الأمين العام لجمعية الصداقة السودانية اليوغندية: يظل السودان بموقعه الجغرافي المتفرد وتركيبته السكانية الموغلة في العمق الإفريقي والمتشربة بالسحنة العربية والثقافة الناطقة بها مزيجاً لا يضاها، وحضارة ضاربة في قدم الوجود الإفريقي، كل ذلك الإرث أهله للإمساك بزمام المبادرة أحياناً كُثر في الشأن الإفريقي، رغم تحديات الحصار الجائر المفروض عليه، والتشويش الإعلامي المكثف ضده، والقصف الأمريكي الجوي المدمر لأهم منشآته الحيوية، والزحف العدواني البري المسلح على أطرافه، وإزكاء بؤر التوتر والصراع عنوة، واشعال نيران الفتن ودعم الاحتراب القبلي، وتشطيره إلى نصفين، وفوق ذلك تسليط سيف المحكمة الجنائية الدولية على رقاب رموزه الوطنية وقياداته السياسية. لكن السودان بكل هذا الإرث التاريخي، وخبرة وحنكة أهله، وولاء شعبه العاشق للحرية والرافض للزل والهوان والتركيع يقف كالطود الأشم في مواجهة كل تلك التحديات، ويفتح زراعيه لأبناء القارة الإفريقية الباحثين عن الحقيقة وسط الركام الإعلامي الغربي المضلل، إذ احتضنت الخرطوم وفد القيادات الدينية الإسلامية من دول وسط وشرق وجنوب إفريقيا من قبل، فزاروا السودان في «2008م» للتعرف على طبيعة المشكل الدارفوري بعد تصاعد الحملة الإعلامية الدولية ضد السودان، وسيطرة دعاوى وإفتراءات الإبادة الجماعية والاغتصاب على أهل دارفور، وإلتقوا حينها بالنازحين مباشرة في معسكراتهم والحكومات الدارفورية وأعضاء بعثة اليونمويد، ومن ثم قدموا تقريراً أولياً منافحاً عن شعب السودان في الأممالمتحدة بنويورك وفي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وواجهوا قضائها بالحقائق المجردة، بعد صدور قرارات المحكمة بايقاف بعض المسؤولين الرسميين السودانيين. إلا أن هذه المبادرة الشعبية لرجال الدين المسلمين الأفارقة تطورت بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامرها بإيقاف الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير والرئيس الكيني أوهورو كينياتا ونائبه وليم روتو بدعاوى إرتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية. فبادر رجال الدين المسلمين بالاتصال برجال الدين المسيحيين للوقوف صفاً واحداً ضد المحكمة الجنائية الدولية التي استهدفت الرموز الوطنية الإفريقية ذات التفويض الجماهيري، وتكللت تلك الجهود بتكوين مجلس إفريقي للأديان African lnte - religus الذي قاد المبادرة الشعبية الإفريقية لرجال الدين لمناهضة المحكمة الجنائية الدولية. ففتحت الخرطوم مرة أخرى ذراعيها واستضافت المؤتمر التأسيسي للقيادات الدينية الإفريقية في الفترة من «25 29 مايو 2013م». بقاعة الصداقة، برعاية كريمة من رئاسة الجمهورية، وأصدر الملتقى الإفريقي الجامع لرجال الدين المسلمين والمسيحيين إعلان الخرطوم الأول، والذي كان من أهم توصياته توسيع قاعدة المشاركة للقيادات الدينية الإفريقية في هذا المنبر الوليد، وبفضل اللَّه انعقدت فعالياته بمدينة كمبالا بجمهورية يوغندا في الفترة من «1 2 يوليو 2014م»، بمنتجع «ميونيو» السياحي الشهيرة، درة وتحفة الجمال وسحر الطبيعة المسكوب، حيث يعانق الماء السلسبيل خضرة البساط الأنيق على شطه، مع ألق في العمارة المكسوة بالذوق اليوغندي الرفيع، كل ذلك البهاء والحضور