{ إلى متى يظل الوضع الاقتصادي في البلاد في تسارع متقدم إلى الوراء دون أمل في إنصلاح الحال في المستقبل القريب ولا حتى البعيد؟ { إلى متى يظل المواطن السوداني في وحل ضيق المحل والحال الحرن، ينتقل من معاناة إلى أخرى، يقاسي كل العذابات والمحن.. قسوة الظروف المعيشية وزحمة المواصلات وأزمة قطوعات الكهرباء والماء؟ { السوق مولع نار وارتفاع متواصل في الأسعار، (قفة الملاح) تحولت إلى (كيس)، والكيس هو الآخر مهدد بالانخفاض، بل والانقراض. { سنين بتمر وتمضي السنين ولا تزال وعود المسؤولين البراقة بتحسين الأوضاع وانفراج الأحوال تتكرر ولا جديد يذكر ولا تغيير يظهر. { وفي سبيل الموازنات السياسية والترضيات الحزبية يمضي وزير ويأتي آخر و(الحال يا هو ذاتو الحال) لا جديد يذكر ولا قديم يعاد. { تصريحات تلف وتدور في فلك الإصلاح والتعمير والتنمية والنهضة، تعهدات بإصلاح الخدمة المدنية ومعالجة الاقتصاد وإنعاش قطاع التعليم وتعافي قطاع الصحة، ولا شيء يتحقق. { مليارات تنفق في اللجان والمؤتمرات والسمنارات والخطط الإستراتيجية الخمسية والعشرية والقرنية وربع القرنية. { أموال تسيير ومخصصات ونثريات سفر وبدلات وحوافز ب(الكوم والردوم). { نفس المشهد يتكرر في جميع الولايات.. وعود براقة من الولاة والوزراء، وأحاديث عن انصلاح الأحوال المعيشية ومحاربة الغلاء وترقية المدن وتنمية الريف، وخطط ترسم لمشاريع زراعية وصناعية واستثمارات خارجية، وتبقى جميعها في (الأدراج) مشاريع قيد التنفيذ (حبر على ورق)، ويظل الحال يا هو ذات الحال لا جديد يذكر ولا قديم يعاد. } وضوح أخير: { المعاناة والضغوط المستمرة التي يعيشها المواطن أثرت على أخلاقنا وجعلتنا نفقد الكثير من قيمنا الأصيلة والنبيلة. { المعاناة والضغوط المستمرة انعكست سلباً على أهل الإبداع السوداني، وجعلت الكثير من المبدعين ينشغلون بهمّ المعيشة، وتركوا الساحة الإبداعية ليسيطر عليها الأدعياء وفاقدي الموهبة، يتغولون على المجالات كافة ويلوثونها بنشر وترويج الأعمال الهابطة. { حقاً نتمنى أن تستقر الأحوال والأوضاع المعيشية في البلاد حتى يعود المبدعون الحقيقيون إلى المشهد الإبداعي، يواصلون إمتاع الشعب السوداني بالفن الراقي الأصيل.