** الأخ : الطاهر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..بصراحة ما عايز أتكلم كتير ولا آخد من زمنكم.. بس عايز أذكر عنايتكم بي مسألة رجيتكم أن تكتبوا فيها قبل كدا لأنها موقفة حال الكثيرين ويكتوي بي نيرانها ما لا يقل عن ثلاثة أجيال .. وهي الخدمة الوطنية التي لا نرفضها ولن نقف ضدها .. ولكن هي مطبقة عندنا في السودان بطريقة لا تشبه أي دولة في العالم..فجميع الدول بلا استثناء لديها اعتبارات لبعض الحالات الخاصة كأن يكون الفرد هو العائل الوحيد للأسرة أو الأخ الأكبر من بين الذكور أو أصلاً وحيد أمه وأباه وغيرها.. وهناك عامل السن وهو محدود وفي كل الحالات لا يتجاوز ال (30-35 سنة ).. أما خدمتنا الوطنية فقد بدأت بمواليد عام 1964..(هسع بلغوا 45 سنة بالتمام والكمال ولسع مطلوبين للخدمة )..!! ** يعني زول فاضل ليهو يطلع معاش بعد 15 سنة ولسه مطلوب للخدمة ، وما عارف ح يعملوا بيهو شنو..؟..وبدل من السنوات تتناقص تقوم إدارة الخدمة تبقيها ما بين مواليد 1990-1959 دون مراعاة لأحوال البشر وظروفهم الأسرية وإعالتهم لجيوش جرارة من البشر من بينهم المريض والقاصر والفتاة التي تحتاج بجانب المصاريف إلى العين الساهرة والرشد وغيره..ياتو منطق دا البخلي زول عمروا فاق الأربعين سنة أو تعدى منتصف الثلاثينات يتبهدل البهدلة دي كلها..؟..بالله عليك يا أستاذ طلع لي دولة واحدة في العالم بتقبل ليها زول في الخدمة العسكرية - غير العسكريين السابقين الذين يرغبون في العودة للخدمة - في عمر زي دا ..؟..في ناس حالتا واقفة ما قادرين يشتغلوا أو يتحركوا... !! ** الله يرضى عليك دنيا وآخرة أكتب في الحتة دي الله يخليك..والله في ناس بسبب الخدمة دي عايشين في ضنك ليس بعده ضنك.. مافي زول بي يشغلك ، دا إذا لقيت شغل أصلاً.. بالجد أصبحت معضلة ودفعت بالعديد للعمل الهامشي والإجرامي أو الهجرة ..وبالجد المسألة فاتت الحد ومافي ليها مبرر..هو التماس ورجاء بعد الله أن تكتب في هذه الجزئية ..لعل أبلغ مثال على عدم معقولية ذلك هو أن القوات النظامية نفسها لا تقبل من يفوق عمرهم ال28 إلى 30 عاماً..فما الحكمة في إدخال مواليد كل هذه السنين ضمن الخاضعين للخدمة ..؟ ** والناس ممكن تطرح بدائل معقولة ، يعني مثلاً ممكن يحصل تعديل في الأعمار الخاضعة للخدمة بحيث لا تتجاوز ال35 سنة على الأكثر..باعتبار أنو الزول بيقدر يتحرك وبيستجيب لجرعات التدريب ..ومعالجة من فاتهم الأمر- فوق الخمسة والثلاثين - بعد التأكد من صحة معلوماتهم بتسويات مالية مثلاً .. وممكن برضو بعداك يضبطو حركة الأجيال القادمة مع تعديل قوانين ولوائح الخدمة لتأخذ بعين الاعتبار حالات الشخص الوحيد في الأسرة أو الذكر الوحيد وسط الأناث هذه يمكن ضبطها عبر اللجان الشعبية وما شابه وليكن الأمر عاجلاً.. يا أستاذ في ناس ما قادرة تشتغل عشان المسألة دي ..وفي ناس لم أعتربوا كانوا أصلاً خارج الخدمة ، أي أكبر من مواليد 1964، جو راجعين لقوا أنفسهم في نص المعمعة ..عليك الله اتخيل منظر الأب وإبنه واقفين في صف الخدمة الوطنية ..الله يرضى عليك ما تنسى الموضوع.. وربنا يجزيك كل خير عن آلاف بل ملايين المتأثرين من الأفراد والأسر جراء هذا الأمر ..والله من وراء القصد ..لكم فائق التقدير وموفور الاحترام .. أخوك : م ، ج ..) ** من إليكم : شكرا لك أخ : م ،ح ..تلك رسالتك ، تعمدت نشرها بعاميتها الفصيحة وأنفاسها المتوسلة ،وعذرا على إختصار لم يخل بالمضمون ليتناسب مع مساحة الزاوية ..وأحسنت بتأكيدك بأنك لست ضدها ولاترفضها..ونأمل أن تقرأ منسقية الخدمة الوطنية الجزئية التي وضحت آثارها الاجتماعية والاقتصادية على الاسر ثم تتفاعل معها تفاعلا إيجابيا يخفف وطأة الحال الذي يؤرق تلك الفئة المعنية .. والله الموفق ........ ساتي إليكم - الصحافة –الجمعة 12/06/2009 العدد 5733