قبل أيام طالعت كتاب في قمة الروعة والجمال، للكاتب المصرى الساخر (أحمد رجب) وقبل أن أتصفح ما بداخله كان عنوان مقالي هذا في ذهني أجمع فى خيوط الفكرة لترى النور عن الكلام الفارغ،، وأجمل ما كان في تفاصيل ذلك الكتاب أن ما جاء به يطابق واقع ما كنت أبحث عنه بالسرد والتفصيل،،،، فالكلام حسب علمي ثلاثة او انواع، كلام مليان،،، وكلام فارغ،،،، وكلام مليان كلام فارغ!! لذلك نجد ان الحكمة وصفت وصنفت (ان كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب!! وفي مجتمعنا السوداني كثيرون جدا يتحدثون الكلام الفارغ للفراغ الذي تعيشه مجتمعاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية!! فالسياسة اصبح المتحدثون عنها يتحدثون الكلام المليان كلام فارغ،، فلا أجد سياسة تمارس بالمعنى المعروف لنا منذ القدم الكل يتحدث بهوى النفس والاطماع دون المبادئ فراغ في كل شئ الضمير والفكر واكاد اجزم ان كل الاحزاب السياسية قل ما تجد فيها من يحمل هم قضيته او ينفذ في فكر،،، فالامة والاتحادي والشعبي واحزاب اليسار وحتى الوطنى تعيش حالة من التوهان لذلك ما يتحدثون به يوم هو كلام فارغ واكثر ما يدهشني ان كلامهم الفارغ يجتهدوا ويخسون في ترويجه اموال طائلة فى الاسفار الخارجية وما رحلة السياسى العجوز بحزب الامه لباريس الا دليل على ان كلامهم مليان كلام فارغ لانه لم يأتِ بجديد ولم تتشكل رؤاهم لتخطو بها البلد الهلكان خطوه للامام هرج وكوراك لا يثمن ولا يغني من جوع،، بل انه عاد كما لم ذهب!! شوية حركات واجتماعات ودوشة اعلامية وكلامية وبطولات جوفاء وجلوس لمفاوضات لا جديد فيها،،، وقبل اسبوع تقريبا اصر على احد اصدقاء الامس الذى اتحاشى الحوامه معاه لدواعى امنيه يعلمها هو!! وكانت دعوته لى ان اذهب معه لحضور ندوة بميدان شهير بوسط العاصمة وكان المتحدث من اشهر رجال ذلك الحزب الاسلامي الكبير جلست في اخر الصيوان حتى اعتلى المتحدث المنبر وبدا حديثه بهدوء وبسمات وتدرج حتى أصبح يرغى ويثور!!! يتفنن في الكلام يستخدم اللباقة وفصاحة اللسان ويضيف من الآيات والحديث واقوال الجهاد ولكني كنت على قناعه تامه بأنه يتحدث كلام مليان كلام فارغ!!! وهو على قناعه بذلك فالمتحدث على قناعة تامة بان ما يتحدث عنه من كلام فارغ لن يصلح ما أفسده الدهر وكنت كل ما يزيد حماسة بكلمات أسرق النظر للجالسين حولى حتى ارى فيهم من تحدثه نفسه فى التفاعل والحماس لذلك الكلام ولكني للأسف اجد كل الحضور مشغول فمن يجاورني كان منهمك بالوات ساب واظنه مع احب صديقات العمر لاني لمحت صورة فتاة متبرجة وحقيقية ارسلت له ويراسلها باهتمام شديد،،، أما الذي يجلس امامي فهو رجل فوق الستين راح في نوم عميق لدرجة الشخير عذرته فلا حياة لمن تنادي (فالنوم موت)،،، وحاولت ان ابحث عن صديقي صاحب الاصرار على الدعوة وجدته مركب سماعات هاتفه في اذنية ويتحدث بهمس فى امور الدنيا الاخرى،،،، وبعد ان انتهت الندوة سألت احد الموجودين بخبث المحاضرة دى كانت عن شنو انا يادوب جيت؟؟ ضحكت عندما رفع كتيفاتو (انا زاتي مانى عارف) قالوا تعالوا وجينا ياعمنا ده كلو كلام فارع انصرف من امامي وهو في غضب ونقنقه طويلة فلا فائده فيما سمع،،،، اما الكلام الفارغ الذي يمارسه الآخرون بعيداً عن السياسية فهو ما نسمعه في المجالس الاجتماعية والبكيات فالواحد يتحدث عن امر وكانه من عرابه الا انه لا يمت للواقع بشيء ويجهل كل تفاصيله والدليل على ذلك حديث ذلك الطفيلي الذي وجدته في عزاء بمدينة المهندسين والمتوفي تربطني به علاقة رحم ودم واعلم كل تفاصيل وفاته فظل صاحب الكلام الفارغ يحكى عن تفاصيل موت المرحوم وعن ما تعرض له من تعذيب أدت لوفاته!! وعن اشياء تستغرب فيها وفى طريقة سردها وكلها كلام فارغ فقط يحاول البعض انعاش المجالس بحديث وحكى لا فائدة منه البته لا يراعى فيه الصدق والامانة،،، ومن الاشياء التى ارتبطت بكلام فارغ الجرائد فالناس يحسبون ان ما يكتب فى الصحف لا مصداقيه فيه وذلك لان كثيراً من الاخبار والمعلومات تظهر عناوين ومانشيتتات في تلك الصحف وما ان يمر عليها يوم حتى يتم نفيها ان فيها عدم واقعية او صدق ولذلك تجد الكثيرون يشبهون الكلام الفارغ بكلام جرائد ساكت،،، وعندما يقول الانسان للاخر ياخي ده كلام ساكت اى انه كلام ما عنده معنى والساكت هو الصامت،،، وفى بعض الاحيان تجد بعضهم يكتب كلام طويل ويسرد قصص وروايات لاتجد فيها ناتج ايجابي يحكى عن صراع الكاردنال او الارباب ويتوعد في حديثه ندى القلعة ويمن على انه صنع احمد الصادق مذكرا له حفظ الجميل او يكتب عن اصطحابو للسمؤل فلان ويتفشخر ويتبوبر بارفاق صورة من داخل الطائرة الرئاسية وكانه يحاول ان يثبت للقارئ انه زول دولة وفردة الوزير او الرئيس عدييييل، وتجد حوار صفحة كاملة فيها من الذكريات التى لا فائده منها ولا يعود على القارئ بفائده ولو ثمن الجنيهات التى اشترى بها الصحيفة وكل ذلك لان حديثه كلام فارغ،،، لذلك لابد من التريث في القول واتباعه بالعمل فما يقوله المسؤول الكبير من كلام فارغ نسمعه وننتظر الايام التى هي ليست ببعيدة حتى نطاق الكلام بالايفاء بما جاء في تفاصيله وعلى هؤلاء ان لا يراهنون بزكائهم على غباء الآخرين فإن كانت منابر الحديث مفتوحة لكم فصمت هؤلاء ليس غباء ولكن لحكمة آثروا فيها الصمت الطويل وملخص قولي ان الكلام الفارغ عمرو ما كان شكر او ثناء لقائلة وان المتداول الآن في معظم ما ذكرت هو كلام فارغ وكلام مليان كلام فارغ لأنه بعيد كل البعد عن الواقع يجب ان نبنيه يوماتي بلد عالي وبلد غالي وعلى قول الشاعر، (ما بنبنيه فرادي لا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية حنبيه البنحلم بيه يوماتي)، فدعونا نتحدث الكلام المليان بالوطنية وتعاليم الدين السمحة وكلام الحديث والسنة وفوق ذلك ليكن كلامنا كلام القرآن الكريم ذلك القول الحق الذي هو صالح لكل زمان ومكان نجدد به العهد ونعيد به الحماس ونصطحب فيه سيرة الشهداء والصالحين ونغتدى بما تركوه لنا من دروس وعبر نسمع ما يقوله المسؤول والراعي بحماس ونفس نقية كنقاء حديثهم نتحمس ونتمسك بالمبادئ والفكر الذي يطرحوه علينا طالما ان حديثهم هو حديث مليان ومليان كلام مليان ما كلام فارغ.