الفخيم كان في مطلع الشهر الكريم الذي أبى إلا وأن يطفي من روجه وريحانه على جلسات المؤتمر ومخرجاته. انعقد المؤتمر تحت شعار «دور القيادات الدينية الإفريقية في صياغة أهداف الألفية، في إطار أجندة التنمية لمرحلة ما بعد عام «2015م». كان لحضور سعادة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني وتشريفه بمخاطبة الجلسة الافتتاحية، وموافقة جمهورية السودان المشاركة بوفد عال المستوى وموافقة الرئيس الكيني أهورو كينياتا المشاركة بوفد رفيع التمثيل كل ذلك أعطى المؤتمر أهميته وزخماً إضافياً متجاوراً البعد السياسي لإبعاد التدين والإصلاح الخلقي وتحديد بوصلة الإرشاد الروحي لألفية قادمة، لرجال الدين الأفارقة فيها شأن. وعلى حسب توصية مؤتمر الخرطوم التأسيسي الذي أوصى بتوسيع دائرة المشاركة في هذا المجمع الإفريقي، أمن المؤتمر القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية من شرق ووسط وجنوب وغرب إفريقيا، والقيادات الدينية للطوائف الهندوسية والبهائية في إفريقيا، والقيادات المسيحية من البروتستان الألمان ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة لمنظمة الدين من أجل السلام ومنظمة الرؤية العالمية، بجانب المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الإفريقي ووكالات الأممالمتحدة والبنك الدولي، وترأس وفد السودان الأستاذ/ عبد الباسط عبد الماجد نائب الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية والبروفيسور/ عبد الرحيم علي عبد اللَّه الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية، والأسقف/ عبد اللَّه علي عبد اللَّه ممثلاً لمجلس الكنائس السودانية، والدكتور/ محمد يوسف عبد اللَّه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني والذي تم اختياره ناطقاً باسم مجموعة السودان. هذا الحضور النوعي الكثيف هو اعتراف ضمني بأهمية الدور المتعاظم المرجو أن تلعبه القيادات الدينية الإفريقية في تحسين أوضاع القارة الإفريقية في المرحلة القادمة. وتحقيق مساهمتها في إدارة الشأن العام على الصعيد الإفريقي والعالمي، وأخذها بزمام الأمر مبكراً في صياغة أهداف الألفية لمرحلة ما بعد عام «2015م». كخطوة مهمة لبسط القيم الروحية في عالم مضطرب، واستعادة دور القارة الإفريقية في إدارة الحوار حول القضايا العالمية، كل تلك الأهمية دللت على نجاح الدبلوماسية الشعبية السودانية الداعية لعودة البشرية لجذورها الروحية. الجلسة الافتتاحية: رسم الحضور في الجلسة الافتتاحية لوحة واقعية لطبيعة التعايش الديني الإفريقي الذي تعيشه الأسرة الإفريقية في المنزل الواحد، وتحتضنه الأقطار الإفريقية بين أحشائها في وئام وتآخي، عاشت به وستعيش به سنيناً طويلة، الشيخ/ شعبان رمضان موباجي رئيس المجلس الأعلى للتعايش الديني اليوغندي رئيس المؤتمر رحب بالضيوف وحيا المؤتمرين على استجابتهم للنداء الإفريقي، وذكر أن وحدة أهل الأديان هي صمام الأمان لخلق مجتمعات الفضيلة والتسامح وأن ما ينتظر الحضور طموحات وآمال لشعوب القارة الإفريقية التي أصبحت تعاني من الهدم المنظم للقيم والأخلاق والعادات والتقاليد التي تحافظ على تماسك الأسرة الإفريقية، ثم تعاقبت القيادات الدينية في مجالس التعايش الديني الإفريقي في مخاطبة الجلسة