طوفان الرئيس "كيجامي"! ابراهيم دقش في القمة الأفريقية الماضية في يناير الماضي، وفي العاصمة الأثيوبية طرح رئيس رواندا "بول كيقامي" رؤيته لإصلاح هياكل الاتحاد الأفريقي عقب تجربة خمسة عشر عاماً حسوماً (2002 – 2017)، وقد قوبل طرحه المكتوب بالاستحسان، لأنه لم يجامل ولم "يلف أو يدور"، وقررت القمة إسناد مهمة كتابة التوصيات للجنة فنية عالية المستوى. يرى "كيجامي" – وهو ما رأيته أنا قبله – أن عدد الموظفين في منظمة الوحدة الأفريقية السابقة لم يتعد المائة وخمسين، فيما ترهل الاتحاد الأفريقي بعدد فوق طاقته يقارب الألف كما يرى رئيس رواندا – وهو ما رأيته أنا قبله – إن الازدواجية في العمل والمهام ملفتة للنظر.. وللأسف لم يتطرق "كيجامي" لأكبر ثغرات الاتحاد الأفريقي الذي تتزين مفوضيته بثماني مفوضيات ليست بينها واحدة للإعلام والاتصالات، فيما العصر عصر الإعلام، والاتحاد الأفريقي بحاجة إلى تسويق نفسه في الخارج وتعريف نفسه للأفارقة العاديين.. وقد قلت بهذا للممثل الشخصي ل"كيجامي" في اجتماع ضمنا في جنوب أفريقيا مؤخراً، فاتفق معي فيه، واعداً بنقله للرئيس الرواندي. أما ما لم يلحظه "كيجامي" وبالتالي لم يتعرض له، فهي ظاهرة مميتة وقاتلة، فقد تخلت مفوضية الاتحاد الأفريقي عن الروح الأفريقية وأصبح العاملون فيها غرباء عن بعضهم، وكل همهم استلام "المعلوم" آخر الشهر، وهذه مهمة ينبغي أن يتصدى لها "موسى فكي محمد" رئيس المفوضية الجديد، لأن سلفه الحاجة "زوما" أسهمت في تحطيمها بداية بإحاطة نفسها بطاقم وظيفي في مكتبها قوامه (18) جميعهم من بلدها يتلقون مرتباتهم من دولتهم، وانعزلت بالتالي عن البيت الأفريقي ومن داخله (المفوضية). ترى هل يفلح الرؤساء الأفارقة في قمة يوليو القادم في "تمرير" التوصيات الخاصة بإصلاح هياكل الاتحاد الأفريقي على قسوتها وواقعيتها؟ في زمن منظمة الوحدة الأفريقية لاحظ الأمين العام المنتخب في 1985 "عيدي عمارو" (من النيجر)، ثمة ترهل في الوظائف، فسارع منذ اليوم الأول بإصدار كشف الاستغناء عن الفائضين (سوبريمي) قبل أن يتعرف على العاملين كيلا يتهم بالمحاباة.. فقد تعامل الرجل مع عناوين الوظائف دون معرفة بمن يشغلونها.. وواجه عاصفة من احتجاجات بعض الدول، لكنه لم يهتم. فهل تتنازل الدول الأفريقية عن عاطفة "التعاطف" مع مواطنيها الذين قد يشملهم طوفان الرئيس "كيجامي"؟؟