ابتهال ادريس رفض رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني مصطفى عثمان إسماعيل على لسان الحكومة، الاعتذار لرئيس حزب الأمة الصادق المهدي، مؤكداً على حسب ما جاء في أجهزة الإعلام، أن الحكومة لم ولن تعتذر للمهدي، مضيفاً أن ما يقوم به المهدي لا يصب في مصلحة الحوار الوطني، وزاد مصطفى عثمان في سياق حديثه، بأن المهدي الآن فى أكثر مراحله السياسية حرصاً على فش غبينته. واستطرد بالقول «بأن من فش غبينتو خرب مدينتو». الجدير بالذكر أنه من المعروف في الأوساط السياسية، أن عدداً من أعضاء الوطني وكوادره من الخطباء المثفقين وعلى رأسهم د. مصطفى عثمان إسماعيل، هم من أشد السياسيين حنكة واستخداماً لعبارات لغوية في قمة الدقة. وقد وصف حال المهدي ضمن سياق حديثه بالمغبون. والغبين لغة هو ضعيف الرأي، والغبينة من الغبن كالشتيمة من الشتم، والتغابن يعني أن يغبن القوم. وقد ورد في مختار الصحاح أن الغبين يوصف بها الشخص ضعيف الرأي وفيه غبانة في سفه نفسه والمفردة في عاميتنا الدارجة ربما نعني بها الشخص الغضبان أو المكسور أو المظلوم. وبأي حال من الأحوال هو من تعرض لموقف محزن ومؤثر ما جعله يحمل حقداً داخلياً. نعود مرة أخرى حول وصف مصطفى إسماعيل للمهدي بالمغبون لنجده دلالة على السفه والتقليل من الشأن، إضافة إلى الاعتراف بأن المهدي تعرض لما تسبب في إيذائه وجعله يحمل غبينة على المؤتمر الوطني. وفي السياق، نجد أن رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني أكد ان الحكومة لم ولن تعتذر للمهدي، وهذا يقود للحديث حول من المفترض أن يعتذر: الحكومة تعتذر للمهدي أم المهدي يعتذر للحكومة؟ وفي حديث رفض مصطفى إسماعيل ضمنياً بأن الحكومة هي من يفترض أن تعتذر، رغم تأكيدها على أنها لن تعتذر للمهدي. جملة من الخلافات جعلت المهدي يخرج من البلاد ويجتمع بمجموعة من الحركات المسلحة وقطاع الشمال، ويخرج بإعلان باريس، أعقب ذلك التوقيع على اتفاقية نداء السودان بين الجبهة الثورية وحزب الأمة ومنظمات المجتمع المدني، وفي الجهة المقابله نجد أن الوطني أعرب عن رفضه جملة وتفصيلاً لإعلان باريس، وما جاء في حيثياته. وفي حديث البشير في ملتقى نفرة واتحاد مزارعي الجزيرة بقاعة الصداقة، أشار باقتضاب إلى المهدي «الجماعة المشوا هناك ووقعوا خليهم يقعدوا قبلهم ما يجونا». فيما أبدى مصطفى إسماعيل أمله في أن يراجع المهدي موقفه ويعود الى البلاد للمشاركة فى الحوار. حزب الأمة كان من أوائل الأحزاب التي أيدت الحوار الوطني وانضمت له كواحد من الأحزاب ذات الوزن والثقل السياسي الكبير، إلا ان اعتقال الصادق المهدي على ضوء تصريحاته الأخيرة حول تجاوزات ارتكبتها قوات الدعم السريع في دارفور، غيرت موقف الحزب من المشاركة في الحوار ومن ثم مغادرته للبلاد. عضو المكتب السياسي لحزب الأمة ياسر جلال أفاد أن حديث رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني حول عدم اعتذار الحكومة للمهدي جاء رداً على مطالبة فضل الله برمة نائب رئيس حزب الأمة الحكومة بالاعتذار رسميًا للمهدي نتيجة لاتهامه بانه تواطأ مع جهات هي التي رتبت للقاء المهدي مع الحركات المسلحة والثورية، وهذه اتهامات باطلة ومحاولات من الوطني لتشويه صورة المهدي والحزب، وأكد ياسر جلال أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تعقد المشهد السياسي، وأفاد أن المهدي حالياً يعمل على الاتصال بالمعارضة والحركات المسلحة من أجل حشد الدعم والتأييد السياسي فيما يتعلق برؤيته لتحقيق السلام الشامل، وبالنسبة لنا في الحزب فإن المهدي خارج السودان الآن لما يتعلق بترتيبات خاصة بالاتفاقيات وحشد الدعم وبرؤيتنا للتغيير الآن. هذا جزء من خطاب الحكومة الذي لا يشجع على مواصلة الحوار، وكأن الحكومة تغلق الباب أمام عودة المهدي«الحوار بمن حضر»، على حسب ما أفادنا به المحلل السياسي عبده مختار موسى، مشيرًا إلى أن الحكومة لا بد لها من ان تغير لهجتها وتضع في اعتبارها مكانة المهدي، وقد كان رئيساً للوزراء وهو الآن القائد لأكبر حزب سياسي في السودان وأية دولة في العالم تحترم قياداتها، ونحن والحديث لعبده مختار، ضد ما يحدث للمهدي، والحكومة مخطئة في حقه جداً، وهو ممن آمن بقضايا السلام ورفض السلاح وما زال يلجأ للكلمة الطيبة والاتفاقيات السلمية.