. أظن وبعض الظن (قهر حريم)، بأن كثيرين من قراء (آخر الحكي) يتعرضون يومياً في بيوتهم للطحن والغربلة والبشتنة ومحاكم التفتيش والعقوبات الغذائية والحصار العاطفي و(حاجات تانية حامياني)..! سبق أن نشرت مقالاً هنا عن (المرا المجنونة) التي تشنق زوجها بالأسئلة و(المضايرة)، فدارت طاحونة الوشايات بين مجموعة من أصدقائي أعضاء (جمعية الرجال الذين يخافون من نسوانهم)، والمعروفة إختصاراً ب (هُسْ)..! كل صديق يحاول الذود عن بقايا كرامة موبايله المستباح من قبل (الجماعة)، والتي هي في رواية أستاذي سعد الدين إبراهيم، سيدة واحدة لاغير. أحدهم قال بأن زوجة فلان أجبرته على تحويل كل المكالمات الواردة إليه لجهازها لتعيد تحويلها إليه بعد الفلترة والتمحيص والمتاوقة الجيدة في الأرقام، لكن (الغشيمة) فات عليها أن صاحبنا كان يختم مكالماته بعبارته الشهيرة: (عليكي الله يا سندس ما تنسي تضربي لي في التلفون التاني)..! وأنا بعد طفل صغير (والبعض لن يصدق ذلك)، كانت في بلدتنا طاحونة شهيرة، بلغت من شدّة بأسها وعبقريتها، قدرتها على طحن (قُدرة الناس على السمع) جنباً إلى جنب مع الدقيق، وربما لهذا كان يقال لصاحبها (عبودي الأطرش سيد الطاحونة). لا أعرف أيهما بدأ العدوان على الآخر، وما إذا كانت الطاحونة سبباً في (طرش عبودي)، أم أن عبودي الأطرش هو السبب في جعل الطاحونة (طالقة) بصوتها الصاخب في حلتنا، لأن قدرات (أضانو) أقل من تقدير حجم (الجوطة) التي تحدثها طاحونته، أو ربما كان (عم عبودي) يستمتع حين يتحول زبائنه بعد دخولهم تحت مظلة ثقب الأوزون الذي تحدثه طاحونته، إلى كائنات تتحدث بأطرافها لا بألسنتها. كل زبائن طاحونة عبودي الأطرش كانوا يتحدثون بالأيادي والأرجل و(أكياس الدقيق الفاضية)، طالما هم متواجدون تحت مظلة (سوط الطاحونة) وصوتها المزعج، والزبون الأقدم هو الأقدر على التعبير عن نفسه، أما أنت أيها الجربندي حديث العهد بالطاحونة، فعليك بتحريك رأسك إلى جهة الشمال الغربي ثلاث مرات، و(رفع) يديك الاثنتين إلى (أسفل)، وبالتالي سيفهم رفيقك بأنك تقصد أن تقول له: (عليك الله زح شوية لي قدام عشان أشيل الدقيق ده فوق راسي)..! طيّب، ومادخل (المرا) المجنونة في ذلك؟! قد أعود لحكايتها ذات أمن.. آخر الحكي - صحيفة حكايات [email protected]