الافتتاحية. إلى أن جاء دور فخامة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني رئيس جمهورية يوغندا، الذي رحب بالقيادات الدينية الإفريقية وشدد في حديثه على ضرورة تحمل تلك القيادات الدينية لمسؤولياتها في تعزيز السلام الاجتماعي والتعايش الديني، ودعا إلى بذل الجهد لتوحيد الصف الوطني الإفريقي ونشر قيم التسامح واحترام الرأي الآخر والبعد عن التطرف والتشدد. الموضوعات والأوراق التي ناقشها المؤتمر ناقشت قمة القيادات الدينية الإفريقية بكمبالا الموضوع الرئيسي للمؤتمر وهو «دور القيادات الدينية الإفريقية في صياغة أهداف الألفية في إطار أجندة التنمية لمرحلة ما بعد عام «2015م». قدم عدد من الخبراء والمشاركين أوراقاً هامة لخصت التحديات التي تواجه تنمية القارة الإفريقية وتتسبب في الفقر والحروب والنزاعات والمرض والجهل والفساد والاستغلال والحرمان والأزمات السياسية والاجتماعية والتدهور البيئي وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الذي يؤدي إلى تغيير المناخ. الورقة الأولى: تناولت «القضايا المستجدة وفرص الشراكة مع المنظمات الدينية» قدمها السيد/ شارلس أبو قير/ المدير الإقليمي للأمم المتحدة لحملة الإلفية، نادت الورقة بضرورة تحسين الشروط التجارية للقارة الإفريقية، وتوطين التكنولوجيا في قارة إفريقيا، وحل مشاكل الديون، وحشد الموارد الوطنية والخارجية لتمويل التنمية، وإعمال مبدأ الشفافية والمحاسبة لمحاربة الفساد، ومنع تهريب الأموال الإفريقية لخارج القارة. الورقة الثانية: كانت بعنوان: «ملامح الإطار التنموي، غايات، وأهداف التنمية المستدامة» قدمتها السيدة/ أتينو أندومو من المكتب الإقليمي للأمم المتحدة لحملة الإلفية، حيث جعلت مرتكز حديثها نحو الموقف الإفريقي الموحد بشأن أهداف الإلفية خلال السنوات المقبلة، وتم تلخيص الموقف في خمس محاور رئيسة هي: 1/ هيكلة الاقتصاد لتحقيق النمو الشامل. 2/ تحسين مستوى العلوم والمعارف والقدرات التكنولوجية وخلق بيئة مؤاتية للإبتكار والإبداع. 3/ جعل الإنسان الإفريقي محور التنمية. 4/ المحافظة على البيئة، وحسن إدارة الموارد الطبيعية، وتقليل مخاطر الكوارث. 5/ توفير التمويل والشراكات لأجندة تنمية ما بعد عام «2015م». الورقة الثالثة: جاءت بعنوان «موقف القيادات الدينية الإفريقية من أهداف الإلفية» قدمتها السيدة/ جورجين كيقين والأسقف/ جون باتريك نقوي كاسونقو تنازلت الورقة تصور القيادات الدينية الإفريقية وأصحاب الشأن في القارة الإفريقية في صياغة أجندة الإلفية لما بعد «2015م» لتكوين ميثاقاً جديداً يكون شاملاً لشواغل الجميع، ومتضمناً متطلبات النهضة الإفريقية وتعزيز التكامل الإفريقي، وتحقيق تطلعات القارة، وأهداف الإلفية. تداول المؤتمرين تداول المشاركون خلال يومين حول الأوراق المطروحة. بتعليقات مباشرة وأسئلة، بجانب الكلمات والأوراق التي قدمتها الوفود المشاركة والتي كانت بمثابة مواقف تعبر عن وجهات نظر كل وفد. ولعل أهم المجموعات التي شاركت بمداخلات بجانب القيادات الدينية، ممثلين للشباب والمرأة والمعاقين والمتعايشين مع مرض الإيدز. وخلصت المداولات إلى تحديد أهم القضايا التي يجب أن تضمنها في أهداف الإلفية الجديدة. بعد ذلك تعهدت القيادات الدينية الإفريقية بترقية السلام