أطرف تعليق عن وضع تعليم الأساس سمعته يوم امس من إحدى أخواتي التي لديها طفلين في مرحلة الأساس عندما قالت (انا لم اصدق نفسي اكملت دراستي الجامعية وظننت نفسي إنتهيت من القراية، لأجد نفسي من جديد أدرس من الصف الأول اساس). بعض الناس في زماننا هذا، لا يعيرون أطفالهم أدنى إهتمام بمراجعة الدروس والواجبات المدرسية. والفقرة أعلاه تعكس مدى إهتمام هذه الأم باطفالها فهي صارت تراجع وتدرس مع طفليها ولذا فقد صارت مثل تلميذ الصف الأول اساس ولذا قالت التعليق اعلاه وهذا واجب لابد منه في هذا الزمان أو فعليك تجهيز البديل وهو معلم خاص لطفلك إذا لم يكن لديك زمن أو لا تعرف شيئاً من الكتابة. تلاميذ الأساس في هذا الزمان تختلف ظروفهم عن ظروفنا في زماننا، ومن الخطأ ان يقوم بعض الناس بعمل مقارنات غير عادلة عندما تجد أحدهم يقول بعفوية خاصة إذا كان منحدراً من أسرة لم يكن من بينها شخص يستطيع مراجعة الدروس معه بعد عودته من المدرسة (نحن زمان كان براجع لينا منو؟).. والمسألة ببساطة تتعلق بعمر التلاميذ فحالياً تجد تلميذ الصف الثالث لم يتجاوز السبع سنوات وهذا هو العمر الذي كنا دخلنا فيه الصف الأول، هذا جانب. ومن ناحية أخرى لنقم بمقارنة عدد المواد التي كنا ندرسها بالصف الثاني الإبتدائي فقد كانت لدينا حسب ما أذكر (عربي – حساب – دين – علوم) اربع مواد فقط، واما تلاميذ الصف الثاني في الوقت الراهن فستجد أن هناك أكثر من سبع مواد وكراسات إذن فالتلميذ بحاجة لزمن ومراجعة ومتابعة جادة من أحد الكبار بالبيت.. وهنا تكون قد عدت من جديد إلى الصف الأول. هناك أمر آخر يعتبر من المتغيرات التي لم يلاحظها بعض الناس على ظروف تلاميذ هذا الزمان مقارنة بزماننا، فقد كنا ننشغل بلعب الكرة وننتظر مسلسل سندباد أو الليث الأبيض أو غيره من مسلسلات الكرتون وهي غالباً نشاهدها عند الساعة السادسة(في زمننا طبعاً ما الساعة ستة بتاعت الزمن الهسع) وفوق دا كلو تلقانا جاريين لواحدة من البيوت الفيها تلفزيون ابيض واسود وسط عدد كبير من البيوت ما فيها تلفزيونات(حتى بداية تسعينات القرن الماضي ونحن باللاماب بحر أبيض عدد المنازل التي بها تلفزيونات ملونة محسوبة على أصابع اليد الواحدة).. وبعد مشاهدة مسلسل الأطفال نعود إلى بيوتنا قبل الساعة الثامنة كاقصى زمن تأخير. وإذا لاحظتم الأطفال هذه الأيام لديهم قنوات متفرغة لمسلسلات الأطفال على مدار (24) ساعة بدون إنقطاع... هذه كلها عندما تقارنها بمستوى تحصيل التلاميذ أجد ان هناك حاجة ماسة لأولياء امور التلاميذ للمتابعة اللصيقة للأطفال، فالتلميذ بجانب كثرة المواد التي يدرسها في المدرسة وحاجته لوقت يلعب فيه ووقت آخر لمشاهدة القنوات الفضائية يصعب عليه الموازنة بين هذه الأشياء فتكون النتيجة إما ضعف في التحصيل الأكاديمي او إعتلال صحة التلاميذ أو الإثنين معاً. لويل كودو - السوداني-العدد رقم 971- 2008-07-28