[email protected] في رحلة عمل جويه بين الرياض واحد المدن السعوديه الاخرى ، كنت اتصفح صحيفة الرياض السعوديه لاول مره في حياتي حينما وقعت عيناي على عمود صحفي بعنوان الفرق بين مصداقية العربيه وحيادية الجزيره ، لسبب ما اثار في هذا العنوان شجون شتى فوجدت نفسي اغوص في المقال بكل حواسي ،، كانت كلمات انيقه لكاتب سعودي حصيف يعرف كيف يمتع القاريء دون ان يخدش حياءه اويؤجج مشاعره او يثير مخاوفه ..يخاطب ذكاءك بهدوء ويدعوك للابحار في كلماته بكل رفق مودعا امامك كل خيارات الرفض بدون وعيد او تملق،،لتركب قاربه وتنظر الى حيث يشير وهو منفرج الاسارير وانت مرتاح الضمير .. كان الرجل يتحدث عن الفرق في نقل الاخبار للمشاهد بين مباديء العربيه وحرفية الجزيره ،،وبغض النظر عن ما توصل اليه في خاتمة مقاله ،فقد امتعني حتى الوله ،،في سرده وتحليله والسبب في ذلك ليس قدرته على الاقناع وحرفيته في الكتابه ..اتدرون ما السبب !! مكمن السر كان في تناوله لخبر واحد عارضا بكل شفافيه طريقة تناوله بواسطة الجزيره واسلوب عرضه بواسطة الجزيره ،،ولم يكذب الرجل ذكر بصدقية عاليه ماسمعناه كلنا على القناتين ،،واشار بكل احترافيه الى موضع العطب وجعلنا نقرر بقناعه تامه ماهية كل .. بتجرد ومسؤوليه! الحقيقه هي كلمة السر السحريه ،،التي تفتح القلوب وليس اي كلمة اخرى (وأي.. هنا مطلقة فوق كل الكلمات بلا استثناء).. لذلك اعود هنا (لحوشنا ) السوداني الكبير لاقول اننا نسمع ونقرأ كل شيء (وكل هنا مطلقة فوق كل الكلمات بلا استثناء) إلا الحقيقه في السياسه السودانيه ..حكومه ومعارضه ،،مؤتمر وطني وجبهه ثوريه ،،فضائيات وصحف ورقيه وصحف الكترونيه من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومن اعلى الهرم الى اسفله .. ويتساءل الناعمة افكارهم من بيننا – وهم غالبية الثائرين – عن صمت هذا الشعب بل ان بعضهم يطعن في اهليته وشجاعته ..لماذا يصبر على كل هذا الاذى وماذا ينتظر ؟ ولانني ادنى من ان اتكلم باسمه .. اجتهد مستأذنا اياه في الحديث عن ما احسه ..عل بعضه يكون جزءا من الامه الكبيره ،، السبب ياسادتي في الحقيقه التي افلت شمسها عن فضاءاتنا السودانيه منذ امد بعيد ..السبب في امتهان الكذب على العقول الواعيه بالفطره والانوف التي تشتمه حتى اذا ادخلت رؤوسها في زجاجات الكولونيا. لتقنع شعبا خرج على النميري في اوج عنفوانه وسطوته ثم عفا عنه رغم كل جرائمه وبطشه ،،لتدفع شعبا وهب للصادق المهدي كل الفرص حتى خارت قوى الرجل وامتهن التنظير،، ثم مازال يحترمه (لكن لايعتقد فيه )،،لتركب على ظهر شعب ترك للانقاذ الوطني كل هذه المساحه من عمر الوطن لتكذب وتتوب ثم تكذب وتنافق ثم تكذب وتستفيق ثم تكذب وتبطش وتفسد ثم تكذب ولاتعود.. ويصبر عليها كل ذلك .. ولا يستجيب لاي نداءات ثوريه . فإن ذلك يعني شيئا واحدا .. ان الحقيقه مازالت ضائعه ..ان الجميع مازال يكذب .. وهو يعلم !! أيها الناعمة افكارهم!! وصدق الرسول الكريم القائل (رحم الله امرؤا سمحا اذا باع .. واذا اشترى ..واذا قضى .. واذا اقتضى).. الشعب يبحث عن الزول السمح .. والطرح السمح ،،وفي السماحه لايوجد كذب .. ولذلك يجب ان تتعلموا درس الشعب (بالعصر يوماتي) ..ان تكون ثائرا ..لايكفي فمن قبلك كانوا ثائرين ،، وان تكون محايدا لايكفي ،،فالحياد هو الوجه الاخر للكذب السياسي ،، فقط ان تكون صادقا فيما تقول وتتركني انا لاقرر مايجب .. فن العظماء الذي لايجيده غيرهم . ولان مثل (المهاتما غاندي) اعظم من ان يوجد في ساحاتنا السياسيه الان.. سنغرق اكثر وسيتعاظم كرهنا لبعضنا البعض .. هذا مع كل الاسف..