عودنا والي ولاية النيل الأزرق ورئيس الحركة الشعبية بدولة السودان الفريق مالك عقار عند كل أوبة من زيارة خارجية بتصريحات ملتهبة تماماً.. حتى صار الرجل مثيرًا للجدل ووصل به الأمر وهو يشغل منصب والٍ في دولة مؤسسات أن يتطاول على رئيس الجمهورية ويقوم بتهديده بأنه سوف ينقل الحرب حتى القصر الجمهوري. وحق لمالك عقار أن يتفوه بهذا الكلام كما يحق له أن ينفذ وعيده وهو الذي أتى السلطة كوالٍ عبر تفاهمات مع المؤتمر الوطني، وهو الوالي الوحيد الذي يحتفظ بجيش خاص به، وهو الوالي الوحيد الذي يمثل حزبًا رئاسته في دولة أجنبية وهو الوالي الوحيد الذي تكثر أسفاره الخارجية وهو الوالي الوحيد الذي يلمح وينادي بتقرير مصير ولايته وهو الوالي الوحيد الخارج عن الإجماع بدعوته لعولمة الدولة.. إذًا فرجل بكل هذه المواصفات ويتمتع بكل هذه المزايا حق له أن يتفوه بما يريد ويتوعد بما يشاء طالما أنه لا حسيب ولا رقيب عليه. والله إنني كثيراً ما راودني الشك في مقدرة المؤتمر الوطني على إدارة الدولة وتخليه عن سياسة الحزم والحسم عندما أرى مثل هذا العقار يزيد في تيهه دون حسيب أو رقيب لدرجة أن يتطاول على رئاسة الجمهورية ويقدم الشروط لملاقاته أو طريقة التفاوض معه لدرجة أن يجعل نفسه أعلى منزلة من نائب رئيس الجمهورية. ومعلوم حقاً من أين يستقي هذا العقار هذه المقدرة وهذه القوة.. فالسيد عقار بصفته رئيس الحركة الشعبية بجمهورية السودان ورئاسته في دولة السودان الجنوبي فمن الطبيعي والمنطقي أن يدار ويتوجه من جوبا وما أدراك ما جوبا وما تضمره للخرطوم. بل إن سادة الحركة الشعبية من الأمريكان والإسرائيليين وجدوا في مالك عقار ضالتهم ومعلوم جيداً للداني والقاصي أن سلفا كير ليس له حتى حرية اختيار لون قبعته فكل الإدارة والتخطيط والتنفيذ تبرع به الأمريكان والإسرائيليون لذلك فإن كل مخططاتهم وأهدافهم المعلنة وغير المعلنة تنفذ الآن عن طريق هذا العقار. لذلك تجد أن هنالك تضارباً شديداً في تصريحات قادة الحركة فهم في الخرطوم يدلون بتصريح وينفونه بجوبا وينكرونه في واشنطن.. لذلك من الصعب جداً أن تجري معهم اتفاقًا أو تجري معهم تفاوضًا. إن إظهار هيبة الدولة واجب وطني حتى نحافظ على ما تبقى من دولتنا.. وتطبيق نص وروح القانون يدل على دميقراطيتنا وتحضرنا، وما حدث بدارفور يجب أن يكون لنا درسًا وعظة وعبرة نستفيد منه في مقبل حياتنا. إن السودان يعيش الآن على فوهة بركان سوف ينفجر في أي لحظة ما لم تحسم كثير من القضايا وأولها تطاول مثل هذا العقار ولا بد من تسريح جيشه فوراً وإن دعت الضرورة لاعتقاله وتقديمه لمحاكمة وخاصة أنه لديه قائمة طويلة من التهم. إن من أوجب واجبات الحكومة فرض الأمن في كل بقاع السودان وفي كل شبر ينتمي لهذا الوطن وما نسمعه عن إنسان ولاية النيل الأزرق في عهد هذا العقار يجعلنا نشفق كثيراً على مواطني النيل الأزرق. إن مخطط الحركة الشعبية واضح وضوح الشمس وهو إشغال الشمال بحروبات في ما بينهم وها هم يقدمون الدعم لحركات دارفور ويمدون الحلو بالسلاح لإشعال النار في جنوب كردفان وعقار الآن يتمترس بجيش كبير به أحدث الأسلحة مما جعله يتطاول حتى على المركز. وزرع عرمان والمندسين وسط الأحزاب الوطنية لإشعال النار في الوسط بل وفي قلب الخرطوم في أدوار متزامنة ومتناغمة وبدعم خارجي. لذلك لا بد من وقفة حاسمة لجميع هذه التفلتات تعاد بها هيبة الدولة وننفذ حرفياً حديث الشيخ المجاهد علي عثمان محمد طه وإلا فإن الطوفان سيُغرق جميع السودان.