في عام 2006م كان علي بندر أسيس، يجمع حوله أكثر من «1500» من أبناء قبائل «المابان، الأنواك، الرقاريق، برون الشيمي، برون الزريبة، برون جوط، برون ميك ... إلخ»، وكان جلهم قد خبر العمل العسكري، إذ كانوا من مرافيت القوات المسلحة والشرطة، وبعضهم كان ضمن قوات الدفاع الشعبي الذين قاتلوا مع القوات المسلحة جنباً إلى جنب دفاعاً عن أرضهم وعرضهم قبل توقيع اتفاقية السلام. وخلال فترة وجيزة شهدت منطقة الرديف تدافعاً غير مسبوق لأبناء مناطق: «بوط، رورو، بك، أحمر سيدك، أقدي، شيرا، بلنق، ديرنق.. إلخ » أملاً في تعيينهم ضباطاً بالجيش الشعبي حسب وعود غمرهم بها بندر.. وكان علي بندر يرفع تمام إنهاء المهمة بنجاح للقائد «سايمون بن» قائد القوات المشتركة جانب الجيش الشعبي وقت ذاك، ليقوم «بن» بدوره برفع الأمر لمالك عقار بغية رفعه هو الآخر لسلفا كير، ومن ثم يتم اعتمادهم قوات تابعة للجيش الشعبي بولاية النيل الأزرق. نجاح علي بندر في مهمة تجميع قوات خارج نطاق اتفاق الترتيبات الأمنية، قوبل بامتعاض من قبل مالك عقار لجهة فشله في هذه المهمة من قبل، وبإيعاز من سلفا يتم تعيين علي بندر قائداً للقيادة العسكرية للجيش الشعبي قطاع النيل الأزرق، لتتقد شرارة العداء الخفي بين بندر وعقار، ثم إن أكثر ما كان يؤلم عقار هو تمدد قبائل البرون على حساب قبائل الأنقسنا وسيطرتهم على مفاصل الجيش الشعبي المؤثرة. علي بندر أسيس للذين لا يعرفونه، هو أحد أبناء قبيلة البرون بولاية النيل الأزرق، وكان من ضمن قادة قوات دفاع الجنوب بقيادة الفريق فاولينو ماتيب، ونفذ إلى صفوف الجيش الشعبي عبر الترتيبات الأمنية التي قضت بضم قوات فاولينو للجيش الشعبي باعتبار ذلك أحد مخرجات مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي الذي عُقد بمدينة جوبا عقب توقيع اتفاقية السلام، كما أن نشاط علي بندر الطاغي على مالك عقار ثقيل الفهم وال « جتة » ... الأرعن و «البلدوزر» الذي يتخذ الجسد بديلاً للعقل نشاطه الملحوظ أهله لنيل ثقة القيادة بجوبا حتى صار نائباً للوالي، وكان يطير إلى هناك دون علم عقار لتلقي تعليمات إدارة الجند، ويعود وهو يحمل صكوكاً ترفع من أسهمه وقدره لدى الجند. ثم يكتشف عقار هذه التحركات المريبة، ويعمل للتخلص من بندر، حيث يسلك طريق ما يعرف بثورة المهمشين ضد المركز، ويضع الخطط والتكتيكات العسكرية الهزيلة، دون التنسيق مع نائبه التنفيذي وقائد قواته العسكرية، حتى إذا حاول بندر الانسحاب وسط وابل من الرصاص، كانت رصاصة واحدة كفيلة بإزاحته عن طريقه للأبد.. هكذا كان يخطط عقار، لكن بندر ينجو من الموت ولم ينجُ من رصاصة تستقر عند قدمه، ليعلن عقار سعادته بنجاة قائد الجند وهو في الحقيقة كان يتجرع مرارة فشله وسوء تقديره. ولما كان عبد العزيز الحلو ينجح في التخلص من تلفون كوكو أبو جلحة وهو يسمم آذان القيادة في جوبا بالكاذب من القول، ويصور لهم أن كوكو يرتب للخروج على الحركة بتكوينه لكيان من أبناء النوبة مناهض لسياسات الحركة بالمنطقة، ما كان من قيادات الحركة التي كانت تنتظر الفرصة لإسكات رشاش كوكو الذي كان يصيبها مرة بعد مرة من خلال مقالاته الساخنة والمنتقدة للحركة وقياداتها، ما كان منها إلا أن استدرجته وزجت به في سجونها التي يقبع بها حتى الآن دون أدنى اعتراض من أحد. وكان نجاح الحلو في التخلص من كوكو، مصدر إلهام لعقار للتخلص من بندر وبنفس السيناريو، حيث تم استدراج بندر إلى جوبا ومن ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية، بعد أن وشى عقار به لأجل إبعاده بتحميله مسؤولية فشل العمليات العسكرية في محور النيل الأزرق.. وقد نجح في ذلك، بعد أن فعلت «الجتة» ما لم يستطع فعله العقل.. ولا غرابة في ذلك ما دام الصراع بين قيادات الحركة الشعبية هو في الأصل صراع «فيلة»!!