المخططات السكنية الفاخرة دائمًا تحظى بالخدمات الكاملة الأمر الذي يجتذب إليها المواطنين لشرائها، ولكن بعض هذه المخططات تعود لتلغي بعضًا من هذه الخدمات أو تقليصها بغرض الاستفادة من مساحاتها لزيادة الربح وكأنما تلك الخدمات هي جزء من خطة تسويقية غير صادقة مستهدف بها المواطن الذي يقع فريسة لتلك الدعاية ويفاجأ فيما بعد بواقع مغاير.. ومخطط الشهيد أبو دجانة أو ما يعرف ب «مخطط سبأ» بمنطقة سوبا هو أحد تلك المشروعات.. «الإنتباهة» وقفت على أرض المخطط لتكشف مشكلات أهل هذا المخطط وتستمع إلى شكواهم. يقول عبد العزيز رئيس اللجنة الشعبية بالمنطقة: أصل الأرض التي تم البناء عليها كانت تتبع لجامعة الخرطوم وتم تحويلها بصورة ما للصندوق القومي للتأمين الاجتماعي قام الصندوق القومي بتخطيط الأرض وتقسيمها لقطع سكنية وعمل بنيات تحتية لها مثل شبكة طرق أسفلتية وشبكة مياه وميادين وساحات ومساحات لرياض أطفال ومدارس وميدان عام للخدمات فيه ميدان لكرة القدم وسوق ومخفر شرطة ومسجد ومدرسة قام الصندوق القومي بالترويج لبيع القطع بهذا المخطط موضحًا أن فيه الخدمات المذكورة أعلاه والتي أصبحت بعد البيع ملكًا للمشترين بحسب العقد وأن المشترين قاموا بدفع قيمة الخدمات والأراضي ضمن القيمة التي دفعوها للقطع التي اشتروها بناء على التسهيلات والخدمات المصاحبة المعروضة وكانت بداية التوزيع في حوالى عام 2002م.. في الفترة بعد شهر رمضان السابق جاء بعض الأشخاص يحملون خرطًا وأوراقًا وذكروا أن هنالك حوالى 200 قطعة سكنية قد تم توزيعها لهم في الميادين بهذا الحي علمنا بأن جهةً ما قامت ببيع الميادين وكثير من المواقع المخصّصة للخدمات العامة لهؤلاء الناس وتشمل هذه المساحات المستقطعة ميادين عامة ومدارس وطرقات.. الأمر المهم والمحيِّر أنهم قاموا باستقطاع مساحة حوالى 1400 متر مربع من مساحة المسجد التي تبلغ في الأصل حوالى 4000 متر مربع بالرغم من أن تسليمه قد تم من قبل من قِبل الأراضي والمساحة، وتم استخراج الكروكي له وتصريح البناء وتم بناء المسجد بواسطة أحد المحسنين، ولما كان المبلغ الذي قام هذا المحسن بتخصيصه لهذا المسجد محدودًا فقد تم بناء المسجد بمساحة أقل وتم عمل خطة لمرحلة ثانية لتوسعتة من الناحيتين الشمالية والجنوبية إلا أن عملية القطع أو البتر التي جاءت الآن جعلت الشارع العام على بُعد أقل من ثلاثة أمتار من جدار المسجد الأيمن مما يعني محو خطة التوسعة بالإضافة إلى تشويه وضع المسجد.. مما تقدم ذكره يتضح تخبط السلطات المختصة بهذا الشأن من أراضٍ وتخطيط ومساحة وغيرها، وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق مع المواطن والتصرف في حقوق الغير وعدم الاكتراث لبيوت الله في الأرض وحرماته، ومن مثل هذه الأعمال تتوالى علينا المصائب. وللوقوف على حقيقة الأمر خاطبنا إدارة الاستثمار بجامعة الخرطوم المسؤولة عن المشروع إلا أنهم لم يردوا علينا إلى الآن كما خاطبنا أيضًا صندوق التأمينات الاجتماعية الذي أكد عدم مسؤوليته عن المخطط بعد عام 2003 حيث إنه دوره كان تسويقيًا فقط.. جاءت هذه التصريحات على لسان مسؤول فضل عدم ذكر اسمه، واتجهنا أخيرًا لوزارة التخطيط العمراني ولاية الخرطوم لكنهم لم يردوا علينا أيضًا.