كثيرون لا يعرفون شيئاً عن المجلس القومي للسكان ولا دوره الوطني الكبير الذي يقوم به تجاه البلاد، بتنسيق الجهود بين الدولة والمجتمع المدني لوضع السياسة السكانية الوطنية. لهذا المجلس دور كبير في تشجيع ودعم البحوث العلمية ونشرها، بالذات الخاصة بالقضايا السكانية بالتنسيق مع مراكز البحوث القومية. وهذا المجلس حقيقة يقوم بأدوار كبيرة لكنها لا تُرى النور بالصورة المطلوبة التي تُعرِّف به المجتمع وتجعله معروفاً بأدواره العظيمة الكبيرة هذه. المجلس له أدوار خارجية يلعبها بتنسيق جهود الدولة في القضايا الفنية مع صندوق الأممالمتحدة للسكان والمنظمات العالمية والمحلية، ويشرف المجلس على تنفيذ هذه البرامج المتفق عليها. بكل هذا التصور تكون للمجلس رؤى وأهداف وقيم يعمل على ضوئها، خلاصتها تزكية السكان في السودان وترقية خصائصهم وتوسيع خياراتهم المتاحة أمامهم، وصولاً لحياة كريمة وآمنة، وتصبح لهم مشاركة فاعلة في وسط مجتمعهم. لذا يأتي دور الوسائط الإعلامية مهماً وكبيراً في إيصال رسالة المجلس في السياسة القومية للسكان وتحقيق قيم التعايش والتواصل بين الأجيال، وتنفيذ هدف أن النفس البشرية هي منطلق التنمية وعمارة الأرض، وكله لأجل حفظ كرامة الإنسان وكفالة الحريات العامة له وضمن الحكم الرشيد... وأهمية الوسائط هذه في رفع الوعي المطلوب. والمجلس القومي للسكان أكثر المواقع الحكومية التي تكون في حاجة ماسة للإعلام لتمليك الإنسان المعلومات الصحيحة... وحتى يتمكن المجلس من عكس البيانات والمعلومات الصحيحة التي تخص قضايا السكان التي يعمل فيها. وفي البال أن الإعلام يلعب دوراً مهماً واستراتيجياً في تحريك سير عمليات التغيير في المفاهيم السكانية... والإعلام كوسيط ناقل جيد بين الجمهور يمكن عبره أن تصحح كل المعلومات التي يمكن أن تكون وصلت للإنسان مشوهة خاصة في القضايا السكانية... وربما يلعب دوراً آخر في تشجيع الإنسان لبذل أقصى جهوده في الجهد التنموي بشكل طوعي وعن قناعة تامة بجدوى المشاركة. ملكية الأجهزة الإعلامية أو أجهزة الاتصال تكون في الغالب ملكاً للدولة.. لذا مساهمتها في عمل القضايا السكانية يكون بلا مقابل مالياً... طالما تنفيذ الخطة السكانية من مهام الدولة ذاتها. أيضاً لبقية الأجهزة الإعلامية دورها المتعاظم في نشر ثقافة القضايا السكانية، كالصحف تحديداً بنشر المقالات الطويلة والقصيرة وكتابة الأعمدة... ولا يهم إن كانت الصحف يومية أو أسبوعية أو شهرية أو غيرها.. لكن المهم أن المقال في ما يخص قضايا هذا المجلس يعكس ما يريد المجلس إيصاله للسكان... كما هو الشأن لدى الإذاعات باختلاف ملكيتها للحكومة والأهالي، إضافة للتلفزيونات الفضائية، ووسائل الضبط الاجتماعي باختلافها كالمساجد والمسايد والكنائس والأسر والمدارس والمجتمع بصورة أوسع، فهي تلعب أدوار الاعلام في الاتصال المباشر. أيضاً الوسائط الإعلامية كالإعلانات بالصورة التي تحقق الهدف.. وإصدار ملصقات وكتيبات وأفلام فيديو ومختلف معينات العمل بالمكاتب الخاصة والرسمية تتحدث جميعها عن القضايا السكانية. هذا الحديث يتزامن مع نشاطات المجلس القومي للسكان بالسودان.. ويعمل المجلس ناشطاً لإقامة عمل إعلامي علمي ناشط في رفع الوعي بالقضايا السكانية غداً باتحاد المصارف عند الحادية عشرة صباحاً بالقاعة الكبرى... وهذه «الحضرة» الإعلامية العلمية بعنوان «الخصوصية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الأمنية في أبعادها الاستراتيجية». وأهميتها في أن الإنسان يجب أن يعرف إلى أن يتجه الآن وكيف يستطيع أن يوجه وجهته للجهة الصحيحة التي تساعده على الحياة السعيدة المرتبة الآمنة الرغدة وفق ترتيب المعطيات وتوظيفها.. والتحية للدكتورة ليمياء عبد الغفار خلف الله الأمين العام للمجلس، وهي تواصل ذات الخطى التي بدأتها الأستاذة الدكتورة ست النفر الأمين العام السابق للمجلس.. آملين أن يزدهر المجلس لأجل أن يكون معروفاً من حيث الأهمية وتكامل الأدوار في تصويب جهة اتخاذ القرارات الصائبة وفق الإحصاءات السكانية السليمة في ظل عهد السجل المركزي العام.. والتحية كذلك لكل العاملين بالمجلس الذين يعملون في صمت وخلف كواليس مصادر الوسائط الإعلامية.