اليوم تقرع الأجراس لبداية عام دراسي في ولاية الخرطوم. قبل ايام قلائل تذكرت وبصحبتي عدد من الاصدقاء بداية العام الدراسي في ازمان سابقة. لم يكن هناك هم للكتاب المدرسي ولا الادوات الدراسية الاخرى في بال اولياء الامور. لم يكن هناك هم للزي المدرسي ولا الترحيل ولا الرسوم الدراسية. الحياة كانت رائعة بالخدمات التي توفرها الدولة من التعليم والصحة وغيرها من اساسيات الحياة المعيشية. وفي ذاك الزمان كان التعليم جيداً في كل شيء.. معلمين وتلاميذ ومستلزمات الدراسة. اليوم يبدأ عام دراسي جديد والكثيرون يحملون هموم الرسوم الدراسية ان كان في المدارس الخاصة او الحكومية. ملايين الجنيهات تدفع في المدارس الخاصة ورغم ذلك هناك بعض المدارس لا تتوفر لديها البيئة الجيدة للدراسة. وبعضها أصحابها عبارة عن تجار لا يهمهم التعليم ومخرجاته بقدر اهمية جمع المال. قبل سنوات قليلة كانت ابنتي الكبرى تدرس في احدى المدارس الخاصة «ذائعة الصيت» ولكنني فضلت عدم اكمال دراستها في تلك المدرسة لجشع صاحبها. وبعد فترة قليلة صادفت عدداً من اولياء امور بعض التلاميذ الذين كانوا يدرسون في تلك المدرسة وعلمت أنهم أخرجوا أبناءهم من تلك المدرسة لذات السبب. صاحب تلك المدرسة التي يروج لها بصدارتها للمدارس الخاصة عقلية تجارية لا علاقة له بالتعليم، وغيره كثيرون يفكرون في المال دون التعليم. يجب ان تقف وزارة التربية والتعليم كثيراً عند محطة المدارس الخاصة وممارساتها للتعليم. لا ننكر ان بعض المدارس الخاصة تستقطب افضل المعلمين «المعتقين» وتحقق الكثير من النجاح ولكن أيضاً الكثير من هذه المدارس لا تهتم كثيراً بالتعليم. وبعضها كل شيء «بالمال» وبالرغم من ذلك لا تلقن اطفالنا التعليم السليم. تلك المدرسة «الخرطومية» التي ذكرتها كثيراً كانت تلقن أبناءنا معلومات خاطئة على اساس انها صحيحة. تناقشت كثيراً مع المسؤولين بها ولكنني اكتشفت انهم لا يأبهون بالتعليم بقدر الاهتمام بأموالهم. وزارة التربية والتعليم ساهمت كثيراً في انتشار المدارس الخاصة باهمالها للمدارس الحكومية. في المناقل تكاتف اولياء الامور في احدى المدارس واستطاعوا نقلها من المرتبة الاخيرة للصدارة في كل شيء. حولوا بيئة المدرسة الى جاذبة كما انها ساهموا في استقرار المعلمين والنتيجة كانت تحقيق نسبة نجاح «100%». ان كان اهل المناقل نجحوا بامكانياتهم البسيطة في استقرار المعلمين وتفوق مدرستهم فوزارة التربية بامكانها فعل الكثير بمدارس السودان. اليوم تقرع الاجراس وتقرع معها بنود الصرف على التعليم.