-1- ... حينما انكسرتْ هامةُ الزمنِ المشرئبِ... انغرستْ لا مكانْ ندَفَ الصّمتُ فوق تخومِ الزّمانْ فتحجرتْ الساعةُ الحائطَيةُ في ساحة ِ المهرجانْ وكانت تدقُ طبول (بعانخي) وتعلنُ أسفارَ (سنارَ) تنشدُ أمجادَ (كرري) وتتلو ... فيختلجُ السهلُ والشاطئانْ ... هاهي الآنَ موغلة في الظلامِ ومدبرة في الحطَامِ وها هو ذا الزمنُ الحجريُّ ترهل عبر المكانْ... كبيرُ الدراويش أرهقه الذكرُ فافترش الأرضَ أخفى بسبحته فمَه وتدثر جبتَه.. ثم نامْ .. -2- ..سكت الطّارُ لمّا تهالك ضاربُه حينما ارتطمتْ ساقهُ بالرُّغامْ، فهرولت الأرضُ تحت عويلِ الدراويشِ حين هوتْ ساقهْ فهوى... وتهاوى الكلامْ وأدبرت الشمسُ واجفةً وتردى على ساحةِ المادحين الظلامْ -3- كبيرُ الدراويشِ نامْ حين أكمل كلمته حين جوّد.. حين نال الشرافةَ.. واللوحُ نامْ، عليه السلامْ، وسبحانك الله جلّ جلالُك أشهدُ أنْ لا إله سواكَ وأنك وارثُ هذا المكانِ .. وهذا الزّمانْ. تونس 1982