الجنس للجنس رحمة نسوان حاقدات تحير شاويشي من تغير لهجة وملامح وجه البائعة الشابة في اقل من ثوان عندما استدارت لتلبية طلبي، فبينما كنت انتظرها لتنتهي من مبايعة رجل وجيه الملامح انيق الملابس، كنت اراقب - تحت تحت - طريقتها في اظهار الكبكبة الاحتفائية، التي تقتضيها واجبات الهش في وجه الزبون واشعاره بأنه صاحب حق اصيل، فقد كانت صاحبتي تمارس فنون التكشم والتراجف (متل نار القصب) وهي تسرع في تلبية طلبات ا لرجل، وتقوم بلف الحلويات بطريقة انيقة ثم تسلمها له وتودعه بابتسامة والهه ذكرتني بنظرات سناء يونس وهي تتابع فؤاد المهندس وتهمس لنفسها بأنه (شعااااااع) ! حسنا، هذا من المفهوم بالضرورة فالشابة غير متزوجة وربما رأت من الرجل ما يبشر بأنه مشروع عريس، ولكن خلعتي جاءت عندما استدارت لي وسألتني بجفاف عن طلبي، وعندما شرحت لها في غاية المسكنة رغبتي في شراء تشكيلة من المخبوزات كنت انتوي اهدائها لصديقة حبيبة عائدة من الحج، توجهت للفترينة وهي تحمل علبة كرتونية صغيرة، فنبهتها بغاية الذوق والادب ان العلبة صغيرة لن تكفي الكمية المطلوبة ومن الافضل ان تختار المقاس الاكبر، لكنها رمقتني بنظرة زاجرة على طريقة (انتي العرفك شنو)، واخبرتني من بين اضراسها انها تعرف العبوة الملائمة لكل وزن، ثم بدأت في حشو العلبة حتى تكومت بها المخبوزات في صورة تل !! ظللت اراقبها باسمة في انتظار اعترافها بخطئها وتغير العلبة، لكنها قامت بتغطيها ولفها بعنف تسبب في هرس الخبيز وتحويله لدقيق، ثم ناولتني لها وفي عينيها نظرة قاسية وكأنها تتحداني ان اعترض أو ان احاول تضريب تلت التلاتة كم !! حسنا، تقول حبوباتنا (الجنس للجنس رحمة) وهي مقولة كثيرا ما تعرضت شخصيا للاحتجاح بها من الجنس الخشن، عندما يتهموني – احيانا – بالانحياز لبنات جنسي، لكن هل هذه المقولة حقيقية ؟ وهل تنحاز النساء للنساء ويتعاطفن ويتعاملن بالحسنى مع بعضهن البعض كما يفعل الرجال في حق بعضهم ؟ النصيحة ل الله مااااا اظن، أو على الاقل لم يعد الامر كذلك كما كان يحدث في السابق، ورغم ان الاعتراف بالحقيقة هنا موجع لكني كثيرا ما لاحظت طريقة تعامل العاملات في منافذ التعامل مع الجمهور، وتمييزهن في المعاملة بين الذكور والاناث .. منافذ البيع .. شبابيك المعاملات في المصالح الخدمية .. السكرتيرات .. موظفات الاستقبال الخ الخ، عندما يتقدم رجل لطلب الخدمة يلتقينه ب (صفين من اللولي) .. البسمة من الاضان للاضان .. التواضع والرغبة في الخدمة وتسهيل الامور، العكس تماما عندما تكون طالبة الخدمة من بنات جنسهن .. نهزرة وتنهير وقلة صبر على طريقة (اصغر منك دوسو) !! كذلك لا اذكر انني سمعت أو لاحظت أن مجالس الانس الرجالية، يتسلى الحاضرون فيها ب (القطيعة) وأكل لحم رفيقهم الغايب، بينما تعودت النساء في مجالسهن على نتف صويفات بعضهن البعض، ليس في غياب المنتوفة فقط ولكن احيانا أمام عينها بطريقة