توقفنا في العدد السابق عند المسكوت عنه في حوار مدير التلفزيون، ونواصل اليوم ما أثاره محمد حاتم في لقائه مع «الإنتباهة» وقوله: تلفزيون السودان وبالأرقام هو الأعلى مشاهدة والأعلى في الإعلانات، ولم يقل من أين أتى بهذه الأرقام وأي دراسة كشفت هذه الإحصاءات أم أنه عدّ كمية الأطباق بالسودان والتي قال إنها تقدرب «مليوني» طبق حسب زعمه أم أنه كلام الاستهلاك والشطط، فإذا سلّمنا بصحة مقولة التلفزيون هو الأعلى إعلانًا فينبغي أن يكون الأكثر إيراداً مضاف إليها مليارات وزارة المالية والتي تدفعها بانتظام، تكون المحصلة الحتمية حينها تلفزيون بلا ديون وبلا حقوق منتزَعة وبلا غضب عاملين في العيد. تناول اللقاء الصحفي محور عدم الوفاء باستحقاقات العاملين إلى أن وصل الأمر إلى حد الاحتجاج والاعتصام ورفع اللافتات المندِّدة ولعلها السابقة التي لم تحدث حتى على مستوى قنوات الأنظمة المنهارة، كان حوش التلفزيون أول ميدان تحرير بالسودان، يقول المدير في ذلك: «هناك فرق بين المرتبات والحقوق، ووفقاً للائحة البرامجية» فإن كان الأمر كذلك فلماذا والمالية ملتزمة بدفعياتها وتلفزيون السودان الأكثر إعلاناً وإيراداً فلماذا الضائقة؟ وأين تذهب هذه الأموال؟. أنتقل لمحور آخر فقد جاء حديث عن أهل الدراما وأفضل ما جاء به المدير قوله «إنهم ناوين مجرد نية أن ينستروا معهم في العام 2012م ولهم العتبى حتى يرضوا»، حقيقة هذا حديث من لا يستحي، وصمتنا على هذه المسألة أبلغ من أي رد إلا أنه يذكِّر بطرفة شائعة يتناقلها العاملون بالتلفزيون وتقول إن موظفًا كبيرًا بالتلفزيون له مدير مالي اسمه «اللازم» وفي أحد الاجتماعات قال الموظف الكبير لبعض العاملين يجب أن نرشد الصرف وينبغي ألا نصرف أكثر من اللازم فردوا عليه بتهكُّم «نحن قادرين نصرف قدر اللازم؟!!». نعود لأخطر ما ورد في حوار محمد حاتم بقوله نصاً عندما أجاب عن التساؤل: لماذا لم تشر لوزارة الإعلام في ظل هذا التصور لإعلامٍ حديث؟ «سكت وابتسم.. ثم أجاب»: وزارة الإعلام تجربة يجب أن تختفي.. بهذا أراد محمد حاتم أن تختفى أعظم تجربة سيادية لاستكمال بناء وإدارة أقوى نظام إعلام بالبلاد، كما أنه أراد للجهة المنوط بها إبراز الإمكانات السودانية والفرص المتاحة في ميادين الاقتصاد والمال والسياحة وخدمة السياسة الخارجية والتبشير بها أن تختفي، وكان عليه أن يقول إن الذين يديرون الإعلام في بلادي غير موفقين وينتقدهم انتقاداً محترمًا يدفع بعملهم للأمام هذا إن كان صادقًا في زعمه ولكن يبدو أن خلافه الشخصي مع قيادات رفيعة بالوزارة جعله يعمل بنظرية عليّ وعلى اعدائي خاصة عندما أفشلت الوزارة سعيه لطرد مدير إدارة الأخبار والشؤون السياسية. * أفق قبل الأخير تصويب: تناولنا في عددنا السابق حديثا عن مصوري التلفزيون المشاركين في غزو أمدرمان والصحيح أنهم يتبعون لمؤسسة الفداء التي تنتج ساحات الفداء، وقد خرجت كاميرا التلفزيون بعد استتباب الأمن في اليوم الثاني، لذا وجب التصويب. أفق أخير: المبدعون يصنعون من «الفسيخ شربات» والفسيخ في القناة أكثر من «اللازم».