رؤى.. شابة سمراء اللون تهتم بمظهرها وجمال وجهها أكثر من أي شيء في هذه الدنيا، وما أن سمعت باسم كريم أو مرهم أو خلطة بلدية أو إفرنجية إلا ولطَّخت به وجهها حتى صارت مضرب المثل في «التلطيخ»، بل أصبحت مرجعاً ومرتعاً للتجارب الجديدة عند الأخريات اللائي يردن الدخول في عوالم الكريمات الحديثة.. بمرور الزمن تحول وجه المسكينة إلى شيء ليس له شبيه إلا وجه رؤى، فالألوان تتدرج في وجهها من قاتم إلى فاتح إلى فاقع إلى مُصْفرّ ومُحْمرّ في بعض المناطق.. فاضطُرَّت إلى غطاء وجهها لسببين.. أولهما أنها أصبحت مشوَّهة وقبيحة، والثاني أنها لا تستطيع تحمل أشعة الشمس حتى غير المحرقة.. ولم يقُدْها التفكير إلى المعالجة الصحيحة بل زاد هذا الوضع المعلول من هوسها في رحلة البحث عن الوجه الجميل، وبينما كانت تزور صديقتها إسراء، الفتاة الساخرة التي تستمتع كثيراً بمداعبة صديقتها المنكوبة والتي سألتها عن سر نصاعة وجهها وقالت لها «عليك الله الكريم العاملاه في وشك ده اسمو شنو ؟!!» هنا وجدت إسراء ضالتها لتمارس المكر على هذه المسكينة، فقالت لها: «ده ما كريم دي خلطة خاصة اكتشفها دكتور صيدلي وخطيرة عديل كده، وكان دايراها ممكن أوصفها ليك، فهي تتكون من روث الحمير بعد ما تصبيهو في علبة صلصة كبيرة تكبي فيهو موية بمقدار و «تفقعي» فيهو بيضة وملعقتين زبادي وتتركيهو لمن يتخمر في اليوم التاني وتتمسحي بيهو في الليل».. وتواصل إسراء حديثها مع رؤى وتسألها بطريقة مفاجئة عن وجهها المبدل فترد ب «أنها سمعت نصحية صديقة أخرى وصفت لها خلطة تسمى «االنار ولعت»، وهي خلطة قدر ظروفك بسبعة جنيهات تباع في البوتيك». ضحكت إسراء وقالت: «هذه الخلطة تتكون من كريمات حارقة وتستعمل معها كريماً اسمه توب جل، لوكسيد آر، موفيد وبعض المراهم الأخرى»!!. قراؤنا الكرام.. هذه الحوار واقعي وحقيقي، وقد بحثت عن هذه الأسماء عند صديقي الدكتور الصيدلي فخر الدين الذي أخبرني أنها غير موجودة لدى السجل الصيدلاني بالبلاد، أي أنها مهربة بدليل بيعها في البوتيك، وقال إن هناك مراهم مسجلة تستخدم للحساسية والأكزيما ولعلاج بعض الأمراض الجلدية، وهي على درجة من الخطورة، ولها مضاعفات تتمثل في إحداث إحمرار فاقع على أدمة الجلد تستخدمها البنات لتفتيح البشرة، أي أنهن يستخدمن هذه المراهم للاستفادة من الآثار الجانبية والضارة للأدوية!! ٭ أفق قبل الأخير: فلنعد قراءة هذا الخبر: أعلن المجلس القومي للأدوية والسُّموم عن حظر استعمال «13» منتجاً من مستحضرات التجميل التي تستخدم مُبيِّضات للبشرة، وحذَّر من خطورة تداول وشراء وبيع هذه المستحضرات لعدم مأمونيتها ومطابقتها للمواصفات. وأكد المجلس أن قرار الحظر جاء نتيجةً لاحتوائها على مواد يُمنع استخدامها في مستحضرات التجميل، مثل مادة الزئبق والاستروئيد والهيدروكينون، وذلك لتسببها في أضرار صحية بالغة، وتحتوي قائمة المستحضرات المحظورة على كريم ديانا وبوهلي وكريم ميكاكو المبيِّض، وكريم بايو كاروت وكريم كارولايت وكريم رابيد كلير وأخريات. ٭ أفق أخير رؤى.. استخدمت وصفة صديقتها إسراء وكلفت سيد اللبن أن يأتيها بالمادة الخام للكريم الذي نقترح أن نسمية «الوجه معفن»!!