الكتيبات التي تحوي جزءاً من ثقافة وتراث البجا. ٭ حدثنا عما يقوم به المركز في ولاية البحر الأحمر بصفة خاصة وشرق السودان عموماً؟ عمل المركز في ولايات البحر الأحمر في كل المجالات لا ينكره الا مكابر خاصة التعليم والصحة والخدمات، وخير مثال لذلك مشروع التعليم مقابل الغذاء، ودورنا في المركز هو ماذا يقدم للتلاميذ من علم، كما اهتممنا في المركز بمشروع التعليم متعدد اللغات الذي يعمل به في كثير من دول العالم، ومعناه ان تخاطب الاطفال الصغار او التلاميذ بلغتهم الأم ومن ثم نقلهم او تجسيرهم للغة القومية وهي اللغة العربية، وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المشروع الذي يعتبر من المخارج الأساسية لرفع وعي وقدرات وذكاء الاطفال، ونحن في المركز نظن أن من يعترف بالتنوع سيحصد ثماراً جيدة، وأن من يسعى لفرض أشياء معينة ومحددة دون احترام الآخرين فهذا ضد منطق الاشياء. ٭ ماذا قدم المركز في مشروع كتابة اللغة البجاوية؟ واجهتنا بعض العقبات في هذا المشروع، منها أن البعض قالوا تكتب بالحرف العربي ومنهم من قال تكتب بالحرف اللاتيني «الإنجليزي»، ونحن في المركز أجرينا عدداً من الدراسات في هذا، واستسهل كتابتها بالحرف اللاتيني، ولكن واجهت المركز عقبات تنفيذية وتشريعية، والذي جعلنا نقول بكتابتها بالحرف اللاتيني أننا وجدنا أن كثيراً من الدول مثل نيجيريا والصومال وتنزانيا قد كتبت لغاتها بالحرف العربي لكنهم لجأوا لكتابتها بالحرف اللاتيني لسهولته، فكثير من الأصوات توجد في اللغات المحلية ولا توجد في اللغة العربية والمدود كذلك، فمثلاً اللغة العربية بها ثلاثة مدود أما اللغة البجاوية فبها خمسة مدود، وهنا أشكر مركز يوسف الخليفة أبو بكر للغة العربية بجامعة إفريقيا العالمية ومنظمة الايسيسكو ومقرها مدينة الرباط بالمغرب، لجهودهما في ذلك، والآن تم بناء المركز، وأتقدم هنا بشكري لصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق، ووالي الولاية الدكتور محمد طاهر إيلا. ٭ ما هي أهداف المركز ؟ أقول إن اللغة البجاوية التي تحمل تراث البجا غير مكتوبة حتى الآن، واللغة غير المكتوبة وبمرور الوقت معرضة للزوال بموت من يحفظون تراثها وآدابها وفنونها، ونحن وقبل فوات الأوان نريد أن نجمعها وأن نجمع تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم وفنونهم وتاريخهم.