دخلت عاصمة جنوب السودان (جوبا ) أمس في حالة من التوتر على خلفية إصدار رئيس جنوب السودان "سلفا كير ميارديت" قراراً قضى بتجريد نائبه د. "رياك مشار" من صلاحياته التنفيذية كافة والملفات والقضايا بحوزته، وأمر بوقف عملية المصالحة الوطنية في البلاد التي يعتزم "مشار" القيام بها. وكان "مشار" قد أطلق منذ عدة أشهر حملة في أرجاء جنوب السودان تدعو لنبذ التعصب القبلي وإنهاء النزعات بين المكونات الإثنية المختلفة حول المراعي ومصادر المياه. كذلك نظمت حملات لحث الوزارات المختلفة على احترام التنوع القبلي بين في توزيع الوظائف. وقال شهود عيان ل (المجهر) أمس (الثلاثاء ) إن عاصمة جنوب السودان تعيش حالة من الهدوء والترقب الحذر، ولم تستبعد مصادر جنوبية تحدثت للصحيفة أن تعلن قبيلة النوير التي ينتمى لها "رياك مشار" تمرداً أو عصياناً مدنياً، وحدوث مواجهات بين قبيلتي (النوير) و(الدينكا ). وربطت (المصادر ) بين قرار رئيس حكومة جنوب السودان واعلان (مشار ) نيته الترشح فى الانتخابات الرئاسية لجنوب السودان . وبحسب شهود عيان أن قوات الجيش الشعبي والشرطة وضعت استعدادها في الحالة القصوى، وشوهدت مجموعات من الجنود على عربات مسلحة تجوب العاصمة وانتشار للقوات النظامية بشكل لافت . وانخرط رئيس جنوب السودان في اجتماع مطول مع نائبه ضُرب حوله سياج من السرية . وكان "سلفاكير" قد أعلن في بيان تم بثه في تلفزيون جنوب السودان أمس الأول (الاثنين) تأجيل قيام مؤتمر خاص بعملية المصالحة الوطنية في جنوب السودان حتى يتم تكوين لجنة أخرى لتفعيل هذه الحملة. ولم يوضح الرئيس الجنوبي الأسباب التي دفعته لاتخاذ مثل هذه القرار الذي قد يؤثر على عملية المصالحة في جميع أنحاء البلاد. ورجحت بعض المصادر تخوف "سلفاكير" من استخدام "رياك مشار" لعملية المصالحة لتنفيذ أجندته السياسية، الأمر الذي أثار قلق الرئيس. وكانت الأعمال التحضيرية للمؤتمر المقرر انعقاده في يونيو قد بدأت قبل عدة أشهر قبل أن يصدر "سلفاكير" قرار التأجيل وقراراً آخر بتحجيم سلطات نائبه "رياك مشار" وحصر مهامه في مادة (105) من الدستور الانتقالي لجنوب السودان. وتعطي هذه المادة نائب الرئيس سلطات تشريفية تنص بتمثيل الرئيس في حالة غياب الأخير في خارج البلاد.