أكثر من مناسبة دفعت بي لإجراء هذا الحوار، المناسبة الأولى ما يمثله قطاع الشباب بالوطني من قاسم مشترك في حل القضايا داخل الوطني أو خارجه، والسبب الآخر أن الوطني الحزب الوحيد الذي أحدث ثورة حقيقية في قطاع الشباب وتمكينهم في مفاصل الدولة والحزب. ورغم تقييم الناس للتجربة سواء كانت بالإيجاب أو السلب فإن التجربة جديرة بالاحترام، وسبب آخر أن تجربة الحوار الوطني والإصلاح، أكثر المعنيين بها شريحة الشباب، وأخيراً الشخص الذي أحاوره خبير في الشؤون المصرية وله دور في تطوير تلك العلاقات، ومع الأحداث الأخيرة في مصر والتطورات في العلاقات بين الدولتين، كان من المناسب أن نلتقي بمدير مكتب الوطني بالقاهرة السابق، نائب أمين الشباب بالوطني د. وليد سيد فماذا قال؟. يرى البعض أن الوطني يتقدم خطوة ويتراجع خطوات وليس خطوتين حول مسألة الحوار الوطني؟ يا اخي الوطني لديه قناعة راسخة بمبدأ الحوار وبدأ ذلك منذ العام 89 بمؤتمر الحوار الوطني واقول لك بصراحة ان الوطني استطاع ان يقدم حلولاً لكل الأسئلة الحرجة التي مر بها السودان منذ الاستقلال، وتلك الاسئلة الحرجة مثل الهوية والتنمية ونظام الحكم والسلام والاقتصاد، الامر الآخر الوطني استطاع ان يقدم الحلول الدائمة وليست الحلول المؤقتة ويدل على ذلك ان لديه رؤية في ادارة شأن البلاد. ولكن لماذا الحوار الآن؟ هناك ظروف استدعت الحوار الآن، أهم تلك الظروف الاصلاح الداخلي للحزب وواحدة من ادوات الاصلاح الحوار الداخلي لتقييم التجربة وتجاوز السلبيات، وحوار خارجي مع الاخرين لا يستثني أحداً والتي حددت لعدد من الشرائح السياسية الاولى أحزاب حكومة الوحدة الوطنية الذين هم شركاؤنا في الحكومة ولابد ان نبدأ بهم وهم تحملوا معنا الاتهامات من الاخرين بانهم جزء من الوطني، وثانياً أحزاب المعارضة، والشريحة الثالثة الحركات المسلحة، والرابعة كل الناس الذين لا ينتمون والذين لديهم قضايا واضحة للجميع وبالتالي سنمضي في الحوار دون اجندة، أما قضية ان الوطني يتقدم أو يتأخر في الحوار هذه ليست صحيحة هناك حوار مستمر كهدف استراتيجي لا يمكن ربطه ببعض الاجراءات التكتيكية التي فرضت علينا. ولكن في مسألة الصادق المهدي يرى البعض أنكم لا تريدون حواراً؟ ليس صحيحاً ولكن اتهام الصادق المهدي للقوات المسلحة بتقويض النظام الدستوري، لاول مرة في العالم ان الامن لا يلجأ للاعتقال مباشرة وانما يلجأ للدستور يقدم بلاغاً لنيابة الجرائم ضد أمن الدولة واعتبر هذا تطوراً للعملية السياسية يجب ان لا نربط الحدث الطارئ بالهدف الاستراتيجي، لذلك نقول ان الحوار مع حزب الامة سيستمر وسوف نتصل به مرة اخرى، إذاً ليس هناك خطوة الى الخلف وخطوة الى الامام، بل جميع خطواتنا الى الامام ولكن يجب ان نفرق بين الحوار الاستراتيجي وعدم السماح بهدم قوانين الدولة وسيادة القانون، وعلينا جميع ان نرتضي بسيادة القانون سوى الوطني او حزب الامة. أنتم متهمون بالفشل في إدارة الدولة بدليل أن الحوار جاء بعد أكثر من عشرين عاماً؟ هذا كلام أعداء الحزب وكما قلت لك ان الوطني قدم اجوبة لكل الاسئلة الحرجة منذ العام 56 لم يستطع احد الاجابة عليها، الان نعالج ليس قضايا الانقاذ فقط وانما قضايا السودان كله، الآن هناك حلول سياسية واقتصادية ودستور وحكم فيدرالي، تلك القضايا كانت الحكومات الوطنية تستخدم فيها الحل المؤقت أردنا أن نستخدم فيها الحل الدائم، وانا أؤكد لك ان الوطني الان في اقوى حالاته وليس في اضعفها كما يتصور البعض وانا اعتبر اشراك الاخرين نوعاً من الاصلاح وعندما نقول اصلاح يعني هناك سلبيات. يعتقد البعض أن الإصلاح في الوطني ليس حقيقياً وأن عملية الإصلاح في الظاهر وأن هناك جسماً يدير الحزب من الخارج؟ قال من الذي يقول ذلك هذا كلام غير صحيح كل قياداتنا في الوطني التي خرجت من الباب من الحكم، لا يمكن ان تدخل من الشباك ذلك لصدقهم ونزاهتهم والتزامهم التنظيمي وتقديمهم للشباب واحساسهم بان يقدموا القدوة، وهم الان اعضاء في المكتب القيادي وفي البرلمان وقياديون في الحزب، لذلك بحكم تجربتهم وخبرتهم لابد أن نستشيرهم نحن كشباب وأمانات متخصصة، والذي يدير الحزب الان نائب رئيس الحزب بروفسير غندور. هل يتحمل الوطني وزر كثير من القضايا التي تمرالآن بالبلاد؟ الناس يتهمون الوطني بثلاثة اتهامات وهي التفريط بانفصال الجنوب، والوضع الاقتصادي، والوضع السياسي المتأزم، الاتهام الاول ليس لنا دخل فيه ونحن نعتبر اتفاقية السلام أنموذجاً لكل الاتفاقيات التي وضعت في العالم، حيث قدم الوطني ما فيه الكفاية حتى تكون الوحدة جاذبة، اما مسألة الاقتصاد نحن في حرب مستمرة قبل توقيع الاتفاقية العام 2005 وهذه الحرب اللعينة أهدرت كل موارد الدولة، وهي سياسة شد الاطراف التي تنتهجها الولاياتالمتحدة، وبالتالي الانفاق كان اكثر على الحروب والتأمين لدرء المؤامرات الخارجية على البلاد، الامر الآخر العقوبات الامريكية اثرت على البلاد بصورة كبيرة ما انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي، والامر الاخير ذهاب «70 %» من موارد البترول بعد انفصال الجنوب، اما مسألة الوضع المتأزم نحن ندعو الاحزاب لعدم التشكيك في الحوار، وأن لا تقف بعيداً او تقف موقف المتفرج وعليها ان تتواصل لكسر الجمود. ولكن بعد «23» عاماً هل تأخر الحوار؟ لا لم يتأخر وانما مستمر منذ العام 89 عند إقرار وثيقة مؤتمر حول قضايا الحوار السياسي، واكبر شاهد ان الحزب الشيوعي عقد مؤتمره في عهد الانقاذ لاول مرة، وحتى الآن الحوار مستمر مع اليساريين وغيرهم ومع كل القيادات، مشيراً إلى الاتفاقيات التي وُقِّعت في السابق في جيبوتي واسمرا. رغم ما قلته ولكن هناك عدم ثقة في الحكومة؟ صحيح ان هناك عدم ثقة ولكن الحديث بان الوطني لا يفي بالعهود والمواثيق ليس صحيحاً، وقلنا لهم اعطونا دليلاً بان الوطني لا يفي بالعهود والمواثيق، ولكن الى هذه اللحظة لم يعطونا شيئاً، ولاحظ ان الوطني تنازل طواعية عن منصب النائب الاول بعد نيفاشا، وتنازل عن حصته في البرلمان من اجل ان تكون الحركة الشعبية شريكاً في الحكم في السابق، وتنازل للمعارضة وأن واحداً من قيادات المعارضة مثل ابو عيسى دخل البرلمان في اطار صفقة بين الطرفين، وما كان لابو عيسى ان ينجح ولم ينجح أبداً في الانتخابات البرلمانية من قبل. إذن كيف للوطني وهو يقدم كل تلك العرابين ويتهم بذلك، ولكن الاتهام يراد به التشكيك في الحوار الذي يجري الآن. الحوار الذي طرحه الرئيس بعض الأحزاب تشكك في جدواه؟ صحيح وطبيعي وفي الوطني قدنا حوارات عديدة لمسنا هذا التشكيك، ولكن الرئيس قدم ضمانات للجميع لكسب الثقة. بعض الاحزاب استغلت الحريات للتأليب ضد الحوار وحاول البعض الآخر قيادة التعبئة ضد الحوار، وكان من باب اولى ان تشكر الاحزاب الوطني على ذلك، ونريد ان نعمل كشف حساب بيننا والوطني في ادارة البلاد وعلينا ان ندفع بالحوار الى الامام حتى ولو افضى الحوار ان يذهب الوطني الى صفوف المعارضة، ولكن بالعكس المعارضة استغلت مناخ الحريات بتأليب الناس على الحوار ولكن السؤال ماذا بعد الندوات أين هي المعارضة؟