(1 ( يبدو أن هيئة مياه الشرب ولاية الخرطوم فكرت في طريقة فعالة لوقف المواطنين من المطالبة بزيادة الأجور ومكافحة الفساد.. فقط استخدام مواد مستخدمة في تنقية مياه الشرب غير مطابقة للمواصفات ولا تصلح للاستخدام الآدمي، فيموت من يموت ويبقى من يبقى مصاباً بعاهة مستديمة لا تمكنه من مناكفة الحكومة.. والله لست متربصاً بالحكومة ولا مُتسقّطاً لأخطائها و(بلاويها)، لكن استهتار مؤسساتها يوقعها في شرّ أعملها التي لا تحتاج إلى متربص أو مستهدف ليكشفها، فهي تحدّث عن نفسها.. تقرير تفصيلي للمراجع العام كشف عن مخالفات مالية وبيئية خطيرة في الهيئة.. التقرير نبّه كذلك إلى خسائر مالية كبيرة نتيجة لمخالفة الهيئة للإجراءات الخاصة بالشراء وتوريد بعض المواد.. الآن أدركت لماذا يريد الجماعة ويسعون إلى دمج هيئة مياه الشرب في هيئة مياه الصرف الصحي!! (2 ( جنرالات الجيش الشعبي هم ألد أعداء السلام والاستقرار، وهم تمرسوا في إفشال قمم الرئيسين، "عمر البشير" و"سلفا كير"، وكذلك اجتماعات اللجان المشتركة.. حتى كتابة هذه السطور لم تتيسر لنا معرفة مخرجات قمة الرئيسين بأديس أبابا التي انعقدت أمس بعد (مجابدة) شديدة، وكان من المقرر عقدها أمس الأول (الجمعة) ونتمسك بالحكمة القائلة: (الرجل المتفائل شخص قليل الخبرة).. لإفشال هذه القمة استفز الجيش الشعبي المسيرية، بل أطلق اتهامات للسودان بقصف منطقة راجا بواسطة الطيران.. "سلفا" المتردد الذي يقدم رِجلاً ويؤخر أخرى (حرن) فتأجلت القمة ليوم كامل، والسبب عدم الاتفاق على أجندة (السجم والرماد).. بالله عليكم كيف يتحرك رئيسان لعقد قمة ثم يكتشفان أن الأجندة غير جاهزة؟!.. الإعلان عن القمة وتحديد ميعادها يفترض أن يعني ذلك أن كل الترتيبات قد تمت بما في ذلك أجندة الاجتماع.. أو ربما الذي حدث أن أحد الطرفين (خرخر) بعد موافقته على الأجندة، ومن هنا جاء التأجيل والتسويف.. قناعتي أن "سلفا" وبناءً على تجارب سابقة فعل فيها مَكر الجيش الشعبي واستخباراته مفاعيله، هو الذي (خرخر) فظهر أن خلافاً حول الأجندة قد حدث.. هل تذكرون كيف (نط) الرئيس "سلفا" من ذلك الاتفاق وسط دهشة الرؤساء الأفارقة وقد كانوا شهوداً على الاتفاق وتفاصيله ولم يبق إلا صياغته والتوقيع عليه، وفي ساعة التوقيع رفض "سلفا" الاتفاق بكل جرأة.. قناعتي أن هذه القمة لم يكن لها لزوم أصلاً لأن القضايا محل الخلاف نوقشت وتم الاتفاق حولها في سبتمبر الماضي، حيث وقع الرئيسان على اتفاق شامل سُمي (اتفاق التعاون المشارك)، وذلك في مفاوضات برئاسة الرئيسين وكانت الأطول من نوعها بين رئيسي بلدين.. اللجنة الأمنية السياسية المشتركة عهد إليها وضع خارطة لتنفيذ الاتفاق، لكنها غرقت في جدل مدهش، أين تعقد اجتماعات اللجنة وعندما اجتمعت أعادت النقاش في قضايا محسومة؟! فعقدت (3) اجتماعات فاشلة بامتياز، الأول في جوبا والثاني في الخرطوم والثالث والأخير في أديس أبابا.. الفشل الذريع واقتراب نهاية مهلة مجلس الأمن جعل الرئيسين يفكران في عقد قمة ولكن ليفعلا ماذا؟ أنا شخصياً لا أدري!! • آخر الكلام: الداعية السعودي الشهير الدكتور "عائض القرني"، ذهب إلى العاصمة الفرنسية باريس في رحلة علاج فخرج بعدة حقائق قائلاً: (نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق، وتصحّر في النفوس، حتى أن بعض العلماء إذا سألته أكفهرّ وعبس وبسر، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء).. "القرني" قال إن انطباعاته جاءت بعد معايشة قائلاً: (أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم، فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة).