خريجو الجامعات في الطيران المدني في تدرجهم الوظيفي تتم ترقيتهم إلى فراشين!!.. أي والله فراشين.. بين يدي قرار رقم 144 للعام 2006 بتعيين خريجة جامعية في فبراير 2006 مساعد كاتب بالدرجة الخامسة عشرة القطاع «10281 12508» براتب شهري وقدره 10281 دينارًا اعتباراً من فبراير 2006، وتقول الفقرة السادسة من القرار إن التعيين تم على الوظيفة للشؤون الإدارية عمال. تم توقيع القرار باسم حسن خضر البدوي مدير إدارة الأفراد والعلاقات الصناعية التوقيع تم في يوم 27 نوفمبر 2006. وخطاب آخر بخصوص ذات الخريجة والتي عملت لمدة ست سنوات بالنمرة هطم/ هطم/ وم ب/ش أم بتاريخ 1 ديسمبر 2011 يخاطب فيه الموظفة بالنص الآتي: في إطار فضل الجسم الإداري عن الشغلي وإجازة هيكل سلطة الطيران المدني وبناءً على توجيه الإدارة العليا بتوفيق أوضاع الوظائف وبالرجوع لسجلات الوظائف. فالمذكور/ المذكورة أعلاه يشغل وظيفة بعنوان «فراش» وذلك بسجل الوظائف وخطاب التعيين.. قد تقرَّر أن تؤدي مهام الوظيفة وفق ما جاء بخطاب التعيين لإخلاء طرفه من مهامه الحالية التي سوف تصعد وفق كشوفات التنقلات.. والله ولي التوفيق.. توقيع حسن خضر البدوي مدير شئؤون الأفراد خطاب التعيين وخطاب التمويل لوظيفة فراش موقعان من ذات الشخص تحت مسميات وظيفية مختلفة!!.. وهذا لا يهم الآن ففي قرار التعيين كان مسمى الوظيفة م. كاتب، وفي خطاب فصل الجسم الإداري عن الشغلي جاء مسمى الوظيفة «فراش» كيف يمكن لموظف يشغل وظيفة مدير إدارة شؤون الأفراد والعلاقات الصناعية وذات الموظف رغم تقلص مسمى الوظيفة ليصبح مدير شؤون الأفراد أن يغالط نفسه ويسمي وظيفة باسم م. كاتب بالإدارة المالية ليصبح ذات الشخص الذي صدر تعيينه م. كاتب بالإدارة المالية إلى فراش؟.. أعتقد أن الرجل قد سبق إيطاليا واليونان وعدة دول في منطقة اليورو وأدخل مفهوماً جديداً للتقشف باسم التقشف الوظيفي، بأن يصبح المهندس في الطيران المدني م. كاتب، وم. الكاتب تتقشف وظيفته ليصبح فراشًا، وبهذا يمكن حل الأزمة المالية وتغطية العجز دون حاجة لزيادة أسعار المحروقات. وفوق ذلك يمكن للسودان أن يتباهى بين الأمم، فالفراش فيه يحمل بكالريوس جامعي!! قد تقابله مشكلة بسيطة ما الذي سيفعله تجاه الفراشين الذين لا يحملون حتى شهادات ابتدائي، وهل يا ترى سيقوم مدير شؤون الأفراد بتعديل علاوات حاملي البكالريوس ويعطيهم علاوات إضافية حسب ما يعطى في الخدمة المدنية للشهادات الجامعية من علاوات تميّزه عن حاملي الشهادات الأقل..؟ ثم إن الفراش صاحب الشهادة الجامعية يمكن أن يستفاد منه خاصة إذا كان خريج لغات وبذا يجد الأجانب الذين يزورون الطيران المدني وما أكثرهم سهولة في التعامل الذي يبدأ من الفراش الذي يجيد الإنجليزية أو الفرنسية وغيرها من اللغات، وخاصة في المطارات الدولية حيث يجد الزائر فراشًا يتحدث بلغته ويوجهه لما يريد، خاصة والسودان الآن بصدد إنشاء مطار الخرطوم الدولي الجديد الذي سيكون جديداً في كل شيء بدءاً بالفراشين حاملي البكالوريوس!! إنها الطريقة المثلى لفصل الجسم السيادي عن الشغلي في إيجاز هيكل سلطة الطيران المدني.. هيكل سلطة سيجاز بتحويل الموظفين حاملي الشهادات الجامعية إلى فراشين، هل هذا هيكل سُلطة «بضم السين أم هيكل سَلطة بفتح السين»؟! الغريب في الأمر أن الطيران المدني مؤسسة شبه عسكرية ويعني هذا أن قوانينها أكثر دقة من المؤسسات المدنية، والعاملين فيها «ليس كلهم طبعاً» يتلقون تدريباً عسكرياً صارماً وحتى الزي الرسمي هو زي عسكدي قد يختلف عن زي القوات المسلحة أو الشرطة واللذين يختلف الزي فيهما حسب التخصص طيران، بحرية، مشاة، قوات خاصة في القوات المسلحة أو في الشرطة كالحركة أو النجدة أو السجون. القوانين في المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية واضحة وصارمة لا يمكن الالتفاف حولها، فعلى أي أساس أصدر مدير شؤون الأفراد قراره هذا، وإلى أي سند في القوانين العسكرية أو شبه العسكرية أو حتى المدنية استند؟! ما مصير ذلك الفراش الأمي الذي لا يحمل شهادة من أي نوع هل سيفصله السيد مدير شؤون الأفراد، فالفراش حامل الشهادة الجامعية حتمًا سيجري عمليات النظافة والمسح بطريقة علمية، حيث يبدأ مسح البلاط من الشمال لليمين «بالإنجليزي يا مرسى» وهذا ما يعجز عن تطبيقه الفراش الأمي. أقترح على السيد مدير شؤون الأفراد أن يزود كل فراش جامعي بلاب توب حتى يكون مواكبًا لطرق المسح العلمية وما جرى عليها من تطور وتحديث، فالفراش الجامعي يستطيع أن يتواصل عبر الشبكة العنكبوتية مما يمكنه من تطور الأداء ويجعله أب تو ديت في المهنة: وهذا يدخل في صلب إطار فصل العمل السيادي من الشغلي!! أعتقد أن السيد مدير شؤون الأفراد وهيئة الطيران المدني قد أتوا بما لم يستطعه الأوائل، التنمية من القاع هكذا تكون التنمية الحقيقية التي تبدأ من القاع ثم تعلو إلى أن تصل القمة.. وعلى أكاديمية العلوم الإدارية أن تأخذ بالخطوات الذكية للطيران المدني لتعميم التجربة الإدارية الفريدة التي طبقها الطيران المدني لتستفيد منها كل الهيئات والمؤسسات! ما رأي وزير العمل ووزير تنمية الموارد البشرية في تجربة الطيران المدني الفريدة؟ وليت سلطة الطيران المدني أوضحت لنا بتفاصيل هذه التجربة التنموية الجريئة حتى تعم الفائدة الجميع!!