المهامزة والملاكزة .. الغريبة انني كنت اعتقد ان هذه الممارسات تحدث وسط ربات البيوت والنساء الاقل حظا من التعليم، ولكني تابعت بحيرة لقاء تلفزيوني مع مجموعة من طالبات احدى الجامعات الخاصة .. سألتهن المذيعة عن لغة الشباب الجديدة ومصطلحات الراندوك المتداولة بينهم، فكان ان اعترفن بأن لكل شلة (كودات) يستعملنها في (القطيعة) .. مثلا كأن يقلن عن فلانة – امامها – بأنها رائعة الجمال و(معّاطة)، بينما في الحيقة انهن يقصدن العكس وان المعنية قبيحة أو ثقيلة الظل !! يومها اصابني نوع من الاحباط وانا اتابع شابات (اسبور) و(كول) يتلقين نوع راقي من التعليم، ورغم ذلك يعترفن على الهواء بأنهن يستعملن أساليب الجاهلات من النساء في النميمة والمطاعنات ونظم (المغارز) على طريقة مغنيات آآآخر الزمن!! للحقيقة والانسانية يا نسوان، فالنعترف أن (البعض) منا يتسمن بالعدوانية، العنف والقسوة أحياناً تجاه النساء الأخريات.. فالمرأة قد تكره المرأة أحيانا حتى لو لم تقابلها من قبل وتهمتها الوحيدة فى ذلك أنها امرأة ناجحة فى حياتها العملية، أو لمجرد أنها أجمل منها أو حتى أكثر انبساطة، وفي ذلك استدل بما كتبته زميلتي العزيزة (فايقة يس) بصحيفة حكايات تحت عنوان (معارك نسائية)، فقد تحدثت في نفس المعنى عن ملاحظة غريبة لاحظتها في اثناء حضورها لاحدى الندوات، فعندما قامت احدى السيدات للتعقيب على المحاضرة احتجت الحاضرات وقاطعنها بأنها اكثرت من الحديث، وطالبن المنصة بانهاء مداخلتها، وعندما تحدث رجل بعدها اطال ما شاء له الله في الحديث دون ان تفكر صويحبات يوسف في الاعتراض .. جنس حسادة !! بالمقابل نجد ان الرجال لا يفعلون مثل هكذا حركات قرعة، ففي الغالب لا يشعر الرجال بالغيرة فيما بينهم إلا لأسباب محددة، فمثلا لا اتصور ان هناك رجل يشعر بالغيرة من رجل أخر لمجرد أن لديه شعر ناعم، أو أنه وسيم وأكثر اناقة منه، وحتى في حالة المكاجرة والاختلاف فهم يختلفون وينتقدون بعضهم بشكل موضوعي ولأسباب وجيهة وواضحة .. غايتو الليلة عيدكم !! بالجد يا جماعة الاعتراف بالمشكلة جزء من الحل، ولابد من الاعتراف بأن عدو المرأة الاول ليس الرجل ولكنها امرأة أخرى (خاتاها في بالا)، الحقيقة الثانية والواضحة هي أن هناك منافسة شرسة بين النواعم، خاصة بعد شح سوق الزواج من بضاعة الجنس الخشن الراغبين في الاحصان، فصارت أخشي ما تخشاه المرأة حبيبة / خطيبة / زوجة هو أن يتم استبدالها أو التطبيق عليها بأخري أصغر أو أجمل منها، فتنشغل كل واحدة بالتخزيل عن ما ملكت يمينها والزود عن حماها من عدوان المعتديات !! مخرج حسنا أخيرة أحبتي، من اراد الاصلاح فعليه بنفسه .. الان اكتشفت اني مثل غيري من الحاقدات المستلبات، وإلا كيف اكتب مثل هذا الكلام عن بنات جنسي العسولات .. دا أنا من شدة استلابي .. في المرض بثق في الدكاترة اكثر من الدكتورات .. حالة صعبة !! منى سلمان [email protected]