صفاء الفحل لكل شخص الحق في تركيب وصناعة مواقفه الشخصية حسب رؤيته وطريقة تفكيره وتحليله للأحداث ويبقي (النشاز) والتقييم (النهائي) في إذا ما خرجت المواقف خاصة (الوطنية) من حب للذات ومحاولة صناعة تاريخ ذاتي أم أن الأمر مرتبط بعمل وطني حقيقي حسب رؤيتك وهل جاء من خلفية الإستفادة من التاريخ القديم فأنت لا تمنح شرف المشاركة في المستقبل إذا لم يكن لك بصمات في ذلك التاريخ القديم. فهل وافق معز عمر بخيت المعروف بمواقفه الصلبة والعنيفة ضد الكيزان والحكم العسكري الدكتاتوري بأن يكون جزءا من تلك (الدائرة) المنبوذة ليس منه وحده، بل من كافة الشعب السوداني أم أنه يدخل برؤية شخصية وبعد آخر لا نراه نحن (المتعصبون) ضد الدكتاتورية العسكرية والمجموعة الكيزانية التي حوله، المشبعون بهذه الكراهية التي قد تكون أعمت بصيرتنا عن أشياء أخرى يراها هو ولا نراها نحن. وأنا لا أريد ان أظلم الرجل الذي دعمني بقصيدته العصماء (ومارميتي اذ رميتي بالحذاء يا صفاء) بعد حادث حذاء مجموعة الموز والتي مازال صدى دعمها المعنوي يتردد في جوانحي ويدفعني للمزيد من الصمود، ولكنني أخاف عليه الخوض في تجربة (جحر الأفعى) التي خاضها قبله (الأعيسر) فخرج في نهاية المطاف خالي الوفاض من ناصع التأريخ وشكر الوطن ومزلة العودة. وحتي الآن لا يمكننا الحكم على رؤية (شخصية) لم تبدأ لذلك النطاس البارع في مجاله فربما كان أيضاً يمكنه العوم في دهاليز السياسة القذرة بذات البراعة رغم أننا نشك في الأمر الذي ما تزال في حكم الغيب وننتظر حتى يبدأ الحديث والعمل و(المواجهة) ونأمل قبل ذلك ثباته في مواقفه الوطنية القديمة والإعتذار عن المنصب إذا لم يكن واثقاً بأن في إمكانه مواجهة تحديات الإمكانيات المعدومة في ظل حكومة معزولة دولياً وصراع داخلي محموم على السلطة والثروة والعمل (وحده) بلا ارتكاز على مجموعة مليشيات وجماعات تتقاتل وتتصارع تحت شعار (حكومة) لا وجود حقيقي لها على أرض الواقع .. أما إذا ما كان يسعى لمجد شخصي فمرحباً به في مزبلة التأريخ فليقول وداعاً لكل تاريخه الناصع ولن نحكم حتى يبدأ لنعرف ما يريد. والثورة ممتدة ولن تتوقف .. والقصاص والمحاسبة شعار لن يسقط .. والرحمة والخلود لشهدائنا .. الجريدة