هاجس انتشار المخدرات الذي زعزع أمن كثير من الأسر والجهات الأمنية المختلفة وضع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أمام تحدي كبير للحد من انتشار المخدرات بالسودان وطورت الإدارة من قدراتها وذلك بإدخال أجهزة الحاسوب والأنظمة في عمليات حفظ المعلومات وبرامج التسجيل الجنائي ومتابعة البصمات، وتمتلك الإدارة أجهزة للكشف والتعرف على الأنواع المختلفة للمخدرات بالإضافة إلى أن السودان وقع على الاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة المخدرات والتعاون مع الدول ومختلف المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال باعتبار ان مشكلة المخدرات متحركة ومتحولة وليست ثابتة «الإنتباهة» جلست لرئيس قطاع العمليات بالادارة العامة لمكافحة المخدرات العقيد شرطة/ منور محيي الدين محمد وحصلت على معلومات شاملة حول المخدرات وكيفية مداركة الظاهرة. * هناك أنواع جديدة من المخدرات تظهر في فترات متقاربة كيف تنظرون اليها؟ إن اكثر أنواع المخدرات في السودان هو القنب وهو كذلك من أكثر الأنواع استخداما في العالم ويرجع ذلك لأسباب عديدة، أهمها أنه منتج زراعي تصلح زراعته في مختلف مناخات السودان المختلفة ينتج كميات من القنب «البتقو» الذي يتم في بعض المناطق، وكذلك تنتشر إساءة استخدام العقاقير الطبية التي تعرف بالمؤثرات العقلية لاحتواء بعضها على مواد مخدرة. وفي الآونة الاخيرة نجحت الادارة في ضبط كميات كبيرة من البنقو ووضع خطط ساعدت في شح كمياته وارتفاع أسعاره لمستويات كبيرة مما اضطر المتعاطين للبحث عن البدائل المناسبة فظهر الحشيش الاثيوبي «الشاشبندي» الذي يهرب الى السودان من اثيوبيا، وكذلك برزت مشكلة استخدام القات وهناك انواع اخرى من الحبوب المخدرة ظهرت في السودان اهمها عقار الكبتاقون الذي يهرب للسودان من سوريا ولبنان وتنظر الادارة لهذه المشكلة باعتبارها تحولا طبيعيا يتماشى مع سمات مشكلة المخدرات حيث انها مشكلة متحركة ومتحولة وليست ثابتة ودائما نجد تجار المخدرات يبحثون عن انواع جديدة من المخدرات وأسواق ومستهلكين جدد لكن الادارة تعمل على تقليل هذه الكميات من الأنواع الجديدة بتغير خططها بالصورة التي تمكن من الحد من دخول هذه الأنواع للسودان. ** الاستخدامات للعقاقير الطبية كمخدرات «حبوب الخرشة» والادوية الكحولية ما جهودكم في ذلك؟ هناك بعض الادوية والعقاقير الطبية التي تحتوي على مواد مخدرة وهذه العقاقير تستخدم للعلاج النفسي وبعضها يعتبر من قاتلات الألم التي تستخدم عقب العمليات الجراحية وغيرها من الادوية هذه العقاقير تقود للإدمان لذا وضعت ضوابط في انتاج واستخدام هذه العقاقير وهذه الضوابط أبرزها ان تصرف هذه العقاقير بوصفة طبية من طبيب مختص وبجرعات معلومة حتى لا تؤدي للادمان لذا وضعت ضوابط في انتاج واستخدام هذه العقاقير وهذه الضوابط أبرزها أن تصرف هذه العقاقير بوصفة طبية من طبيب مختص بجرعات معلومة حتى لا تؤدي للادمان، برزت في العالم أجمع مشكلة إساءة استخدام العقاقير، وفي أمريكا مثلاً أصبحت هذه المشكلة متسارعة وتزيد من انتشار تعاطي المخدرات الاخرى بحوالي ستة أضعاف ترتكز هذه المشكلة على عدة عوامل أهمها أن هذه العقاقير أصبحت تهرب إلى داخل السودان ولا تدخل عبر الطرق الشرعية وحتى الأنواع التي تدخل عبر الطرق الشرعية تتسرب كميات منها للتعاطي واساءة الاستخدام بسبب ضعف الرقابة. ** الإتجار بالمخدرات واحدة من الجرائم العابرة للحدود التنسيق مع الجهات المختصة بالمكافحة؟ جريمة المخدرات جريمة عالمية تديرها عصابات عالمية تتكون من جنسيات مختلفة وهذه العصابات على درجة عالية من التنسيق والكفاءة وتقوم هذه العصابات بتهريب الانواع المختلفة من المخدرات عبر العديد من الدول وفي سبيل اكمال ذلك لابد من وجود جنسيات مختلفة من البلدان التي تهرب اليها هذه المخدرات او البلدان التي تعبر عبرها هذه المخدرات من دول الانتاج الى دول الاستهلاك وفي سبيل تم ضبط العديد من العصابات. ** حدثنا عن الاتفاقيات الدولية للتعاون في كيفية القبض على الهاربين من عصابة المخدرات؟ بالفعل عقدت اتفاقيات الدولية في مجال مكافحة المخدرات والزمت الدول فيما بينها بالقبض علي هذه العصابات وذلك بتبادل المعلومات وتنفيذ عمليات التسليم المراقب وهي ان تسمح الدول بمرور المخدرات عبر أراضيها وبعلمها بغية القبض على كل مكونات العصابة أو الشبكة وبذلك يتحقق هدف كبير وهو تفكك هذه الشبكات لأن القيض عليها جزء منها لايؤثر عليها وانما يتم تفكيكها بالقبض على كل عناصرها، وفي مجال التعاون الدولي والاقليمي فان للسودان علاقات ممتازة مع العديد من الدول، وقد تم تبادل للمعلومات والتنسيق وتنفيذ بعض العمليات بنجاح بفضل هذا التعاون خلال العام 2013تم ضبط «3» كيلو من الهيروين بفضل تبادل المعلومات مع الاجهزة النظيرة وخلال هذا العام تم ضبط «2,5» طن من حبوب الكبتاقون المخدرة بفضل التنسيق مع جهاز مكافحة المخدرات بلبنان الشقيقة بالاضافة للاتفاقات الدولية التي تلزم الدول على التنسيق فقد وقع السودان العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجال المكافحة مع كل من « مصر - السعودية- سورياالاردن- ليبيا » وغيرها من الدول وهذه الاتفاقيات بجانب التنسيق وتبادل المعلومات وتنفيذ العمليات المشتركة يتعدى دورها الى التعاون في مجال التدريب والتعاون القضائي وتقديم الدعم المادي وغيره.