في كل دولة. وبين المجتمعات، وتعزيز الحوار، والتعاون بين الطوائف الدينية، والاهتمام بالشرائح الضعيفة في المجتمع من الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقين والمرضى والسعي لإنهاء الفقر، وتطوير النماذج الاقتصادية التي من شأنها الإسراع بوتيرة التنمية، كما تعاهدوا بتقديم النصح والإرشاد للمجتمعات والحكومات، وتعميق القيم الروحية وتوفير مقومات القيادة الرشيدة. كما قرر المؤتمر مشاركة القيادات الدينية الإفريقية في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة بغرض الإسهام في صياغة أهداف الإلفية، كما قرر المؤتمر قيادة حملة إفريقية جديدة أسوة بحملة الديون لتنفيذ قرارات المؤتمر. مشاركة وفد السودان في المداولات لقد تجلت أهمية مشاركة وفد السودان في المؤتمر في ربطه بين مخرجات وثيقة إعلان الخرطوم التأسيسي الأول والشعار الجديد الذي انعقد تحت لوائه المؤتمر، حيث قدم وفد السودان ثلاثة مداخلات تركزت حول الخطة المرسومة للإلفية «2015م»، ومن خلال المداخلات أكد الوفد على أن معاناة إفريقيا ناجمة من فقر الأخلاق والقيم الإنسانية التي تعاني منها المجتمعات المتقدمة، والتي سمحت لنفسها باستغلال الشعوب الضعيفة واستعمارها ونهب ثرواتها وتجريم قياداتها الوطنية وتخويفها لمنعها من استقلال قرارها الوطني. وأوضح وفد السودان أن القارة الإفريقية تعاني من الفقر المعرفي الذي يحرم الشعوب من استغلال مواردها بنفسها ولصالح شعوبها، وأن دور القيادات الدينية الإفريقية في هذه المرحلة يكمن في ترسيخ المفاهيم القيمية والأخلاق النبيلة التي تحكم مسار البشرية على هدي الشرائع السماوية السمحة، وتقديم الأنموذج والقدوة الحسنة، ومحاربة الفساد الذي أعطى الحق للشعوب المتقدمة أن تستغل ضعف الآخرين، إحياء قيم التصالح الاجتماعي والتوافق السياسي، مشددين على أن تتقدم القيادات الدينية الإفريقية الصفوف لصياغة المبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي كضرورة حتمية لمنفعة الشعوب الإفريقية والمستضعفة. وقد وجد الموقف السوداني من خلال مداخلات أعضاءه الاستحسان، واختير السودان عضواً في لجنة الصياغة، وسيكون السودان من ضمن المجموعة التي ستشارك في التفاوض في الجمعية العامة للأمم المتحدة. لتضمين القيم الأخلاقية المطلوبة في وثيقة الإلفية القادمة. وكالعهد بممثلي السودان في المحافل الدولية والإقليمية فقد تقدم السودان بطلب استضافة جلسات المؤتمر القادم في خرطوم السودان، الشيء الذي جعل المؤتمرين يعبرون عن سعادتهم وفرحتهم بتلك الاستضافة التي ستقوي من شكيمة هذا المنبر المتميز حتى يرتفع صوت الفضيلة والتسامح في التعامل بين الشعوب الإفريقية على أساس القيم الدينية. وبعد انفضاض جلسات المؤتمر الرسمية عقد أعضاء الوفد السوداني اجتماعاً مطولاً لتقييم مخرجات المؤتمر، وللتحضير المبكر لاستضافة المؤتمر الثالث لرجال الدين الأفارقة في السودان، وقد خلص أعضاء الوفد للنتائج التالية: 1/ أمن الحضور على أهمية استمرار رعاية رئاسة الجمهورية في السودان لهذه المبادرة الشعبية الإفريقية، على أساس أن قضية المحكمة الجنائية الدولية ما زالت تحدياً للدول الإفريقية جميعها، كما أن قضية دارفور هي الأخرى ما زالت موضع الاهتمام المحلي والعالمي، وأن القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية التي بادرت بزيارة دارفور مرتين هي موضع تقدير الشعب السوداني وحكومته. كما أن دعوة تلك القيادات الدينية الإفريقية لتحمل مسؤولية الدفاع عن القيادات الإفريقية بعد توسع دائرة الاستهداف ليشمل فخامة الرئيس الكيني أهورو كينياتا ونائبه وليم روتو، وبروز إشارات لضم فخامة الرئيس يوري موسفيني للقائمة المستهدفة بعد مناهضته لقانون المثليين في يوغندا، الأمر الذي دفع بفخامة الرئيس يوري موسفيني للإعلان عن الملأ في احتفال تنصيب فخامة الرئيس أهورو كينياتا أن المحكمة الجنائية الدولية هي عبارة عن أداة استعمارية تستهدف الشرفاء من أبناء القارة الإفريقية ويجب مناهضتها. تم ذلك قبل أقل من شهرين من إنعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للقيادات الدينية الإفريقية في الخرطوم في «2013م». 2/ أمن أعضاء الوفد على أهمية موافقة رئاسة الجمهورية على استضافة المؤتمر الثالث للقيادات الدينية الإفريقية في الخرطوم العام القادم مواصلة لجهود السودان في دعم الحراك الشعبي للقيادات الدينية الإفريقية. والتي طورت منبر القيادات الدينية المسلمة لدول حوض البحيرات لمبادرة إفريقية شاملة تهتم بكل القضايا الإفريقية الحيوية التي تؤثر على إتباع الديانات المختلفة في القارة الإفريقية وقياداتها. 3/ وضع نتائج مؤتمر كمبالا موضع الاهتمام البالغ، من باب استمرار الاهتمام بمخرجات مؤتمر الخرطوم التأسيسي الذي حول علاقة القيادات الدينية الإفريقية من الحوار إلى التعاون المشترك لخدمة أتباع الأديان المختلفة وتحرير القارة من الهيمنة السياسية والتبعية الاقتصادية الخارجية. 4/ اقترح أعضاء الوفد تكوين لجنة بقيادة مجلس الصداقة الشعبية العالمية ومجلس التعايش الديني السوداني، تحت رعاية رئاسة الجمهورية تضم في عضويتها الجهات الشعبية الأهلية والرسمية والجهات ذات الصلة مثل هيئة علماء السودان، مجمع الفقه الإسلامي، جامعة القرآن الكريم، الجامعة الإسلامية، جامعة إفريقيا العالمية لإنجاح هذا المجهود الشعبي الديني الذي وحد القيادات الدينية الإفريقية والمؤمل منه أن يحدث تقارباً في المسافات بين أتباع الديانات، ويمنع الغلو والتطرف ويحقق السلام والاستقرار على المدى البعيد. 5/ الجميع ثمن على الرعاية الكريمة لفخامة الرئيس يوري موسفيني لأعمال المؤتمر ولدقة التنظيم الذي قام به مجلس التعايش الديني اليوغندي ولأمينه العام الشيخ/ شعبان رمضان واللجنة المنظمة. كمبالا تحسن استقبال الوفد السوداني لقد خصت الحكومة اليوغندية واللجنة المنظمة للمؤتمر الوفد السوداني بمعاملة رفيعة المستوى، مما انعكس ذلك على نشاط وفاعلية أعضاء الوفد ومكنهم من لعب الدور الريادي الذي شرف السودان ولعل ذلك كان رسالة طيبة من الحكومة اليوغندية أرادت أن تبعثها لحكومة الخرطوم لرفع درجة التطايب الشعبي بين البلدين. المؤتمر كان سانحة طيبة للقيادات الدينية الإفريقية لملء الفراغ الروحي الذي ساد العالم الذي جرد التشريعات والسياسات الدولية من القيم الروحية وآدابها التي تهذب البشرية وتجنبها دواعي الانحراف الخلقي ،فالعالم سيظل غير آمن، تطغى عليه مظاهر الظلم والاضطهاد والاضطراب طالما الجانب الروحي في إقصاء مستمر من مواثيق المؤسسات الدولية.