(1) طلاب يهتفون ضد نائب رئيس الجمهورية!! مجموعة مسلحة تقتحم محكمة في نيالا وتختطف المتهمين وتخلصهم من أنياب العدالة، وسط دهشة الجميع، ورغم تعهد الوالي بإعادة القبض على المتهمين لكن شيئاً من ذلك لم يحدث!! الجماهير تقتحم مطار الخرطوم الدولي وتحتل مدرجه الوحيد وتعرقل حركة الطيران وتعود الطائرات من حيث أتت بسبب حزنهم على مطربهم المفضل..!! مقتل (11) شخصاً وجرح العشرات إثر صدامات قبلية دامية حول آبار الذهب ب(جبل عامر) بولاية شمال دارفور..!! تظاهرات واعتصامات داخل حوش التلفزيون القومي احتجاجاً على تأخير استحقاقات العاملين المالية لعدة أشهر وربما سنوات..!! رئيس الجمهورية يأمر بزيادة الحد الأدنى للأجور ابتداءً من يناير الماضي، لكن وزارة المالية تحول الأمر الجمهوري إلى (كسور وبواقي)..!! كل ذلك وما أكثر ما خفي ولم نسمع عن استقالة المسؤول المباشر عن هذه الكارثة أو تلك.. أي نوع من الجلود تلك التي تكسو أجسادهم؟!.. لقد حباهم المولى عزّ وجلّ بجلود (تخينة) تقضي على أي بصيص إحساس.. هل يمكن أن تعكس أو تبعث تلك الأحداث العظام صورة مطمئنة للمستثمرين خارج السودان؟!.. وزير الاستثمار بالمجلس الأعلى للاستثمار "مصطفى عثمان إسماعيل" يجتهد لاستصدار قانون جاذب للاستثمار، لكن ماذا هو فاعل ذلك القانون وهذه الصورة الطاردة تعكس غياب الدولة؟! (2) عندما تسودُّ صورة المشهد السياسي الداخلي نهرب محلقين في سماء الخارج علنا نجد مصائب أخرى تهوّن علينا مصائبنا، لأن من يرى مصائب غيره تهون عليه مصائبه.. أخيراً اكتشف الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" أن التدخل العسكري الغربي في بلاده ليس مجدياً.. صحيفة (الغارديان) البريطانية قالت إن "كرزاي" ذكر لها بأن أخطر تهديد طويل الأجل لبلاده لم يكن (طالبان) بل تدخل القوى الأجنبية.. ما الذي غير "كرزاي" الذي جاء محمولاً على الدبابة الأمريكية؟!.. لكنه أقر بأنه (من الوهم اعتقاد أن حكومته يمكن أن تحيا بدون بعض المعونة العسكرية والمالية الغربية بعد انتهاء المهمة الرئيسية لحلف شمال الأطلسي "ناتو").. تاريخ "كرزاي" يقول إن علاقاته المشبوهة بالإدارة الأمريكية بدأت منذ صباه.. بعد تخرجه في إحدى الجامعات الهندية عاد إلى أفغانستان، حيث انضم للمجاهدين الأفغان المدعومين من طرف المخابرات الأمريكية ضد الاحتلال السوفياتي.. كان "كرزاي" يقوم بدور ضابط اتصال بين المجاهدين من جهة و"السي آي إيه" (وكالة المخابرات المركزية الأمريكية) من جهة ثانية.. بعد هجمات 11 سبتمبر الشهيرة في 2001م شرع "كرازي" في استثمار الحدث سياسياً، فقام بعملية استجداء لدول حلف الأطلسي كي تُخلِّص بلاده من القاعدة.. محاولات الرجل نجحت في أن يختاره بعض الزعماء السياسيين الأفغان بألمانيا في دجنبر 2001م، لرئاسة إدارة انتقالية للبلاد، لكن نفوذه وسلطته لم تكن تتعدى حدود العاصمة، مما جعل الكثير من الأفغانيين يلقبونه ب(عمدة كابول).. المفارقة هنا أن كاتباً أمريكياً كتب حزيناً في صحيفة (لوس أنجلوس) يقول: (إن الكونغرس لم يسأل عن مصير قرابة 66 ألفاً من الجنود الأمريكيين الذين لا يزالون يعرضون أرواحهم للخطر بأفغانستان في مهمة غير واضحة المعالم)!!.. أما سر تصعيد "كرزاي" في لغته ضد حلفائه، يقول أحد الكتاب، إنه يرجع إلى عدة أسباب في مقدمتها عدم قدرة حكومته على حسم الصراع مع طالبان، ومن ثم بحثه عن التفاوض معهم أملاً في ألا يخسر حكمه في نهاية الأمر لصالحهم، خصوصاً مع اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية.. هذا فضلاً عن سعي الرئيس الأفغاني لمحاولة جلب مساندة الشعب الأفغاني له بهذا الهجوم على قوات الاحتلال الأمريكي، بسبب تزايد أعمال القصف الأمريكي العشوائي للقرى الأفغانية خصوصاً بالطائرات بدون طيار وقتل مئات الأفغانيين الأبرياء. • آخر الكلام: كم "كرزاي" سوداني ينتظر أن تأتي به دبابة الحركة الشعبية في (فجر جديد) إلى سدة حكم السودان؟.. إنهم كثر وليس آخرهم "يوسف الكودة"!!