بحمد الله بدأت النفس تكن من فرط المشاعر والأحاسيس بعد نقل بعض المعلومات عن كوريا الجنوبية شاكراً بصورة خاصة الأستاذ/ كمال عوض لمساهمته الكبيرة في نشر الحقائق والصور البديعة عن كوريا وإنسانها، وإنه سادتي إفراغ من مخزون المعرفة الذي ما إن أفراحه وقيمه تنؤ به ذاكرتنا.. فمع بداية كتابة هذا المقال الثاني عن كوريا وإنسانها بدأت أتلمس طريق الراحة المحفوف بالمخاطر من الذلل والسفسطة.. حيث إن كوريا وما تحمل تجعل منك فارساً يمتطى صهوة جواد عربي أصيل... كما تجعل منك في ذات اللحظه بقايا إنسان مهزوم يميل إلى التدثر بثوب السكون والغموض والحسرة.. ومن هنا بدأت رحلة الوفاء لأهل العطاء من خلال هذا القليل الذي أكتبه وذلك عرفاناً منا لما لحق بنا من علم ومعرفة، واعتبرناه فرض عين التعريف به لكل من يقرأ أو لمس هذه الحقيقة... وهي حقائق تجلي البصر وتغذي البصيرة وتبسط الأمل وتسعد الروح وتفرح المحزون وتعمر العقل وتصحح الجسم.. كوريا.. بلد تقودك إلى الحياة بأبهى معانيها وتستنفر فيك روح الإبداع بعد التجويد والتميز بعد التفرد والحنان بعد الرقة والقوة بعد العلم، ومن أبسط الأشياء صنع الإنسان الكوري ذاته وتدرج في سنوات عمل جادة حتى نال الرضى من أرضه ونشر بذور نهضته ذات (23) عاماً لرفعة اقتصاد دولة أصبح في عهدنا هذا من أقوى خمس دول اقتصادياً فى العالم، فأنبتت هذه النهضة شتولاً تضج بهاءً أنار للجميع الدرب وأصبحت ثقافته علم ينتفع به وبابا يوصد مع نهاية الأرض... كثيرة هي اللمحات الجميلة والمعبرة على الشارع العام الذي يدل على الذوق الرفيع للمجتمع الكوري المعافى من الكذب والنفاق والتملق، ومن أجمل ما رأينا شاب يجيد فنون القتال (التايكوندو) ويسامح من أخطأ في حقه... كيف هذا؟ سادتي هذا الشاب التقيناه بجانب مسرح للفنون الشعبية في سيول (قبل سنوات خلت) وذكر لنا فيما اتحفنا به من حديث.. أن فنون القتال (التايكندو) علم ينمي في النفس الرقة والمحبة وينير العقل بالفضائل وعلم يدعو إلى التسامح والرضى الداخلي للشخص.. كما أنه يجعل الجسم قوياً معافى (حتى في قوتهم فانهم رحماء) يأسرونك بصدقهم وتقبلهم وجمالهم.. وأوضح لنا ذلك الشاب أن مبدأ المقاومة السلمية تقوم على الشجاعة وتمتع الفرد بالحرية مع تعدد خياراته وقدرته في سهولة الاختيار.. وعندما لا يذهب بفكره الى المعاقبة واستخدام العنف لا يعني ذلك عجزا أو ضعفاً منه ولا يعني أيضاً الغفران المطلق.. إنما يتلخص العقاب فيما يورثه في النفس من بغض وحسد وكراهية مما يؤكد أن العقاب (في حالة المقدرة على العفو) مفسدة وخوف وعدم رضا بالقضاء والقدر.. والمسامحة تعني له عكس ذلك.. لذلك أصبحت كوريا دونما بثور على محياها روعة الإبداع الذي تحقق