عترف مدير شركة مواصلات ولاية الخرطوم الدكتور علي الخضر في حديث سابق معي بوقوع بعض الخسائر في الشركة وهذا طبيعي بسبب تكاليف الصيانة والوقود وغيرها إلا أن هناك من يرى أن خسارة تشغيل الخطوط أقل مما تردد أن تكلفة تشغيل الخطوط حُسبت خطأ ومن هؤلاء الخبير الوطني في دراسات النقل والتشغيل البشري بشير عوض.البشرى يقول إن الخسارة المعلنة تعادل 212 جنيهًا للبص الواحد في اليوم ولكنها في الحقيقة أقل، ويبرر البشرى الخسائر أيًا كان حجمها بمبررات منها عدم جدولة الخطوط وهي تتابع الرحلات وتحديد فترة التقاطر وبالتالي النظر في مستويات «الإركاب» عند نقاط التحميل القصوى مع مراعاة التوازن بين الخدمة المقدمة وتكاليف التشغيل حتى تحدد تكلفة التشغيل لكل خط لوحده وما إذا كان رابحًا أم خاسرًا، أيضًا تم تعيين 1927 شخصًا لخدمة 300 بص بينما هناك معيار ونسبة ارتكاز على أعداد البصات ومن ثم يحدد العدد المطلوب من العمالة لخدمة البصات وهذا ما لم يُعمل به لعدم دراية مما كلف الشركة مبالغ طائلة في شكل مرتبات تدفعها الشركة، وقد تم تحديد راتب السائق بألف جنيه «700 جنيه والباقي يُدفع له في شكل حوافز حسب إنتاجه (جذرة)» ويسوق بشرى سببًا آخر للخسائر هو عدم توزيع البصات في الخطوط بصورة علمية بمعنى تتابع الرحلات مما إدى لإرباك الخدمة وبالتالي قل اعتماد الركاب عليها واصبح التشغيل عشوائيًا، أما فيما يخص الصيانة فمن الطبيعي أن توفر قطع الغيار عند استجلاب البصات ولكن ذلك لم يحدث ويتحتم على قسم الصيانة حسب البشرى مراجعة أدائها بشكل عام لمعرفة كم من الوقت يستغرق إصلاح البص حتى تقدم الشركة خدمة جيدة يمكن الاعتماد عليها.. ويثني البشرى على نظام الرقابة الإلكترونية ولكنه يفترض أن يسبقه التخطيط بمعنى عمل نظام عمل يومي للسائق ويسمى «دورة» فيه شرح كامل لعمل كل سائق منذ بداية عمله في الخط وحتى عودته إلى الجراج ولابد أن يحظى السائق بفترة راحة لا تقل عن نصف ساعة يوميًا لأنه من الصعب القيادة لأكثر من عشر ساعات. البشرى يقترح توزيع البصات على محليات الخرطوم وأمدرمان وبحري وإنشاء مكتب بالولاية لمراقبة الأداء التشغيلي والمالي لتلك الفروع.