، والندوات الكلام مكرر والمواطن اصبح واعياً ويفهم ماذا يراد من تعبئته ضد الوطني، على المعارضة ان تقدم البديل، إذاً الذين يشككون في الحوار هم الاقصائيون يريدون ان يذهب الوطني هكذا دون انتخابات ودون حوار. بعض المحللين يرون أن الحوار لم يأت إلا بعد تعرض الحكومة لضغوط خارجية؟ ليس صحيحاً ان الحوار نتيجة لضغوط خارجية او داخلية ،ولكن صحيح هنالك مؤامرات على السودان، وطيلة عمر الانقاذ ظل السودان مستهدفاً في موارده، أيضاً هناك بعض المحاولات من ابناء السودان لتشويه هذه الصورة في الخارج ويتخذون من المعارضة باباً للاسترزاق، لذلك يقولون في السودان ما لم يقله مالك في الخمر وهو أمر مؤسف، وبالتالي ما يطرحه الرئيس للحواران يقود كل الشعب السوداني الحوار، وليست محاولة من الوطني للهروب من أية قضية ولكن من باب الاصلاح لا يريد ان يجابه لوحده كل التحديات ويريد ان يشرك الاخرين معه، ولذلك اذا تقدم الوطني خطوة على الاحزاب ان يتقدموا خطوتين للالتقاء في منطقة وسطى. نحن لا نريد ان نسبق الحلول برؤيتنا، ولن نقبل على الحوار دون اجندة وعلينا ان نحافظ على وحدة الوطن. هناك أمران حول قضية المهدي يرى البعض بأن توقيتها سيء والأمر الآخر ينظر لها البعض على أنها مسرحية؟ الصادق رمز كبير ووطني ومهم داخل الحوار، ولكن ما تم كانت تدعو له المعارضة بان يسود حكم القانون، ولكن يريد البعض ان يتشكك في جدية الوطني في الحوار الوطني، الآن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، والقضية قانونية وعلينا ان لا نتدخل فيها ومن باب اولى اعلاء شأن القانون ونحن في الوطني قدمنا قيادات للمحاكمة. ولكن البعض يرى أن المهدي حليف للوطني كيف يستقيم ذلك؟ المهدي ليس حليفاً للوطني بالعكس هو ضمن أحزاب المعارضة، غير انه متفق معنا في برنامج الحوار الوطني. المهدي ليس حليفاً وهو خارج أحزاب حكومة الوحدة الوطنية، نحن نقول انه في مخرجات الحوار يجب ان نخرج متفقين حول أمات القضايا الوطنية ولسنا متحالفين، وانا اتمنى من حزب الامة ان يغير مواقفه. ألا يؤثر توقيت القبض عليه على الحوار؟ لا يمكن ذلك هذا قانون ولا يمكن عبر باب الحوار ان يكون مدخلاً لاي شخص ان يتحول لمهاجمة القوات المسلحة، وعلى المعارضة ان تراجع موقفها من هذا والقانون لا ينتظر الحوار وعلينا ان نسير كل مسار في اتجاهه. ألا يمكن للوطني أن يتدخل لإطلاق سراح المهدي؟ الوطني لا يمكن ان يتدخل في حكم القانون، ومع الاسف نحن نتحدث بلسان مزدوج ان يمضي القانون دورته في البلاد، وفي نفس الوقت نريد ان نتدخل سياسياً لمنع القانون. ولا يستقيم ذلك وإذا فعل الوطني ذلك يمكن ان يتهم بان له دور في عملية القبض على المهدي، وهذا غير صحيح. رشحت بعض التسريبات بوجود من يعارض الحوار داخل الحزب من القيادات؟ أصلاً لا يوجد في الشباب أو الطلاب او القيادات من يقف ضد الحوار، كل قواعدنا تدير الحوار اليوم وهو حوار متقدم، لم نسمع ذلك حتى في المركز، كل مخرجات الزيارات خارج المركز مؤمنة بالحوار هذه تهمة تقول ان الوطني غير متماسك، وانا اؤكد لك ان الوطني متماسك وطرحه متماسك ومؤمن بالحوار من أعلى قيادات إلى أقل عضو بالحزب.