الأزمة بين شباب أحزاب المعارضة وقياداتهم أحدثت فجوة وخلافًا حول العديد من المسائل المتعلقة بإدارة الحزب، ومؤخرًا قام شباب حزب الأمة برفع مذكرة تطالب بإصلاحات كما طالبوا بفصل نجل المهدي عبد الرحمن الصادق من الحزب بسبب مشاركته فى الحكومة، وأحدثت المذكرة نوعًا من التوتر بين الشباب والقيادات.. ذات الأزمة ظهرت بوادرها حين وجه أحد القيادات الشبابية بحزب المؤتمر الشعبي انتقادات حادة للترابي وكذلك المهدي.. فهل هي بداية لثورة شباب الأحزاب على زعمائهم؟ في وقت سابق ظهرت بوادر أزمة داخل حزب الأمة بين الشباب والقيادات أظهرت عدم الثقة والتشكيك في وجود فساد داخل أروقة الحزب، وحين وجّه عددٌ من الشباب السؤال للأمين العام صديق إسماعيل، مطالبين بالكشف عن المصادر الحقيقية لتمويل الحزب كان الرد هو تجميد نشاط خمسة منهم لمدة خمسة أشهر الأمر الذي خلق أزمة، وقال أحد الخمسة وهو القوني إدريس القوني ل «الإنتباهة» إن هنالك مؤامرات داخل الحزب تحاك ضد الشباب وهنالك عناصر محددة ومعينة داخل الحزب رافضة لدورهم، فالغرض من هذا التجميد هو تصفية كوادر الحزب الفعالة من الشباب واعتبر أن التجميد خطأ ومؤامرة وقع فيها الحزب لأن الشباب في الحزب يمثلون قوة لا يستهان بها وأنهم بالرغم من تجميد نشاطهم إلا أنه لن يؤثر على حركة شباب المعارضة داخل الحزب، وأضاف القوني أن الشباب في بقية الأحزاب الأخرى يعانون ذات المشكلات. في وقت كان فيه المهدي قد وصف حال شباب حزبه «بالمزرية» بسبب وجود ترهل وتفكك في الجسم الشبابي والطلابي، وأكد أن الاحتجاجات والأزمات التي شهدتها أروقة الحزب نتيجة تجميد عضوية بعض الشباب ما كانت لتتم لو سلك من لهم شكاوى من عضوية الحزب المسلك الصحيح المتمثل في رفع شكاواهم لهيئة الرقابة وضبط الأداء بالحزب للفصل فيها. أما أزمة شباب المؤتمر الشعبي فظهرت مؤخرًا عقب مطالبة قيادات شبابية بأحزاب المعارضة رؤساء الأحزاب بتغيير سياساتهم المتبعة في إدارة شؤون أحزابهم كان منها حديث هشام أحمد الأمين الذي اتهم فيه الزعيمين الترابي والمهدي بالسعي لإدخال الشباب ضمن خلافاتهما ووصفهما بأنهما «يعانيان من مراهقة متأخرة» في منبر الشارع بدار حركة «حق» الاثنين الماضي. حديث هشام أظهر بوادر أزمة بين الشباب في حزب الشعبي وبين قادته في الحزب الأمر الذي جعلهم يدفعون ببيان يكذبون فيه ما ورد في الخبر الذي نُشر في «الإنتباهة» و«آخر لحظة» ونفيهم ما جاء من حديث حول الزعيمين «الترابي والمهدي»، ولكن تأكيدات الصحفيين الذين تابعوا الندوة وقاموا بتسجيلها تكذب نفيهم بعد الرجوع إلى التسجيل الذي بحوزتهم، وقبلها جاهر شباب الاتحادي الأصل برأيه بعد أن تم تجاوزه في مسألة المشاركة بل الشباب الأشقاء رفضوا حتى مسألة المشاركة نفسها، بينما شباب الوطني الآن متهم بتسببه في حدوث حالة تململ داخل الحزب أوجد المذكرة التصحيحية المتهم بها الشباب خارج الحكومة وأمانات الحزب، ويقول قيادي بحزب الأمة فضّل حجب اسمه إن الأزمة بين الشباب والقيادات داخل الأحزاب تعتبر مؤشرًا خطيرًا واعترف بدور الشباب الذي يحتاج إلى توسيع قاعدة المشاركة وتبادل الخبرات ولكن الملاحظ في هذه الأحزاب المعارضة سواء الأمة أو الشعبي والاتحادي يظهر له السيطرة التامة من جانب القيادات الكبيرة التي تفرض سيطرتها ولا تسمح بممارسة المؤسسية داخل الحزب والتي ينادي بها معظم شباب الأحزاب. على كلٍّ هي ازمة بدأت تطل برأسها خلقت نوعًا من النزاع بين الشباب وبين قادتهم الذين لا يزالون يسعون إلى تخفيف حدة هذا النزاع تفادياً لأي تطورات قد تُحدث شرخًا ربما يؤدي إلى ثورة شباب الأحزاب على زعمائهم فهل ستنجح القيادات في إبطالها أو تخفيف حددتها؟!