سقوط جماعي لكل الفضائيات السودانية، وأكاد أذكر بدون استثناء لولا بعض المبادرات والأفكار الجديدة من إحدى القنوات الخاصة، أما فيما عدا ذلك فسقوط مدوٍ وقتل فرحة العيد عند المشاهدين الذين تعودوا الاستمتاع ببرامج جاذبة، كما كان الحال في السابق وكثرت البرامج المقلدة.. وكثرت الوجوه التي تطل لأول مرة على الشاشة بدون مقدمات أو تدريب أو معرفة لأبجديات العمل التلفزيوني. سألت مخرجاً كبيراً في تلفزيون السودان عن هذا الغثاء الذي أصاب المشاهدين فكانت إجابته الساخرة.. وما المسؤول بأعلم من السائل، فالمسألة مادية بحتة والعاملون في التلفزيون محرومون من مستحقاتهم وكذلك المتعاونون والفنانون، وكان شعار برامج العيد هذه المرة.. «ألا استعانة بأي مذيع أو مذيعة أو مطرب أو مطربة أو ضيف له ثقل، لأن الشعار الاستعانة بمن لا يسأل عن مستحقاته المالية». تصوروا كان هذا حال فضائياتنا وعلى رأسها التلفزيون العجوز، وأحمد الله أنني لم أشاهد كل القنوات ولا كل البرامج، ولكن القليل الذي شاهدته جعلني أضرب كفاً بكف، وكذلك كان يفعل كل من علق على برامج التلفزيونات حتى قبل أن أسأله. صديق عزيز من شايقية عطبرة وما أكثر الشايقية في عطبرة.. صاح في وجهي (ياخي كرهتونا غناء الطمبور) وأوضح بل طالبني بالمرور على أربع قنوات في تلك اللحظة وكلها تبث أغاني طمبور ومنها قناتان تبثان نفس المغني.. ووجدت ما قاله صحيحاً.. المأساة في ضعف الأفكار وندرة أصحابها وكذلك تجد البرامج كلها مكررة لدرجة الملل.. قناة تسرق فكرة البرامج النسوية من الخارج، وتقوم بقية القنوات بالتقليد الملل الأعمى.. وكذلك الحال في برامج ال TACK SHOW .. الحوارية. مطرب أو مطربة مغمورة جداً يحاورهما أو تحاورهما مذيعة مستجدة وتسألهما عن تجاربهما وكيف يقضى يومه أو تقضى يومها مع أنه وأنها بدون تجربة وبدون يوم. بسبب الحنين للحبيبة قناة النيلين كنت أحرص على مشاهدتها، ويزداد الألم وتكاد الدموع تطفر ومحمد فضل الله يقدم سهرة عيدية يغني فيها المطرب الراحل الفاتح قميحة ويتولى خطف المايكرفون منه الشاعر التجاني حاج موسى.. وسهرة أخرى من تقديم صديقنا أبوعبيدة البقاري الذي ظننته ضيفاً ولكنه كان مقدماً وكان الضيف قريبه الدكتور صديقنا محمد محيي الدين الجميعابي وكلاهما يرتبط بعلاقة مصاهرة مع فريد عصره محمد حاتم سليمان وإلا لما صار البقاري مذيعاً، وأحزن لصديقي وبلدياتي الأخ محمد أبشر عوض السيد مدير القناة الذي لا يعلم شيئاً عنها وعن عائداتها المالية كما اعترف لي بذلك.