} ثمانية وخمسون عاماً من عمر استقلال السودان تمر، حيث يشهد اليوم الأول من شهر يناير من كل عام احتفالات البلاد رسمياً وشعبياً من خلال الليالي الخطابية التي تمجد هذا العيد الوطني وتذكرنا بعظمة من حققوا هذا الاستقلال من أبناء السودان تخليداً لذكراهم لتبقى بيننا مدى الدهور تضئ لنا معالم الطريق. } نعم إن للاستقلال قدسيته وعظمته ولذلك يجب علينا جميعاً كسودانيين أن نعلي من شأن هذا اليوم، فهو اليوم الذي رفع فيه أجدادنا وآباؤنا راية استقلالنا وسطر التاريخ مولد شعبنا، ولذلك لزاما علينا أن نحتفي به وعلى مستوى يليق بعظمة هذه المناسبة القومية، ويجب على كل الفعاليات والكيانات والمؤسسات الوطنية أن تشارك في تنظيم ليالي احتفائية ضخمة تعبر عن فرحة الأمة السودانية بهذا الحدث. } في سنوات خلت كان السودانيون يخرجون للساحات والميادين مبتهجين ومعبرين عن سعادتهم بعيد الاستقلال المجيد رافعين شعارات داعية لمزيد من العمل والاجتهاد للحفاظ على هذا الاستقلال الذي تحقق بجهود رجال دفعوا الغالي والنفيس من أجل بلادهم. } الاحتفال بالاستقلال هو وقفة لأن يراجع فيها قادة الدولة خطواتهم لينظروا ماذا تحقق من إنجازات في ظل الحكومات المتعاقبة، وأن يقرأ الجميع ما بين سطور الأحداث التي مرت من خلال العام المنصرم ليهتدوا بها لأيام قادمات. } نعم إن الاحتفال بالاستقلال لابد أن يحس به كل فرد في المجتمع وألا ينتظر الناس الاحتفالات الرسمية فقط، بل على الجميع التعبير عن فرحتهم بهذا اليوم ففي ذلك دعوة للشباب لاستنهاض هممه ليحقق تطلعاته في المستقبل، إنها دعوة للوقوف على المعنى الكبير للاستقلال، وكيف نجعل من هذا التاريخ حقيقة تدخل ذاكرة الأجيال ويتحسسون عظمته ويمشون على خطاه. وضوح أخير تبقى شركة (زين) للاتصالات هي المؤسسة الوحيدة التي ظلت تقيم ليالي ذات قيمة إحياءً لذكرى أعياد الاستقلال المجيد، حيث ظلت لأعوام خلت تقيم ليلة غنائية ضخمة بقاعة الصداقة تحت اسم (ليلة في حب الوطن) وفي كل عام يلتقي فيها مجموعة من المطربين لينشدوا ويرددوا الأغاني الوطنية حبا في الوطن. } وفي ليلة هذا العام التي اقامتها زين حباً في الوطن كان واضحا أنها نفذت بصورة مستعجلة وظهر ذلك في الأوبريت (دعوة وفاق) الذي كتب كلماته الشاعر "التجاني حاج موسى" ووضع له الألحان الفنان القدير "صلاح مصطفى" واشترك في أدائه الفنان "عبد القادر سالم" والفنان "عادل مسلم" والفنان "أبوبكر سيد أحمد" ورغم قوة هذا الأوبريت الوطني من ناحية الكلمات والألحان، إلا أن أداء المطربين الثلاثة للعمل كان دون المستوى وهذا لسبب بسيط أنهم لم يأخذوا الوقت الكافي لحفظ نص الأوبريت. } ولكن رغم كل هذا تبقى ليالي (زين) الليالي الوحيدة ذات القيمة في حب الوطن واحتفاءً بأعياد الاستقلال. التحية لزين وكل عيد استقلال وكل الشعب السوداني بألف خير.