{ قبل أعوام قليلة شخصية ضخمة تستغل موقعها وتشرع في شيء يجعل الجهات الأمنية تقوم باعتقال الشخصية هذه .. وتودعها معتقلاً خاصاً .. في انتظار التحقيق و... { وجهة معينة تصبح واسطة { والليالي تقام والهمس!! { والشخصية المشبوهة يطلق سراحها { ثم تنقل إلى مركز جديد!! { قبل سنوات شخصية يصبح لها أتباع. { والأتباع يطلقون نوعاً مدهشاً من الفساد. { وجهات أمنية تغرس أظافرها في أعناقهم وتودعهم الحراسات. { و شيء غريب يحدث. { والجهات المعتقلة هي التي ترفع القضايا بعد ذلك ضد أجهزة محاربة الفساد!! { والوساطات الغريبة بأسلوبها الغريب تنطلق. { بعد قليل الجهات المعتقلة يطلق سراحها.. ثم!! { ثم العربات والأموال كل ما حجز يعاد إليها. { مثلها المتهربون من إعادة أموال الصادر هم الذين يرفعون قضايا ضد الدولة حين تطالبهم بتسديد أموالها { .. وحادثة وحادثة وحادثة.. { والوساطات التي تعرف جيداً ما تصنع تهمس وتنجح.. { والوساطات تنجح بدقة في ما تريده. { وما تريده هو إطلاق روائح الاتهامات بالحق والباطل اتهامات فساد مفاصل الدولة.. { وقبل شهور نطلق هنا ملفات نهب الصادر وتهريبه إلى الخارج. { والدولة الرئيس بالذات يطلق أمراً بالمحاكمات. { والجهات الغريبة تنطلق وتهمس. { وأوامر الرئيس تنزلق من الأبواب الخلفية بهدوء وتتبخر!! { وقبل شهور الرئيس يصدر أمراً صريحاً ودقيقاً ومفصلاً يكفي لحل مسألة المناصير. { والجهات تلك التي لا تستطيع هنا أن تتوسط لعدم حل المشكلة تكتفي بأن تجعل قرار الرئيس يغرق وسط زحام من الأحداث .. ويتبخر!! { وإدارة مكتب الرئيس وإدارة مكتب نائبه كلاهما يغفل عن واجبه الأول «متابعة قرارات الرئيس». { وهكذا الجهات الغريبة تنجح في هدف آخر. { جعل قرارات الرئاسة تبدو وكأنها لا شيء.. { والآن مستشار في مكتب النائب العام يتهم. { والوساطات الغريبة تنشط. { والوساطات تزعم أن مكتب النائب العام يعجز عن تحويل المتهم للقضاء بحجة أنه «محرج لمكتب النائب العام».. هكذا قالوا.. محرج أن يحاكم مكتب النائب العام أمام القضاء. { ودفعة أخرى من روائح الفساد تصعد.. أو محاولة صناعة الفساد. { وصناعة تدمير الدولة تتم بدقة وفي كل ميدان. { والصحف تحمل أمس أن 90% من طلاب بعض جامعات الشمال هم من الجنوبيين. { والجنوب دولة أجنبية وعدو مقاتل و.. و.. { لكن الوسطات تهمس.. تهمس.. وتنجح في جعل جيش من الشباب العدو في معدة الخرطوم.. وإلى درجة تجعل 90% من طلاب بعض الجامعات يحتلون مقاعد طلاب الشمال.. دون أوراق.. ودون جنسية.. ودون شيء يفهمه أي عقل. { وأيام تفجر مشكلة دارفور. «الحرب التي يقودها الإعلام المجنون». { كانت الدولة تقرأ أكاذيب الإبادة ثم تتجه لدعوة إعلام العالم صادقه وكاذبه لتسجيل الإبادة هذه .. أين هي.. فالإعلام الآن في الدنيا كلها هو ما تراه العيون.. العيون.. وليس الآذان!! { لكن الجهات الغريبة تجعل الدولة تكتفي بالتكذيب.. { ولا شيء الآن يرفضه العالم مثلما يرفض التكذيب. { ودارفور تبلغ ما تبلغ وبالعبقرية هذه. { وأسلوب صناعة الفساد يتخذ وجهاً مناسباً لكل شيء.. في كل يوم وحين سقطت عمارة جامعة الرباط كان الاتجاه القوي يذهب لفتح التحقيق وعلناً فكل أحد الآن يعرف أنه لا فساد في الأمر لكن الجهات تلك تهمس والتحقيق يسكت. { ومثل الجرح الذي يغلق على الصديد حمى الاتهامات تصعد وتزدهر في أجواء رائعة. { ومشروع الفيلات الرئاسية واتهام وتحقيق ثم تدخل وسكوت ثم رائحة فساد.. رائحة تصنع بدقة. { ثم.. ثم. { والدولة التي تشرع في إصدار قانون قبل شهور قليلة يجعل الفشل الإداري نوعاً من الفساد .. الدولة هذه عليها الآن إحياء قانونها هذا.. ثم تطبيقه ابتداءً على نفسها. { والدولة إن كانت تتبع الجهات الهامسة هذه لأنها بلهاء فالدولة إذن عليها أن تذهب فالبلاد لا يقودها البلهاء. { والدولة إن كانت فاسدة فعليها أن تذهب فالبلاد لا يقودها الفاسدون. { والدولة إن كانت تفعل هذا عن «فهم» فالناس اكتفت تماماً من الفهم هذا.. وشبعت وكفاية فهماً!! { والمحاكمات يجب إن تبدأ وإن تعلن.. «2» { والتشكيل الجديد يهرب منه كمال عبيد من هنا ودانيال كودي من هناك. { وحتى مساء أمس الأول كانت الوساطات تجلس مع كودي ليقبل منصباً في الدولة. قال: تكفيني قطية في كادقلي.. { واقتراح عبقري كان يقدم للدولة. { الاقتراح وفي رد عبقري على الحركة الشعبية كان يطلب تعيين تلفون كوكو في منصب وزاري أو حتى نائباً للرئيس هنا أو للوالي هناك .. وكوكو يقبع منذ عامين في سجون الحركة الشعبية. { عندها تصاب الحركة الشعبية الدوار. { و.. و.. { ما يبقى هو: كيف تستطيع دولة أن تجمع بين عقول عبقرية مثل التي تدير الآن الملف الاقتصادي. { وبين عقول «عبقرية» مثل التي تدير ملف الفساد!! وملف مروي..