يبدو أن ما كتبته تحت عنوان: «اذهبها إليها» أثار حفيظة «حواء النيل» فجاءت إحداهن برسالة قائلة «خلقت المرأة من ضلع الرجل حتى تكون قريبة من قلبه وروحه وأنفاسه وعطائه الذي يمده لها ولا ينتهي.. دموعها قد تسكب بلا سبب وبلا قيود ولكن أحاسيسها التي تتقد بداخلها تجعلها شاعرية، وبكاؤها كالطفل الوليد لا ينتهي فينظر لها أحياناً بأنها كثيرة البكاء وقد يصل ذلك إلى كره الرجل لدموعها.. ولكن هل سألت نفسك سيدي الرجل لماذا تلك الدموع التي تبحر بها.. سيدي الرجل ليس اتهاماً ولكنها الحقيقة.. نصف دموع المرأة هي منك والنصف الآخر تذرفها لحال قلبها.. تبكي بكاء الطير عندما ترى ألم غيرها.. عندما تجرح أصبعها تبكي وكأن الذي جرح هو قلبها.. تبكي حينما تصرخ بوجهها.. تفتح قلبها لك ولا تجد إلاّ الصد والإهمال منك.. فهل تحتويها وتمسح دمعتها لتكن كالطفل.. أم أنك أكبر وشموخك سيدي يمنعك من ذلك.. فإن لم تكن انت ذاك القلب الرحيم فمن تكون أنت.. أنت بين ناظريها ليس فقط رجلاً بعينيها.. أنت الحلم وفارسها وعاشقها وحبها ودمعها.. وإن بكت فهي تريدك أنت قبل كل إنسان.. لتبقى بقربها مدى الدهر ولا تنشغل باهتماماتك ومشاغلك عنها وتجاهلك آلامها... حينها تشعر ان الدنيا تأخذك منها.. أصبحت يا سيدي تبعد الحياة عنها.. وتعبث بذلك القلب الذي ينتظر دائماً أن تكون منك الكلمة الطيبة.. وتكون دواءها وارتواءها.. ألا تعلم إن كانت الدموع من عينيك تموت.. فهي تحن عندما ترى دموعك.. تتكسر وتذوب الأحاسيس جميعها لتصد دموعك وتشاركك آلام البكاء.. وتصمت أنت بين أعماق حنانها وتظل هي تبكي ولا تقف من البكاء وتشهق.. وتعلم كما يعلم الجميع أن من الرجال من هم أعظم وما العظمة إلاّ لله وحده.. إنهم بقمة الروعة والعاطفة.. يستطيع أن يشعر بدموع المرأة التي تختنق بحنجرتها بنظرة حنونة.. ويداوي جراحها قبل أن تذرف دمعها.. أليس الرجل فناناً بشاعريته وقلبه.. وكم تملأ الدموع عينيه ولكنه يجبر نفسه على التجاهل حتى لا ترى الدمعة عليه.. وهو يعلم أنه بحياة المرأة كالشمس.. غيابها يعني اختفاء نورها وموتها بين أحضان النيل.. أخيراً أتمنى أن تكون أحرفي لينة عليك.. فأنا أتمنى أن تضع يدك بيدي لنبحر في هذا المركب ونرسو على قلب حواء المليء بالدفء والحنان.. فقط اسألك.. لماذا تخون يا آدم؟؟ شكراً الأخت نبيلة على الكلمات الحنينة في حق آدم.. رغم أن البعض منهم أبعد ما يكون مما ترمين إليه من إلفة وحنان.. البعض كما قلت. آخر الكلام: دراما آدم وحواء.. دراما بعمق حياة كاملة.. انظر كيف يتقاسمان فيها الادوار سياج - آخر لحظة الاربعاء 29/07/2009 العدد 1071 [email protected]