يحكي أحد الظرفاء أن جدته التى تعيش في الولاية الشمالية كانت تنظر للسماء وهي ملبدة بالغيوم وترفع يدها للمولى عزو وجل وتقول «اهل القضارف يحتاجونها». تلك الدعوة له اهداف نبيلة اولها ان اهل الشمال ينقص اقتصادهم بالامطار ويزيد ذات الاقتصاد في الولايات الاخرى. وفي هذا العام رفع الكثيرون ايديهم لله حمداً وشكراً للامطار التى روت مشاريعهم. وبعضهم رفع الاكف لله ليعوضه عن خسائره التى اتلفها الخريف. والامطار الاستثنائية التى شهدها السودان هذا العام جعل بعض الشباب يفكرون في الوقوف الى جانب المتأثرين «بشدة» من خريف الخرطوم تحديداً. استفاد هؤلاء الشباب من تقنيات العصر«الواتساب» لتكوين مجموعة «جانا الخريف» التي وقف عليها الاخ عثمان الجندي. استطاع الجندي من «لم شمل» الكثير من الناشطين الطوعيين والاعلاميين والاطباء وغيرهم من فئات المجتمع ليخدموا المجتمع «حسب قدرتهم». جانا اصبح الاسم الثابت ليتغير بعد انتهاء الخريف للعمل الطوعي والخيري في كافة المجالات وليس مساعدة متضرري الامطار والسيول فقط. اصبح اعضاء المجموعة اسرة واحدة اتفقوا على تقديم الخير راجين الثواب من الله عز وجل . نجحت المجموعة في اسعاد بعض الاسر المحدودة الدخل والتى ابتلي بعض افرادها بالمرض. واسعدت بعض الاسر بالمساهمة في توفير سبل كسب العيش الحلال. وبالامس نجح عضو المجموعة عثمان عولي في التنسيق لزيارة اهل التصوف والقرآن في محلية شرق النيل. زار اعضاء جانا مسيد ام ضوابان حيث القرآن والتقابة والغسيل الروحي. كان في استقبال جانا بالمسيد الخليفة الجد وعضو المجلس الوطني عمر عبدالرحيم. حينما شرحت فكرة جانا للخليفة قال لهم «لقيتو ضالتكم في ام ضوابان». ام ضوابان كذلك عرفت بعمل الخير ومساعدة المحتاجين وحل مشاكل المجتمع اينما وجدت. جانا اصبحت امتداد للمسيد في العمل الخيري والطوعي. الخليفة نبه الى ضرورة العمل بعيداً عن الدولة والاستفادة من الخيرين ورجال المال واصحاب القلوب النقية. السودان ملئ باصحاب القلوب الناصعة الذين يسعون للخير ويحبونه اكثر من حب البخيل للمال. وبعد تناول وجبة الافطار التى اعدت بعناية فائقة، تحركت المجموعة لمنطقة العيلفون. اهل العيلفون اكدوا وقفتهم مع جانا في كل مشاريعها الخيرية. ووقفت المجموعة على العديد من الاماكن الاثرية التى تحتاج للكثير من الاهتمام بالعيلفون. شكر لا محدود من جانا للخليفة الجد واعيان العيلفون لكرم الضيافة وروعة الاستقبال. الزيارة تعتبر البداية الحقيقية لعلاقة مستقبلية بين جانا واهل التصوف والارث الحضاري في شرق النيل. عولي كان الاكثر سعادة بزيارة ارض التصوف خاصة وانها شهدت مشاركة العضوين الفاعلين النور معني وعادل شريف. معني ينتظر منه الكثير وهو صاحب اللمسات الرائعة في الاعمال الخيرية والطوعية. امس تحول الاسم الى «جانا الصوفية».